سياسة لبنانيةلبنانيات

الشائعات حول انتخاب رئيس كثيرة الى حد الفوضى والحقيقة ضائعة فهل يحمل تشرين الحل؟

توحيد مواقف اعضاء اللجنة الخماسية يساعد الوسيط القطري على النجاح؟

في غياب المعلومات المتوفرة عن النشاط السياسي المتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، تكثر الشائعات والتكهنات، حتى يكاد المواطن يضيع، فلا يعود يعرف ايها الصحيح وايها الغلط، وهذا ما هو حاصل اليوم. فالموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان يواصل نشاطه بعيداً عن الاضواء، ويجري الاتصالات مع اعضاء اللجنة الخماسية المهتمة بالشأن اللبناني، والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. وكل ما عرف حتى الساعة انه اسقط المبادرة الفرنسية التي كانت تقول بسليمان فرنجية رئيساً ونواف سلام رئيس حكومة وطلب البحث عن الخيار الثالث. وفي ما عدا ذلك لم يتسرب شيء، وخصوصاً عن اللقاء الذي جمعه مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ومستشار مجلس الوزراء نزار العلولا والسفير وليد بخاري. وقد سرت شائعات كثيرة حول نتائج هذا اللقاء، اما الحقيقة فبقيت مجهولة لان اياً من الطرفين لم يكشف عما دار خلالها. لذلك يجب عدم الاخذ بكل ما يتردد حول هذا الموضوع. والظاهر ان لودريان عاد وتوافق مع طروحات اللجنة الخماسية، وخصوصاً الطرح الاميركي – السعودي الذي يرفض البحث في الاسماء، لانه شأن لبناني، ولكن المطلوب رئيس حيادي بعيد عن الاصطفافات السياسية، يكون قادراً على جمع اللبنانيين واطلاق الاصلاحات المطلوبة، لانهاض لبنان من هذه الازمة القاتلة التي يتخبط بها. والعيون شاخصة حالياً على الوزير القطري محمد الخليفي، المكلف بالملف اللبناني والمتوقع وصوله الى لبنان هذا الاسبوع، ليبدأ مهمة وصفت بانها قد تساهم في حلحلة الامور، نظراً لما يحمله من افكار جديدة قد ترضي كل الاطراف، او على الاقل معظمهم. الا ان ذلك يبقى مجرد كلام وتكهنات، الى ان يتم الاعلان عنه وفي ما عدا ذلك، لا شيء ثابتاً.
ازاء هذا الوضع الضبابي الحذر يبقى الاهم الموقف اللبناني، الذي يبدو حتى الساعة على حاله من التصلب. فالثنائي الشيعي لا يزال متمسكاً بسليمان فرنجية رئيساً، رغم اسقاط المبادرة الفرنسية التي اضعفت حظوظه في الوصول الى قصر بعبدا. كما ان المعارضة لا تزال ترفض هذا الطرح، وتطالب برئيس حيادي يجمع كل الاطراف، وذلك عبر التوجه الى المجلس النيابي، وعقد جلسة مفتوحة على دورات متعددة، الى ان يتم التوصل الى انتخاب رئيس، يبارك له الجميع وتنتهي الازمة المستمرة منذ سنة تقريباً، عرف لبنان خلالها المزيد من التدهور والانهيار، وعرف اللبنانيون الكثير من الظلم والقهر والاذلال، دون ان يدرك السياسيون ما يسببونه لهم، لان المصالح الشخصية والفئوية تتقدم عندهم على كل ما عداها. فكيف اذاً ستنجح اي مبادرة خارجية وسط هذا العناد؟
يقول المراقبون ان الجميع باتوا مقتنعين بانه ليس في استطاعة اي فريق ايصال مرشحه الى الرئاسة، ولكن التنازل عن المواقف له ثمن. فمن هي الجهة القادرة على دفع هذه الاثمان التي قد تكون باهظة؟ ثم هل ان ما يطلبه هذا الفريق يقبل الطرف الاخر باعطائه؟ انها فعلاً قضية معقدة للغاية، يصعب على اي كان حلها. ولكن البعض يبدو متفائلاً بالمبادرة القطرية، ويقول ان الدوحة قادرة على انتزاع الموافقة من كل الاطراف. فهل ان هذا التفاؤل في محله، ام انه سيسقط عند المواجهة بالحقيقة؟ والتفاؤل بالمبادرة القطرية له اسبابه. اولاً لما لقطر من مواقف مشكورة تجاه لبنان على مختلف الاصعدة، ودون ان ننسى كيف ان لقاء الدوحة اسهم في انتاج رئيس للجمهورية هو العماد ميشال سليمان، فهل تكون النتائج ايجابية هذه المرة ايضاً؟ يضاف الى ذلك ان الخلاف او على الاقل التباين في وجهات النظر بين اعضاء اللجنة الخماسية زال، واصبح الموقف واحداً بعد عودة فرنسا الى الاجماع، وبعدما ادركت انها اخطأت في طرحها وانغماسها في لعبة الاسماء. من هنا فان الموقف الخماسي اصبح واحداً وهذا عامل مساعد على التوصل الى حل. فهل يحمل تشرين معه مفتاح قصر بعبدا الذي عشش فيه الفراغ على مدى عام كامل وتنطلق منه الخطوة الاولى على طريق الحل الذي يتطلب وقتاً وجهداً استثنائيين للخروج من هذه الازمة المستعصية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق