أوكرانيا تعلن السيطرة على قرية روبوتين الاستراتيجية في جنوب شرق البلاد
أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرات مسيّرة أوكرانية فوق منطقتي تولا جنوب موسكو وبيلغورود المتاخمة لأوكرانيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الثلاثاء في بيان لم تشر فيه لوقوع أضرار أو خسائر بشرية. وباتت موسكو ومناطق أخرى في روسيا تتعرض باستمرار لهجمات بالطائرات المسيّرة منذ تعهدت كييف بـ«إعادة» الحرب إلى الداخل الروسي.
قالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء إن دفاعاتها الجوية قد تمكنت من تدمير طائرات بدون طيار أوكرانية فوق منطقتي تولا وبيلغورود، دون توضيح ما إذا كان الهجوم قد أوقع أضراراً أو خسائر في الأرواح.
وأوضحت الوزارة في بيان على تطبيق «تلغرام» بأن الدفاعات الجوية «دمّرت» طائرتين مسيّرتين فوق منطقة تولا جنوب موسكو.
مضيفة في بيان منفصل بأن طائرة بدون طيار أخرى «دمرتها قوات الدفاع الجوي» فوق منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا قرابة الساعة 11 مساء بتوقيت موسكو (20،00 ت غ) الإثنين.
ولم توضح الوزارة ما إذا كان هناك أضرار أو ضحايا نتيجة لأي من الحادثين.
وتتعرض موسكو ومناطق روسية أخرى لهجمات بالطائرات المسيّرة منذ أن تعهدت كييف في وقت سابق هذا الصيف بـ«إعادة» الحرب إلى الداخل الروسي، إلا أن تلك الهجمات قد تسببت بأضرار طفيفة.
ويأتي هذا غداة إعلان السلطات الروسية إحباط هجمات ليلية شنّتها طائرات بدون طيار أوكرانية في منطقتي موسكو وبريانسك غرب البلاد.
في حادث متصل، قالت روسيا الإثنين إن قواتها قامت باعتراض طائرتين مسيّرتين أميركيتين كانتا تحلقان فوق البحر الأسود قرب المجال الجوي لشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014، وذلك للمرة الثانية خلال يومين.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأنه في أعقاب «رصد تحليق في اتجاه حدود الاتحاد الروسي»، أقلعت طائرتان مقاتلتان «للتحذير من خرق محتمل للحدود» و«مواجهة (مهمة) الاستطلاع» التي كانت تقوم بها المسيّرتان.
سيطرة اوكرانية
وقالت أوكرانيا الإثنين إن قواتها سيطرت على قرية روبوتين في جنوب شرق البلاد، وتحاول التقدم جنوباً في هجومها المضاد على القوات الروسية.
وأعلن الجيش الأسبوع الماضي أن قواته رفعت علم البلاد في روبوتين الاستراتيجية، لكنها لا تزال تقوم بعمليات التطهير.
وقال قائد قوات أوكرانية دخلت روبوتين لرويترز الأسبوع الماضي، إن القوات تعتقد أنها اخترقت أصعب خطوط الدفاع الروسية في الجنوب، وإنها ستبدأ التقدم بسرعة أكبر الآن.
ونقل تقرير للجيش الأوكراني عن هانا ماليار نائبة وزير الدفاع قولها: «حررنا روبوتين».
وتقع المنطقة على بعد 10 كيلومترات تقريباً جنوبي بلدة أوريخيف الواقعة على خط المواجهة في منطقة زابوريجيا، على طريق مهم يؤدي إلى محور توكماك للطرق والسكك الحديدية الذي تحتله روسيا.
ومن شأن السيطرة على توكماك أن يكون علامة فارقة، مع تقدم القوات الأوكرانية جنوبا باتجاه بحر آزوف في حملة عسكرية تهدف إلى تقسيم القوات الروسية بعد غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية مقطع فيديو على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، المعروفة سابقاً باسم تويتر، يُظهر جنوداً يصفون عملية التحرير ويرفعون علم أوكرانيا بالمنطقة.
وقال جندي أوكراني في مقطع الفيديو: «السيد الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حررنا قرية روبوتين في منطقة زابوريجيا من المحتلين». وأردف: «سنرفع علم أوكرانيا بلونيه الأزرق والأصفر في جميع القرى الأوكرانية».
ولم تؤكد موسكو بعد نجاح أوكرانيا في استعادة روبوتين. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن قوات موسكو صدت هجمات من جانب قوات كييف قرب روبوتين وفيربوف.
وقالت ماليار للتلفزيون الأوكراني في وقت سابق إن قوات كييف، التي بدأت هجومها المضاد في أوائل حزيران (يونيو)، تتحرك الآن إلى الجنوب الشرقي من روبوتين وإلى جنوبي مالا توكماشكا المجاورة.
ويأتي نجاح أوكرانيا في استعادة روبوتين عقب تقارير إعلامية عن اجتماع عقد الشهر الجاري بين كبار القادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي وأكبر قائد عسكري في أوكرانيا بشأن إعادة ضبط الاستراتيجية العسكرية لأوكرانيا.
الجبهة الشرقية
تقاتل القوات الأوكرانية القوات الروسية في شرق البلاد أيضاً، وتقدمها في الهجوم المضاد أبطأ مما كان متوقعاً على نطاق واسع لأنها تواجه حقول ألغام وخنادق روسية على مساحات واسعة.
ووصفت ماليار الوضع في ساحة المعركة الأسبوع الماضي في الشرق بأنه «ساخن جداً». وقالت إن القوات الروسية تجمع قوات جديدة هناك وتعيد تنظيم صفوفها وإن موسكو تهدف إلى نشر أفضل ما لديها من قوات هناك.
وأضافت أن القوات الأوكرانية واصلت تقدمها إلى الجنوب من باخموت، المدينة شبه المدمرة في شرق البلاد والتي سيطرت عليها القوات الروسية في أيار (مايو) بعد قتال عنيف استمر شهوراً.
وذكرت أن القوات الأوكرانية استعادت الأسبوع الماضي كيلومتراً مربعاً حول باخموت، وأن القوات الروسية لم تحقق أي تقدم.
فرانس24/ رويترز/ أ ف ب