سياسة لبنانيةلبنانيات

انكار الطبقة السياسية يقابله اهتمام اقليمي ودولي لاخراج لبنان من ازماته

اللجنة الخماسية تجتمع الاسبوع المقبل في الدوحة وهوكشتاين في اسرائيل لسحب فتيل التفجير

الازمات المتلاحقة تطوق اللبنانيين وتصعّب عليهم حياتهم، وسط غياب كامل للدولة. فلا رئيس للجمهورية منذ حوالي التسعة اشهر، ولا حكومة كاملة الصلاحيات، وان كان رئيسها يحاول احياناً ان يمنحها صلاحيات ليست دستورية، ولكن من يحاسب، فالمجلس النيابي المنوطة به المراقبة والمحاسبة، تخلى عن كامل واجباته. فهو لا ينتخب رئيساً للجمهورية، ولا يشرع، ولا يقر الاصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي. وعلى الرغم من الانكار الذي تمارسه الطبقة الحاكمة ضد شعبها، فان لبنان ليس متروكاً، ويبقى الخارج الامل الوحيد للخروج من جهنم.
في مطلع الاسبوع المقبل وعلى الارجح يوم الاثنين المقبل تجتمع اللجنة الخماسية المهتمة بلبنان، والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، في الدوحة بناء على دعوة الاخيرة للبحث عن مخرج يؤمن الخروج من هذه الازمة التي يتخبط فيها البلد، عبر حوار وطني جدي يبحث عن الخيار الثالث، اي المرشح الثالث الذي يرضي الاطراف المتنازعة، على ان يكون قادراً على فتح حوار جدي مع جميع الاطراف. وحتى الساعة لم تعرف طبيعة هذا الحوار ومكان انعقاده، والقرار مرهون باجتماع اللجنة التي من غير المستبعد ان تكون لها اتصالات بشكل او باخر بايران، ليأتي الاتفاق مكتملاً. وبعدما تردد ان الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان سيعود الى بيروت الاثنين المقبل، سرت شائعات، بان عودته ليست آنية، وانه سيحضر اجتماع الدوحة ليشرح امام اللجنة ما توصل اليه خلال زيارته الاولى، وقد يغادر بعدها الى المملكة العربية السعودية، لمقابلة عدد من المسؤولين، ومن ثم يعود الى لبنان، بعدما يكون قد استكمل ملفه. فعلى امل ان تثمر هذه الجهود وتؤدي الى ايجاد مخرج من كل هذه الويلات. مع الاشارة الى ان سفيري السعودية وقطر عقدا اجتماعاً في منزل السفير السعودي في بيروت وبحثا الموضوع من جميع جوانبه.
مقابل الافق السياسي المسدود داخلياً، برزت ازمة حدودية خطيرة، اذ اقدمت اسرائيل على قضم الجزء اللبناني من بلدة الغجر وضمته متذرعة بخيمتين اقامهما حزب الله على ارض لبنانية، فتوتر الجو بسرعة وهدد بالتصعيد، مما دفع الادارة الاميركية الى ايفاد الوسيط هوكشتاين على وجه السرعة الى تل ابيب، في محاولة لتبريد الاجواء، وحمل اسرائيل على التراجع عن خطوتها العدوانية. ويوحي تكليف هوكشتاين بهذه المهمة، بان الولايات المتحدة قد تكون عازمة على ترسيم الحدود البرية، واقفال هذا الملف نهائياً. فكما نجح الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود البحرية، لعله ينجح في الترسيم البري. وعلى هذا الاساس ليس مستبعداً ان يزور بيروت لاستكمال المحادثات بعدما يكون اطلع على الموقف الاسرائيلي. وفي الترسيم اليوم مصلحة للجميع، لانه يؤمن الاستقرار على الحدود، خصوصاً وان اسرائيل تستخرج الغاز وتصدره الى الخارج، ولبنان سيبدأ الحفر في البئر 9 منتصف اب المقبل، بعد تقديم الموعد. ولذلك فان الهدوء على الحدود مطلب الكل. فهل ينجح هوكشتاين في البر كما نجح في البحر؟ وهل هو مكلف بالعمل على الترسيم البري، ام ان كل ما تردد في هذا المجال هو من باب الشائعات؟ الساعات او الايام القليلة المقبلة تجيب على هذا السؤال.
على الصعيد الداخلي لا يزال التخبط مسيطراً ولم يصل المعنيون الى حل بعد لازمة الشغور في حاكمية مصرف لبنان، بعد ان يغادرها رياض سلامة نهاية هذا الشهر. لقد سقط التعيين في غياب رئيس الجمهورية، كما سقط التمديد، وبات الوضع امام حلين: اما ان يتسلم نائب الحاكم الاول وسيم منصوري المهمة، وهذا ما ينص عليه القانون، واما ان يصر نواب الحاكم الاربعة على الاستقالة، وعندها تقدم الحكومة على تكليف الفريق كله بمن فيه سلامة بالاستمرار في العمل وتصريف الاعمال الى ان يتم تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي. الوقت ضاغط والنتائج يجب ان تتظهر قريباً جداً. وبالتأكيد قبل نهاية تموز الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق