سياسة لبنانيةلبنانيات

زيارة عون لسوريا خرقت المشهد الانتخابي والايام السبعة المقبلة سترفع حرارة التصعيد

خرقت المشهد الانتخابي امس، الزيارة التي قام بها الرئيس السابق ميشال عون الى سوريا، وهي الاولى بعد تقاعده. مع العلم انه لم يقم بزيارة دمشق طوال عهده. الاعلان الاول عن الزيارة جاء من دمشق وعبر وكالة سانا السورية التي ذكرت ان الرئيس السوري بشار الاسد استقبل عون. فما هي ابعاد هذه الزيارة وما هي اهدافها؟ في المساء صدر بيان عن مكتب عون ذكر انه اثار في دمشق قضية النازحين السوريين، وخطورة الموقف الاوروبي الساعي الى توطينهم في لبنان. الا ان البيان السوري لم يذكر شيئاً عن هذا الموضوع، بل ان الاسد تحدث عن ثقته بقدرة اللبنانيين على تأمين الاستقرلر من خلال الحوار والتفاهم. وقال ان التقارب العربي – العربي الذي ظهر في قمة جدة سيعود بالخير على لبنان وسوريا معاً. اما عون فاشاد بالقيادة والشعب السوريين وقال ان سوريا اجتازت المرحلة الصعبة.
هذا ما اعلن عن الزيارة ومواضيعها. اما ما جرى في المحادثات الرسمية فبقي طي الكتمان. ومن غير المعقول الا يكون موضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان على الطاولة. فربما يكون عون قد سعى الى شرح موقف التيار الوطني الحر من الخلاف بين التيار وحزب الله، بعد فترة تعاون امتدت الى سنوات طويلة، وكذلك اسباب معارضة ترشيح سليمان فرنجية. فان صحت هذه التكهنات، يكون عون قد اقحم سوريا مرة جديدة في الانتخابات الرئاسية، وهي التي لعبت في الماضي ادواراً حاسمة في هذا الاستحقاق، خصوصاً في زمن الوصاية. ولكن الوضع في سوريا اليوم لا يخول النظام ان يكون له دور وازن في هذا الملف.
على الصعيد الانتخابي دبت الحركة بقوة بعد الدعوة التي سارع الرئيس نبيه بري الى توجيهها لعقد جلسة انتخابية حددت يوم الاربعاء المقبل في 14 حزيران. وراح كل فريق يحاول جمع الاصوات لمرشحه. وتركزت الاتصالات بنوع خاص على عدد من النواب يتجاوز العشرين نائباً، لا يزال موقفهم رمادياً، ولم يعلنوا عن توجهاتهم. ويحاول الطرفان المتواجهان استمالة من استطاعوا منهم، لتكبير عدد المؤيدين لهذا المرشح او ذاك. ومن ينل العدد الاكبر يملك ورقة مهمة في المفاوضات التي ستجري لاحقاً للاتفاق على مرشح وسطي يرضى عنه جميع الاطراف. وتقول اوساط نيابية محايدة ان المواجهة الحاصلة اليوم بين مؤيدي جهاد ازعور ومؤيدي سليمان فرنجية، ستسقط كليهما. وعندها يقتنع الطرفان ان الحل هو في التحاور والتفاهم، شرط ان يكون الحوار جدياً، لا مجرد دعوة للمعارضة للموافقة على مرشح الممانعة. فحتى الساعة لا تزال المواقف متصلبة ويرفض اي من الطرفين تقديم التنازلات. فمن هي الجهة الصالحة التي يمكن ان تتدخل لحمل الجميع على مقاربة واقع البلد، وواقع المجلس النيابي الحالي الذي يستحيل لاي طرف ان يملك السيطرة عليه.
ان حرارة الاتصالات ستتصاعد الى الذروة خلال الايام السبعة التي تفصلنا عن جلسة الانتخاب. فهل تحدث مفاجأة ويتم انجاز الاستحقاق؟ بالطبع كلا. لان الفريق الذي سيجد نفسه متراجعاً سيعمد الى تعطيل الجلسة ويمنع الانتخاب. ولذلك يتوقع ان تكون الجلسة الثانية عشرة شبيهة بالاحدى عشرة التي سبقتها. وكل ما يجري اليوم هو سباق على تحصيل اكبر عدد ممكن من الاصوات. وتقول المعارضة ان ازعور يتمتع بين 55 و65 صوتاً حسب الحضور والنتائج التي ستسفر عنها الاتصالات. اما الاصوات المؤيدة لفرنجية فلن تتجاوز 45 صوتاً كما يقولون. على كل حال انها مجرد اقوال، لا اساس ثابتاً لها، وان ساعة الحسم هي التي ستقرر الحقيقة. فعسى ان يتطلع الجميع الى مصلحة البلد والى الوضع الكارثي الذي وصل اليه الشعب ويعملوا بوحي الضمير. فالناس لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد وقد وصلوا الى القعر. الا تستحق مصلحة البلد والشعب المتألم ان تحتل الاولوية لدى طبقة سياسية كانت السبب في هذا الجهنم الحقيقي القائم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق