سياسة لبنانيةلبنانيات

14 حزيران لن يشهد انتخاب رئيس فهل يؤسس لحوار جدي بين الافرقاء ينتج الحل؟

خلاف داخل التيار، تريث اللقاء الديمقراطي، تردد البعض وحملات ضد المعارضة

فور ترشيح المعارضة الوزير السابق جهاد ازعور، سارع الرئيس نبيه بري الى توجيه الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، حدد موعدها عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الرابع عشر من حزيران الجاري، رافعاً عنه التهمة بأنه عطل المجلس خمسة اشهر. هذه الدعوة اشعلت السباق بين الكتل المتصارعة، ليس لان الانتخاب بات مؤكداً، بل من اجل جمع اكبر عدد من الاصوات، ومن يملك اكثر يستخدمه ورقة في التفاوض.
كيف ستتم الجلسة وكيف ستكون المواقف؟
تحصل الدورة الاولى، كما كان يحصل في الجلسات الاحدى عشرة الماضية. وبعد فرز الاصوات يعمد الفريق الذي ينال اقلية الى الانسحاب وتعطيل الجلسة. وبذلك تتكرس القوة السلبية. فكلا الفريقين يملكان القدرة على التعطيل وليس على الانتخاب. وهكذا يصبح لزاماً عليهما التوافق على مرشح ثالث يرضى به الجميع. ولذلك لقيت مبادرة البطريرك الراعي بفتح باب التحاور مع مختلف الكتل الاستحسان والترحيب، فلعل ذلك مع مبادرات اخرى مماثلة تتوصل الى كسر هذا الجمود القاتل، وينتخب المجلس النيابي رئيساً يعيد الحياة الى مؤسسات الدولة.
وكان من المنتظر ان يصدر بيان امس عن التيار الوطني الحر يلاقي فيه القوى التي تقاطع معها على ترشيح جهاد ازعور، الا ان ذلك لم يحصل بسبب الخلافات التي برزت داخل التيار بغياب خمسة نواب عن الاجتماع رغم ترؤس العماد ميشال عون الجلسة. اما النواب الذين غابوا فهم: ابراهيم كنعان، سيمون ابي رميا، الان عون، الياس بوصعب واسعد ضرغام. وهؤلاء يريدون ترشيح شخصية من التيار. وهناك حوالي ثلاثين نائباً من اللقاء الديمقراطي والنواب السنة وبعض التغييريين وبعض المستقلين وهؤلاء كلهم لم يحسموا موقفهم بعد وسينتخبون اما بورقة بيضاء او باسم ثالت وتبقى العين على اللقاء الديمقراطي الذي سيحسم موقفه يوم الخميس المقبل بعد عودة رئيسه تيمور جنبلاط من باريس الذي رافق والده في زيارة خاصة. وقد يكون موقف اللقاء الديمقراطي حافزاً لبعض المترددين لسلوك الطريق عينها التي سيسلكها اللقاء.
وفور الاعلان عن ترشيح ازعور، انطلقت الحملات ضده وضد الذين رشحوه، سواء من بعض المسؤولين في حزب الله او حركة امل التي هاجمت بعنف هذا الترشيح. ووجهت الاتهامات الى المعارضة بانها لا تزال تناور وان ترشيحها غير جدي. وهذا بالفعل موقف مستغرب. فاي مرشح يعلن عنه، غير سليمان فرنجية يكون في نظر فريق الممانعة مناورة وغير جدي ومرشح تحدٍ، الى غير ذلك. وحده فرنجية هو المرشح الجدي والقادر في نظرهم على انقاذ لبنان.
هذا الوضع السياسي المتأزم والذي يزداد تصلباً وانقساماً بات يحتم على العقلاء السعي الى الحوار لا من اجل اخضاع فريق لرغبات الفريق الاخر، بل للاتفاق على مرشح ثالث يرضي الكل، ويحفظ مصلحة البلاد. كما اشرنا اليه اعلاه. فهل هذا ممكن في هذا الوضع القائم؟ وهل ان قوى الداخل المتصارعة لا تزال قادرة على تقديم التنازلات؟ ثم ما هو دور الخارج ازاء هذا الانقسام الحاد؟ حتى الساعة لا يبدو ان احداً من القوى الخارجية الداعمة للحل في لبنان، يريد ان يتدخل مباشرة. حتى فرنسا التي كان لها موقف في هذا الاستحقاق بدأت تعيد النظر في موقفها، فهي لم تبعد خيارها عن الطاولة، ولكنها باتت مستعدة لقبول خيارات اخرى مقنعة تساهم في اعادة اللحمة والوئام الى الصف اللبناني.
الخلاصة ان 14 حزيران لن يشهد وصول رئيس للجمهورية ولكنه ربما يفتح باب الحوار العقلاني. فهل يتنازل الكل عن مواقفهم المتشنجة ويعملون لما فيه خير البلد؟ اننا نراقب وننتظر مع المواطنين الصابرين على الظلم الذي دمر حياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق