انطوان زهرا: حزب الله هو الذي جر التكفيريين الى لبنان

فيما يقوم الائتلاف الغربي- العربي بمحاربة ارهابيي الدولة الاسلامية برئاسة الرئيس الاميركي باراك اوباما، يبدو لبنان وهو في عين العاصفة تتآكله الانقسامات. حول هذه المواضيع قمنا بجولة افق مع نائب القوات اللبنانية عن البترون انطوان زهرا.
يبدو ان الحكومة اللبنانية اعتمدت موقفاً مزدوجاً تجاه الائتلاف الغربي ضد الدولة الاسلامية. فما هي نظرتك الى هذا التناقض؟
الحكومة يجب الا تتردد حيال محاربة الارهاب الذي يمارسه «داعش». ان فريقاً اساسياً في الحكومة وهو حزب الله كان يريد بالفعل ان تكون ايران وسوريا جزءاً من هذا الائتلاف بهدف تبرئة هذه الاخيرة من الاعمال التي يقترفها نظام الاسد. فقد اعلن الوزير جبران باسيل مشاركة لبنان في هذا الائتلاف قبل ان يتراجع، لان ايران تعتبر من الآن وصاعداً ان اي عمل في سوريا ضد الدولة الاسلامية ولا يحظى بموافقة النظام السوري هو اعتداء على هذا البلد. هذا الموقف الجديد يضع لبنان مرة جديدة في وضع ملتبس من الاشخاص.

هدف حزب الله
انتم تعارضون قتال حزب الله ضد المقاتلين السوريين فيما اظهرت احداث عرسال ان اقتلاع متطرفي سوريا يتطلب ربما تعاوناً بين حزب الله والجيش اللبناني بغية فرض رقابة على الحدود. فما هي الحلول التي تقترحها؟
لهذا السبب جر حزب الله لبنان الى الفخ المتمثل في احداث عرسال. وبالفعل فان حزب الله يريد بأي ثمن ان يضطر الجيش مرغماً الى التعاون مع النظام السوري الذي يبدو في هذه الحالة وكأنه خطر اقل من الخطر الذي يمثله التكفيريون. وبالتالي تبرئته من كل جرائمه التي ادت الى مقتل عشرات الالوف من الاشخاص.
لقد رفض الجيش الدخول في هذه اللعبة التي سبق لقوى 8 اذار ان روجت لها. وانغماس حزب الله في القتال في سوريا الى جانب النظام هو الذي جر التكفيريين الى لبنان وشجعهم على اجتياز الحدود. يجب ان يخرج حزب الله من سوريا واذا كان لا يستطيع ذلك فليرسل مقاتليه دفعة واحدة بغية تجنب اجتياز الحدود اللاشرعي باستمرار ويسمح للحكومة باقفال الحدود نهائياً. وفي حال كان الجيش اللبناني عاجزاً عن القيام بهذه المهمة بسبب نقص العدد، يمكن للحكومة ان تطلب مساعدة الدول الاجنبية في اطار القرار 1701.
في احدى المقابلات اكد الدكتور سمير جعجع انه ضد تسليح المسيحيين في الوقت الحاضر. فهل يعني ذلك ان موقفكم يمكن ان يتبدل في المستقبل؟
لقد اعلن مؤخراً ان احتمال التسلح يصبح وارداً في حال لم تعد الدولة قادرة على حمايتنا. وهذا ما ليس قائماً في الوقت الحاضر. نحن نتسلح اذا وجدنا انفسنا في وضع يحتم علينا الدفاع.

شروط التشريع
اكد النائب جورج عدوان انه مستعد للتوجه الى المجلس النيابي لاقرار القوانين المسماة «حيوية وضرورية». ولكن حزبكم يصر مع ذلك على ان تجري الانتخابات الرئاسية قبل اي عملية تشريعية. اليس في ذلك تناقض في المواقف؟
الفراغ النيابي يحتم ان يكون هدف كل جلسة نيابية انتخاب رئيس. وفي كل مرة يكون هناك مواضيع ساخنة مثل اقرار الموازنة او سلسلة الرتب والرواتب يمكن للمجلس ان يشترع. وهذه الجلسة النيابية يمكن ان تسمح بانتخاب رئيس اذا توفرت اكثرية الثلثين.
اوقفت مديرية المخابرات 25 سورياً متهمين بجرائم مختلفة وبنشاطات ارهابية في منطقة الكورة والمتن. ما هي التدابير التي يجب على الدولة اتخاذها بغية مواجهة هذا التحدي الجديد؟
هذه الاحداث عائدة الى لامبالاة الحكومة. طالبنا منذ بداية الحرب في سوريا بانشاء مخيمات هي وحدها تسمح بمراقبة هذا السيل من اللاجئين. وها هي اليوم فقط تستفيق الى هذا الامر.

منى علمي