دولياترئيسي

روسيا تقصف منفذ الهاربين من باخموت لمنعهم واوكرانيا تقر بصعوبة الوضع

تواصل القوات الأوكرانية الدفاع عن باخموت تحضيراً لشن هجوم مضاد في على القوات الروسية ومرتزقة مجموعة فاغنر في المدينة الواقعة شرقي البلاد. وأقر قائد القوات البرية الأوكرانية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي الإثنين على تطبيق تليغرام بصعوبة الوضع في المدينة. وأضاف أن مجموعة فاغنر الروسية «تهاجم من اتجاهات عدة وتحاول اختراق دفاعات قواتنا».
نقلت منصة تليغرام التابعة للمركز العسكري الإعلامي الأوكراني عن قائد القوات البرية الأوكرانية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي الإثنين أن الوضع حول مدينة باخموت لا يزال صعباً، لكن القوات الأوكرانية تصد كل المحاولات الروسية للاستيلاء على المدينة.
وقال سيرسكي: «لا يزال الوضع حول باخموت صعباً. تم صد كل محاولات العدو للسيطرة على المدينة بالمدفعية والدبابات وغيرها من القوة النارية».
وأضاف أن مجموعة فاغنر الروسية المؤلفة من مرتزقة «تهاجم من اتجاهات عدة وتحاول اختراق دفاعات قواتنا والتقدم إلى مناطق وسط المدينة».

قصف منفذ الهاربين

لم تعد فالتنينا تقوى على تحمّل وطأة القصف الروسي الذي طاول للمرة الثانية حيّها السكني في مدينة تشاسيف يار القريبة من باخموت في شرق أوكرانيا، وتقول «إن قتلوني هنا، فليكن».
وتروي فالنتينا البالغة 82 عاماً لوكالة فرانس برس «كنت هنا، في المنزل، وكنت على وشك النوم ممدّدة على أريكتي. فجأة بدأ القصف».
وتضيف بصوت ضعيف ومُتعب «لم يعد بإمكاني الخروج. فتمدّدت وقلت لنفسي «مهما حصل، إن قتلوني هنا فليكن». واستمر هذا الأمر ثلاث ساعات على الأقل. يا إلهي، لا يمكنني أن أحتمل ذلك».
طاول القصف حيّها السكني مساء الجمعة، لكن منزلها لم يصب بشكل مباشر.
ودمّر صاروخ جزءاً من مبنى، وسقطت قذائف في الشارع.
على مقربة من منزلها المبني من الطوب، أعطب مقذوف إحدى عجلات عربة لنقل الجنود. وانتهى المطاف بسيارة عسكرية رباعية الدفع كانت تتبعها في الخندق. ولم يسفر الأمر سوى عن جرح بعض العسكريين.
وجزء من منزل فالنتينا مدمّر من جراء قصف سبق أن تعرّض له.
وهي تقول إنها تشعر بـ«البرد في الداخل. لم يعد هناك من غاز ولا كهرباء ولا مياه. لم يعد هناك شيء».
وفالنتينا أرملة منذ 20 عاماً وهي تعيش وحدها ولها ابنة وحيدة تعيش في شرق روسيا.
وتوضح المسنّة وهي تهمّ بالخروج إلى الشارع لجمع أغصان شجر متكسّرة لإشعالها واستخدامها في الطهو «ليس لدي مكان آخر أذهب إليه. عندما زرت ابنتي آخر مرة استغرقتني الرحلة أربعة أيام».
مدينة تشاسيف يار التي كان عدد سكانها نحو 13 ألفاً قبل الحرب، أصبحت آخر منفذ غربي للفارين من مدينة باخموت التي يدافع عنها الأوكرانيون منذ أشهر وتسعى القوات الروسية ومجموعة فاغنر السيطرة عليها.
وتعد باخموت محور المعارك حاليا، فالمدينة محاصرة من الشمال والجنوب والشرق. والسبت أكد قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين أن قواته قريبة من وسط المدينة.

حفر خنادق

مع التقدّم التدريجي للروس في محيط باخموت، أصبحت تشاسيف يار بخطر من جهتي الشرق والشمال. في الأيام الأخيرة تم حفر خنادق بطول كيلومترات عدة في بعض أنحاء المدينة. والسبت كانت آليات الحفر لا تزال تعمل.
وعلى غرار مناطق عدة تقع على مقربة من خط الجبهة وتتعرض للقصف بشكل منتظم، فر سكان تشاسيف يار بغالبيتهم.
السبت أجلت حافلة ركاب صغيرة إلى دنيبرو (جنوب) امرأة وابنتها، أما الأب فيفترض أن يغادر في نهاية الشهر.
والرجل الذي رافقهما إلى نقطة تواجد الحافلة شاهد سقف منزل مجاور لمنزله مدمّراً من جراء ضربة نفّذت مساء الجمعة.
وهو مستقر في تشاسيف يار منذ ستة أشهر وكان يدير مقهى في باخموت، وكان يتوجّه إلى هناك مرّتين في الأسبوع في الأشهر الأخيرة لإطعام كلاب تركها أصحابها.
لكن الرجل لم يذهب إلى باخموت منذ نهاية شباط (فبراير) حين دمّر الأوكرانيون جسراً يربط المدينتين.
ويقول «وعدت زوجتي بأنني لن أذهب مجدداً»، وهو سيغادر تشاسيف يار قريباً.
في المدينة ومحيطها يمكن سماع دوي القصف المدفعي الأوكراني بشكل مستمر، ولا سيّما مدفع هاوتزر أميركي من طراز ام777 أقيم مربضه قرب وسط المدينة.
«لدينا الكثير من العمل» يقول قائد المربض واسمه الحركي «سيري»، مشيراً إلى أن المربض يعمل «من دون استراحة، في كل أوقات اليوم. نعمل ليلاً إذا ما طلب منّا ذلك».
ويضيف «اليوم نغطي بشكل أساسي المنطقة المحيطة بباخموت»، موضحاً أن الهدف هو «عموماً المدفعية أو المدرعات» الروسية.
لدى سؤاله عن معنويات عناصره، يقول إنهم يقاتلون «من أجل الانتصار. نحن بحاجة للانتصار، ليس فقط للسلام».
ويضيف قائد المربض «أقول دائماً إن الروس حيوانات مجنونة. هذا كل ما في الأمر (…) علينا أن نوقفهم».

فرانس24/رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق