رئيس الوزراء العراقي: تهريب ملايين الدولارات يومياً خارج البلاد بفواتير مزورة
قال رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إن ملايين الدولارات تهُرّب بشكل يومي إلى خارج البلاد بفواتير مزورة، موضحاً اكتشاف الأمر بعدما تم إلزام الجميع بإجراء التحويلات عبر منصة سويفت الإلكترونية التي تتيح للبنك المركزي الأميركي المراقبة. ويعاني العراق من فساد مزمن يقوض الإدارة العامة والاقتصاد بأكمله، وقد خسرت العملة المحلية أكثر من 10% من قيمتها ما أدى إلى موجة مظاهرات متفرقة احتجاجاً على تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
بعد أيام من تراجع قيمة الدينار العراقي، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الثلاثاء حصول تحويلات احتيالية للدولار إلى الخارج، مشيراً إلى أن هذا الأمر تم كشفه بعد تطبيق التنظيمات التي ترعى التحويلات المالية.
وشهد الدينار العراقي في غضون الشهرين الماضيين تراجعاً من قيمته أمام العملة الخضراء، أدى إلى موجة مظاهرات متفرقة احتجاجاً على تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
والثلاثاء بلغ سعر الدولار في السوق 1680 ديناراً، في حين أن سعره الرسمي لا يزال على حاله عند 1470 ديناراً.
ويعزو محللون ومسؤولون هذا التراجع في قيمة العملة الوطنية إلى امتثال النظام المصرفي العراقي للوائح الدولية المتعلقة بتحويل الأموال.
وبات لزاماً على المصارف العراقية إجراء هذه التحويلات عبر منصة سويفت الإلكترونية التي تتيح، للبنك المركزي الأميركي خصوصاً، مراقبة هذه التحويلات.
وخلال المقابلة التي أجرتها معه قناة «الإخبارية العراقية» تطرق السوداني إلى هذه الآلية، معتبراً إياها أداة لتحقيق «الإصلاح الحقيقي للنظام المصرفي، والنظام الاقتصادي، كذلك الحفاظ على المال العام ومنعه من التهريب وغسيل الأموال».
وأوضح رئيس الوزراء أن تهريب العملة إلى الخارج كان يتم عبر تحويلات تتم على أساس فواتير مزورة لواردات كان يتم تضخيم أسعارها.
وقال إن التهريب كان يتم عبر «فواتير مزورة، وكانت الأموال تخرج ويتم تهريبها، وهذا واقع، وإلا فما الذي كنا نستورده مقابل 300 مليون دولار يومياً؟».
وأضاف «حتماً هذه الأموال كانت تخرج من العراق وهذه كانت مشكلة مزمنة منذ سنوات».
نظام سويفت
وبحسب رئيس الوزراء العراقي فإن عمليات التهريب كُشفت من خلال تطبيق نظام سويفت، حيث كان البنك المركزي العراقي يبيع التجار كميات من العملة الخضراء تفوق بأضعاف ما يبيعهم إياها اليوم، ومع ذلك لم تُفقد أي من السلع في الأسواق.
ويعاني العراق من فساد مزمن يقوض الإدارة العامة والاقتصاد بأكمله.
وأكد رئيس الوزراء أن حكومته نظمت «فرقاً أمنية مختصة» لكشف المهربين وضبط الأموال المهربة.
وأضاف «نسمع أن هناك تهريباً لأموال تنقل إلى إقليم كردستان، ومن الإقليم تذهب إلى دول الجوار»، من دون أن يحدد ما إذا كان يقصد تركيا أو إيران أو سوريا الغارقة في الحرب.
وقال السوداني إن «الوضع المالي في العراق اليوم في أفضل أحواله، لأن التجار ورجال الأعمال تعودوا على التجارة الصحيحة والشرعية».
وأكد رئيس الوزراء أن وزير الخارجية فؤاد حسين والمحافظ الجديد للبنك المركزي سينضما إلى الوفد الذي سيتوجه إلى واشنطن في 7 شباط (فبراير) لمناقشة آلية سعر الصرف وتقلباته.
فرانس24/ أ ف ب