دولياترئيسي

بوتين: النزاع في أوكرانيا طويل الأمد، ولن نبادر باستخدام السلاح النووي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إن جيشه قد يقاتل في أوكرانيا لفترة طويلة، ولكنه لا يرى داعياً لحشد جنود إضافيين في هذه المرحلة. وأشار إلى أن خطر اندلاع حرب نووية يتصاعد، مؤكداً في الوقت ذاته أن موسكو لم «يصبها الجنون» وأنها تعتبر ترسانتها النووية رادعاً دفاعياً ليس إلا. بدورها، اتهمت واشنطن بوتين «بعدم المسؤولية» وبأنه تحدث عن السلاح النووي «باستخفاف».
أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، بأن النزاع في أوكرانيا «طويل الأمد»، ملمحاً في الوقت نفسه إلى أنه لن يستخدم السلاح النووي.
وقال بوتين خلال اجتماع متلفز مع المجلس الروسي للمجتمع المدني وحقوق الإنسان، القريب من الكرملين: «لم نصبح مجانين، نعلم ما هي الأسلحة النووية».
والرئيس الروسي الذي نفى على الدوام رغبته في السيطرة على أراض جديدة في أوكرانيا، برر مرة جديدة الحرب التي بدأها قبل أكثر من تسعة أشهر. وأضاف: «في ما يتعلق بالعملية الطويلة لنتائج العملية العسكرية الخاصة، فهي بالطبع عملية طويلة».
وفي رده إلى أحد المتحدثين، قال بوتين، اليوم: «ظهرت أراض جديدة»، وهذا يعد «نتيجة مهمة بالنسبة إلى روسيا». وأضاف: «أصبح بحر آزوف بحراً داخلياً، وهذا أمر جدي» في إشارة إلى البحر المتاخم لروسيا ولجنوب شرق أوكرانيا الذي باتت تسيطر عليه موسكو بالكامل.
من جانب آخر، أعلن بوتين في أيلول (سبتمبر)، عن ضم أربع مناطق أوكرانية أخرى، رغم أن السيطرة الروسية عليها، ليست سوى جزئية، فيما تجري معارك بشكل شبه يومي.
وهذا الشهر، اضطر الجيش الروسي إلى الانسحاب من خيرسون، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، بعد تراجع في أيلول (سبتمبر)، من شمال شرق أوكرانيا.
ولطالما نفى الكرملين أن هجومه على أوكرانيا يهدف إلى السيطرة على مناطق جديدة، مؤكدا أنه يريد الدفاع عن السكان الناطقين بالروسية وإنهاء التحالف بين كييف والغرب الذي ترى فيه روسيا تهديداً لها.

«السلاح النووي وسيلة دفاع» 

وبعد تهديدات عدة صدرت عن مسؤولين روس في الأشهر الماضية، ألمح بوتين الأربعاء، إلى أن موسكو لن تستخدم السلاح النووي إلا رداً على هجوم من هذا النوع.
وقال الرئيس الروسي: «نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع. (اللجوء إليها) يستند إلى ما نسميه «الرد انتقاماً»: إذا تعرضنا لضربة، نضرب رداً على ذلك«. ولكنه كشف أن «التهديد بحرب نووية يتزايد»، نظراً للمواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محملاً الأميركيين والأوروبيين مسؤولية ذلك.
وتطرق بوتين إلى تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط المدنيين، مشيراً إلى أن روسيا نشرت نصفهم فقط في أوكرانيا.
وأوضح بوتين أن «من بين 300 ألف من مقاتلينا الذين تمت تعبئتهم ورجالنا والمدافعين عن الوطن، يوجد 150 ألفاً في منطقة العمليات»، مضيفاً أن 77 ألفاً منتشرون بشكل مباشر في مناطق القتال. وما زال الآخرون في طور التدريب في روسيا.
وكان الإعلان عن التعبئة، قد أثار موجة نزوح للروس نحو الخارج، وكشف عن مشاكل التجهيز الخطيرة التي يواجهها الجيش. وتعهد بوتين مجدداً الأربعاء أنه لن تكون هناك موجة ثانية من التعبئة.

«عدم المسؤولية»

بدورها اتهمت الولايات المتحدة بوتين «بعدم المسؤولية» بعد تصريحاته عن مخاطر اللجوء إلى الأسلحة النووية في النزاع في أوكرانيا.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الرد مباشرة على بوتين، لكنه قال إن «أي استخفاف في الحديث عن الأسلحة النووية غير مسؤول على الإطلاق».
وأضاف برايس أن القوى النووية في أنحاء العالم، بما في ذلك الصين والهند والولايات المتحدة وروسيا نفسها، كانت واضحة منذ الحرب الباردة في أن «الحرب النووية لا يجب خوضها أبداً ولا يمكن كسبها أبداً».
وتابع «نعتقد أن أي خطاب آخر سواء كان تهديداً نووياً أو حتى إثارة شبح استخدام أسلحة نووية تكتيكية أمر غير مسؤول». وأردف «إنه أمر خطير ويتعارض مع روح ذلك البيان الذي كان في صميم نظام منع الانتشار النووي منذ الحرب الباردة».
ولا تتبنى الولايات المتحدة ولا روسيا أكبر قوتين نوويتين سياسة عدم المبادرة باستخدام الأسلحة النووية.

فرانس24/أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق