دولياترئيسي

بولندا في حالة تأهب بعد سقوط صاروخ روسي الصنع مصدره مجهولاً على اراضيها

ما زال الجيش البولندي في حالة تأهب قصوى الأربعاء بعد سقوط صاروخ روسي الصنع على الأرجح لكن مصدره ما زال مجهولاً، في قرية في جنوب شرق البلاد، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
من جهتها، أعلنت مجموعة العشرين في البيان الختامي لقمتها في جزيرة بالي الإندونيسية الأربعاء أن «غالبية» أعضائها «تدين بحزم الحرب في أوكرانيا».
وأكد الرئيس البولندي أندريه دودا الثلاثاء أنه لا يوجد حتى الآن «دليل واضح» على مصدر إطلاق الصاروخ «الروسي الصنع على الأرجح» على حد قوله. وقال إن «التحقيق جار»، لكن أشار إلى أنه حادث «معزول».
وفي القرية التي أصابها الصاروخ منعت القوات الأمنية الوصول إلى موقع سقوطه وطوقت المنطقة، حسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وعبر حلفاء وارسو الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن دعمهم لبولندا بعد سقوط هذا الصاروخ في جنوب شرق البلاد بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مما يثير تساؤلات جدية.
وفي أوج توتر بشأن هذا الصاروخ، أكدت مجموعة العشرين في البيان الختامي لاجتماعها في جزيرة بالي الإندونيسية أن «غالبية أعضائها تدين بحزم الحرب في أوكرانيا»، معترفة بأن الحرب في أوكرانيا «تقوض الاقتصاد العالمي».
وأكد أكبر عشرين اقتصاداً في العالم في البيان المشترك أن «استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مسموح به».
قبيل إعلان البيان، دان الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء القصف الروسي لمدنيين في أوكرانيا الذي «يكاد يكون وحشياً». وقال في بداية اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على هامش قمة مجموعة العشرين «إنهم يتجاوزون الحدود فعلاً».
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن بعد اجتماع طارئ الأربعاء لقادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في إندونيسيا إنه «من غير المرجح (…) أن يكون قد أطلق من روسيا». وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا وكندا واليابان.
وأضاف في ختام الاجتماع الذي استمر ساعة وحضره ممثلو اسبانيا وهولندا والاتحاد الأوروبي أيضاً «سأتأكد من أننا سنتمكن من تحديد ما حدث بالضبط» قبل اتخاذ قرار بشأن رد الفعل.
وفي نوسا دوا بإندونيسيا أيضاً، دعت فرنسا إلى توخي «أقصى درجة من الحذر» بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا وأعلنت أن «دولاً عدة» في المنطقة تمتلك النوع نفسه من السلاح، محذرة من «خطر تصعيد كبير».
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن «تحديد نوع الصاروخ لا يعني بالضرورة تحديد الجهة التي أطلقته».
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية البولندية لوكاش ياسينا صرح في بيان بأن «قذيفة روسية الصنع سقطت عند الساعة 15،40 (14،40 ت غ) في قرية بيجفودوف (…) ما أسفر عن مقتل اثنين من مواطني جمهورية بولندا».
وأضاف أنه تم استدعاء السفير الروسي «للحصول على توضيحات مفصلة».
وكان المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر صرح بأنه «تقرر للتو رفع مستوى التأهب لبعض الوحدات القتالية (…) وغيرها من الأفراد النظاميين».
وسيعقد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ «اجتماعًا طارئًا» مع سفراء الدول الأعضاء في الناتو الأربعاء، كما ذكرت ناطقة باسمه.
وبولندا التي تقع على حدود أوكرانيا عضو في الناتو وينتشر على أرضها نحو عشرة آلاف جندي أميركي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان «ضرورة تجنب تصعيد الحرب في أوكرانيا»، معبراً عن «قلقه العميق». ودعا إلى «تحقيق شامل» في إطلاق النار.

«استفزاز متعمد» حسب موسكو

قال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع نظيره البولندي ومع ستولتنبرغ. كما تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع نظيريه البولنديين زبينيو راو والأوكراني دميترو كوليبا.
وكتب بلينكن في تغريدة على تويتر من بالي «أكدنا التزامنا مواصلة التنسيق الوثيق في الأيام المقبلة مع تقدم التحقيق وأن نحدد الخطوات التالية المناسبة».
وأكدت باريس ولندن وبرلين من بين دول أخرى دعمها لوارسو بينما عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن «تعازيه لوفاة مواطنين بولنديين كانا ضحيتي الإرهاب الروسي». واضاف «يجب حماية أوكرانيا وبولندا وكل أوروبا والعالم بأسره من روسيا الإرهابية».
وتابع زيلينسكي «تبادلنا المعلومات المتاحة و(نحن) بصدد توضيح كل الوقائع».
وكانت وسائل إعلام بولندية محلية ذكرت نقلاً عن مصادر غير رسمية أن انفجاراً أسفر عن مقتل شخصين في مستودع للحبوب في بيجفودوف.
من جهتها، قالت موسكو إن الاتهامات بإطلاق النار على الأراضي البولندية «استفزازات».
وقالت وزارة الدفاع الروسية على تطبيق تلغرام إن «تصريحات وسائل الإعلام البولندية والمسؤولين الرسميين بشأن سقوط مزعوم لصواريخ روسية بالقرب من محلية بيجفودوف هي استفزاز متعمد بهدف تصعيد الموقف».
وأكدت الوزارة أن الجيش الروسي لم يشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية. واضافت أن صور «الحطام التي نشرتها وسائل الإعلام البولندية من موقع الأحداث في منطقة بيجفودوف» لا علاقة لها بقذائف روسية.

«هدوء»

دعا رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي في ختام اجتماع لحكومته ليل الثلاثاء الأربعاء «جميع البولنديين إلى التزام الهدوء في مواجهة هذه المأساة».
في كييف، اتهم الرئيس الأوكراني روسيا مباشرة بإطلاق صواريخ على بولندا، ووصف الضربة المزعومة بأنها «تصعيد كبير جداً».
من جهته، دعا وزير الخارجية الأوكراني إلى اجتماع «فوري» للحلف الأطلسي ووصف ما نشر على الإنترنت من أن الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية قد يكون أوكرانيا بأنه من «نظريات المؤامرة».
في المجر، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء فيكتور أوربان إن مجلس الدفاع عُقد مساء اليوم «رداً على الصاروخ الذي أصاب أراضي بولندا».
وتنص المادة الخامسة من ميثاق الحلف الأطلسي على أنه إذا تعرضت دولة لهجوم مسلح، فإن الدول الأخرى ستعتبر هذا العمل هجوماً مسلحاً موجهاً ضد كل الأعضاء وستتخذ الإجراءات التي تعتبر ضرورية لتقديم المساعدة للبلد الذي تعرض للهجوم.
وإذا تأكد أن الهجوم روسي، فسيشكل ذلك تصعيداً خطيراً في أوكرانيا.
وأطلق الصاروخ مساء يوم شهد حملة قصف روسية مكثفة على البنى التحتية الأوكرانية وصفها الرئيس زيلينسكي بأنها «صفعة على وجه مجموعة العشرين».
وتعقد هذه القمة في غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يرغب حتى في التحدث هناك عبر الفيديو.
وأدت هذه الضربات التي أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل في كييف، إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في أوكرانيا وحتى في مولدافيا المجاورة على أبواب الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي إن هذه الضربات تسببت في إغلاق تلقائي للمفاعلات في محطتين للطاقة النووية في أوكرانيا. وأشار إلى أن عشرة ملايين أوكراني حرموا من التيار الكهربائي لكن نحو ثمانية ملايين استفادوا من إصلاحها بسرعة بحلول ليل الثلاثاء.

انسحاب روسي جديد

قال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود الروسية على الحدود الشمالية الشرقية، على تلغارم أن ضربات أوكرانية على المنطقة أدت إلى سقوط قتيلين وثلاثة جرحى.
وجاءت الضربات الروسية المكثفة على أوكرانيا بعد أربعة أيام على الانسحاب المهين للقوات الروسية من جزء من منطقة خيرسون بما في ذلك المدينة التي تحمل الاسم نفسه وتقع في الجنوب بعد أكثر من ثمانية أشهر من احتلالها.
وفي مؤشر إلى الصعوبات التي يواجهها الروس على الأرض اضطرت سلطات الاحتلال في منطقة خيرسون التي أعلنت موسكو ضمها، للتخلي عن مدينة جديدة هينوفا كاخوفكا.
وتقع هذه المدينة على الضفة اليسرى (الشرقية) لنهر دنيبر حيث انسحبت القوات الروسية الأسبوع الماضي لعدم تمكنها من السيطرة على الضفة اليمنى (الغربية) حيث تقع خيرسون.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق