دولياترئيسي

ستولتنبرغ: الأشهر المقبلة من الحرب في أوكرانيا «ستكون صعبة»

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين أن «قتل أوكرانيا مستحيل»، في زيارة مفاجئة لخيرسون المستعادة من القوات الروسية بعد انسحاب الأخيرة من المدينة الأوكرانية الجنوبية الاستراتيجية القريبة من البحر الأسود.
في غضون ذلك، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتبرغ الاثنين من أن الأشهر المقبلة «ستكون صعبة» بالنسبة الى اوكرانيا وأن القدرة العسكرية الروسية يجب عدم الاستهانة بها.
واتفق الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال محادثات الإثنين على أنه لا ينبغي استخدام الأسلحة النووية إطلاقاً بما يشمل في أوكرانيا، حسبما أعلن البيت الأبيض الإثنين.
وأظهرت صور نشرها مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الرئيس الأوكراني وهو يردد النشيد الوطني ويضع يده فوق صدره بينما رُفع علم أوكرانيا الأزرق والأصفر قرب مبنى الإدارة الرئيسي في وسط خيرسون.
وقال زيلينسكي «هذا ما فعلته روسيا الاتحادية في دولتنا، أظهرت للعالم بأسره أنها قادرة على القتل. لكن جميعنا، قواتنا المسلحة وحرسنا الوطني و(أجهزة) الاستخبارات، أظهرنا أن قتل أوكرانيا مستحيل».
من جهته، شدد الكرملين الإثنين على أنّ خيرسون لا تزال جزءاً من روسيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن زيارة زيلينسكي «نترك الأمر من دون تعليق» لكنّه أضاف «تعلمون أن تلك المنطقة جزء من روسيا الاتحادية».
وقال زيلينسكي من جهته لصحافيين «أن نكون هنا أمر مهمّ». ونشرت الرئاسة الأوكرانية صورًا يظهر فيها وهو يلتقي سكانًا من خيرسون ومسؤولين عسكريين.
وأضاف «إن ثمن هذه الحرب باهظ. سقط جرحى. عدد كبير من القتلى. (القوات الروسية) غادرت أو هربت — نعتقد أنهم هربوا لأن جيشنا حاصر العدو وكانوا في خطر».

«ستكون الأشهر المقبلة صعبة»

وكان زيلينسكي أعلن مساء الأحد أنّ القوات الروسية ارتكبت في الجزء الذي احتلّته من خيرسون «الفظائع نفسها» التي ارتكبتها في مناطق اوكرانية أخرى كانت تحتلها.
وانسحبت القوات الروسية من خيرسون قبل أيام بعد ثمانية أشهر على احتلالها، تاركة الطريق مفتوحة أمام الجنود الأوكرانيين لدخول المدينة الجمعة.
وتشّكل استعادة القوات الأوكرانية لخيرسون أحدث انتكاسة للجيش الروسي الذي بدأ يغزو أوكرانيا في 24 شباط (فبراير). وفشلت القوات الروسية في دخول العاصمة كييف وتمّ إبعادها مذاك الحين من أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية جنوبًا وشرقًا.
وقال ستولتنبرغ في لاهاي، بعد لقائه وزيرَي خارجية ودفاع هولندا، إن انسحاب القوات الروسية من خيرسون «يعكس الشجاعة الهائلة للقوات المسلحة الأوكرانية» لكن «يجب ألا نرتكب خطأ الاستخفاف بروسيا».
وأضاف «تحتفظ القوات المسلحة الروسية بقدرات كبيرة وبعدد كبير من الجنود وأبدت روسيا استعدادها لتحمل خسائر كبيرة».
وتابع ستولتنبرغ «ستكون الأشهر المقبلة صعبة. هدف بوتين هو ترك أوكرانيا باردة ومظلمة هذا الشتاء».
وأعرب الأوكرانيون في خيرسون المحررة عن ارتياحهم مع انتهاء الاحتلال لمدينتهم.
وقال أندري (33 عامًا) لوكالة فرانس برس «أنا سعيد للغاية لأننا أحرار أخيرًا»، مضيفًا «ليس لدينا تيار كهربائي في المدينة، لا مياه، لا تدفئة، لا اتصالات، لا اتصال بشبكة الانترنت – لكن لا روس أيضًا».
كانت مدينة خيرسون أول مركز حضري رئيسي يسقط في أيدي القوات الروسية والعاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها قوات موسكو.
وفتحت استعادتها مجالًا لأوكرانيا إلى منطقة خيرسون بأكملها، مع إمكانية الوصول إلى من البحر الأسود في الغرب وبحر آزوف في الشرق.
كانت منطقة خيرسون واحدة من أربع مناطق أعلن الكرملين في أيلول (سبتمبر) ضمها. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن هذه المناطق من القوات الأوكرانية.
وقال البيت الأبيض في بيان إن «الرئيس بايدن والرئيس شي كررا اتفاقهما على أنه لا ينبغي خوض حرب نووية أبداً، وبأنه لا يمكن كسبها أبداً، وشددا على معارضتهما لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في أوكرانيا».

مراقبة كل خطوات الجنود الروس

وروى الشاب الموسيقي فولوديمير تيمور (19 عامًا) لوكالة فرانس برس كيف كان يسير مع أصدقائه في خيرسون طيلة أشهر من الاحتلال الروسي، ويراقبون كلّ خطوات الجنود.
وأوضح «تراقب عن كثب ثم تعود إلى المنزل وتكتب كل شيء. ثم ترسل المعلومات وتخفي كل شيء تمامًا – الهواتف والأوراق والملابس وكل شيء».
وأضاف «أبلغنا عن كل شيء – مواقع تخزين معداتهم وذخائرهم ومواقع النوم».
بعد ذلك، تمكّنت القوات الأوكرانية من استخدام الإحداثيات لتوجيه ضربات خلال هجوم مضاد انسحبت فيه القوات الروسية من نحو نصف الأراضي التي استولت عليها في الأسابيع الأولى من الحرب.
أعلن جهاز الأمن الأوكراني الإثنين توقيف جندي روسي «بزيّ مدني» في خيرسون (جنوب)، علماً أن ثمة مخاوف كبيرة من أن يكون جنود روس لا يزالون متواجدين بشكل سري في المدينة المحررة الجمعة.
وأضاف أن مهمته كانت «جمع المعلومات وإطلاق النيران على القوات المسلحة الأوكرانية والقيام بأعمال تخريبية».
في أماكن أخرى، استعادت القوات الأوكرانية 12 بلدة وقرية في منطقة لوغانسك الشرقية، حسبما قال الجيش ومسؤولون محليون الاثنين.
لكن الجيش الروسي أعلن أيضًا تقدّم قواته في منطقة دونيتسك المجاورة واستيلاءها على قرية بافليفكا حيث أثار القتال جدلًا في روسيا.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق