آلاف السودانيين يشاركون في مظاهرات جديدة ضد الانقلاب العسكري والأمن يرد بإطلاق قنابل مسيلة للدموع
خرج آلاف السودانيين الأحد في مظاهرات جديدة بالعاصمة الخرطوم وولايات أخرى للمطالبة بحكم بعد مدني، بعد عام من الانقلاب العسكري. فيما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز للدموع. وعلى مدى الأيام الماضية، خرج آلاف السودانيين في الذكرى الأولى للانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش في الخامس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) 2021.
شارك آلاف السودانيين في مظاهرات جديدة الأحد بالعاصمة الخرطوم وبعض الولايات الأخرى، ضد الانقلاب العسكري الذي نفذ قبل عام، وللمطالبة بحكم مدني، فيما واجهتهم قوات الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وتجمع بالخرطوم قرابة 4000 متظاهر، معظمهم من الشباب، وهم يحملون أعلام السودان وصوراً لبعض قتلى الاحتجاجات ويتجهون باتجاه القصر الرئاسي وسط العاصمة، والذي كان ينتشر قربه جنود مسلحون من الجيش.
وهتف المحتجون «العسكر إلى الثكنات» و«البلد حقتنا (لنا) ومدنية سلطتنا»، في إشارة إلى المطالبة بإنهاء الحكم العسكري.
وعلى مدى الأيام الماضية، خرج آلاف السودانيين في الذكرى الأولى للانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش في الخامس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) 2021.
في ذلك اليوم تراجع عبد الفتاح البرهان عن كل التعهدات التي قطعها قبل عامين بتقاسم السلطة مع المدنيين، تمهيداً لانتخابات حرة في السودان، وأمر يومها باعتقال كل القادة السياسيين والوزراء المدنيين في الحكومة، واستأثر الجيش بالسلطة.
ومنذ ذلك الحين، ينقطع الاتصال بالإنترنت في الوقت الذي يُنظم فيه أي تحرك ضد الانقلاب.
«لا تفاوض، لا شراكة ولا شرعية»
لكن الشرطة ردت لاحقاً باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، لمحاولة منع المتظاهرين من الوصول إلى قصر الرئاسة، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت المتظاهرة أسماء حرزاوي في الخرطوم «نواصل حراكنا ونحافظ على مبادئنا الثلاثة: لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية (للجيش)، وذلك حتى إسقاط النظام».
وقال المتظاهر مؤمن ود زينب «نريد دولة حقيقية.. لقد مر عام وفقدنا أكثر من 118 شهيداً، ولكننا سنستمر بآلاف التظاهرات (..) في كل المحافظات.. الشعب كله في الشارع».
وفي منطقة بحري شمال الخرطوم، تظاهر ألفا شخص للمطالبة بالحكم المدني. وفي غرب العاصمة بمدينة أم درمان أفاد مصور وكالة الأنباء الفرنسية بقيام المتظاهرين بإغلاق شارع الأربعين الرئيسي وسط المدينة من خلال وضع الحجارة وأغصان الأشجار وحرق إطارات السيارات التالفة.
وأفاد مصورو وكالة الأنباء الفرنسية بإطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى الجسرين اللذين يصلان أم درمان وبحري بوسط الخرطوم.
وأغلقت السلطات صباحاً ثلاثة جسور تربط وسط العاصمة بمناطق أم درمان وبحري وشرق النيل، بعد أن انتشرت شرطة مكافحة الشغب على شاحنات وسيارات مزودة بخراطيم المياه في وسط الخرطوم.
غاز مسيل خارج العاصمة
تظاهرات الأحد إلى خارج العاصمة، إلا أن قوات الأمن واجهتها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب شهود عيان.
وقال حسين محمد من أهالي مدينة كسلا شرق البلاد عبر الهاتف «بدأ حوالي 800 شاب وشابة التظاهر في وسط المدينة للمطالبة بالسلطة المدنية».
وفي ولاية ود مدني والتي تبعد 186 كيلومتراً جنوب الخرطوم، أكد شهود عيان خروج تظاهرات تطالب بالحكم المدني.
وقال عادل أحمد عبر الهاتف «حوالي ألف متظاهر خرجوا يهتفون الشعب يريد إسقاط النظام والعسكر إلى الثكنات»، مشيراً إلى أنهم «كانوا يقرعون الطبول ويحملون أعلام السودان».
كما أفاد شهود بخروج المئات للتظاهر والمطالبة بالحكم المدني بمدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر شرق البلاد. كذلك سجلت احتجاجات في مدينة الأبيض التي تبعد 350 كيلومتراً غرب العاصمة وفي ولاية القضارف شرق البلاد.
وكان نحو ثلاثة آلاف متظاهر من الإسلاميين تجمعوا السبت أمام مقر بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم، احتجاجاً على وساطتها في الأزمة السودانية بين العسكريين والمدنيين نتيجة الانقلاب، وأحرقوا صور المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرثيس.
والأسبوع الماضي، قُتل متظاهر سوداني دهساً بعربة تابعة لقوات الأمن خلال تظاهرات شارك فيها الآلاف في الخرطوم ومدن عدة أخرى، بحسب لجنة الأطباء المركزية المناهضة للانقلاب.
وبذلك ارتفع إلى 119 عدد القتلى الذين سقطوا جراء القمع في عام واحد.
فرانس24/ أ ف ب