سياسة لبنانيةلبنانيات

هوكشتاين في بيروت وترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل بعد الظهر

تجميد ملفي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فهل تنجح طاولة حوار بري؟

وصل امس الى بيروت الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، آموس هوكشتاين، وسيجتمع اليوم بالرئيس ميشال عون في بعبدا، ويسلمه نسخة عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، موقعة من الادارة الاميركية صاحبة المبادرة. كما سيجتمع بالرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي ويشكرهما على التجاوب مع الجهود التي بذلت في هذا الاطار. وكان الرئيس الاميركي جو بايدن قد وصف هذا الاتفاق بـ «التاريخي» وقال انه سيدعم اقتصاد لبنان ويؤمن الامن لاسرائىل. ومعلوم ان الرئيس بايدن اهتم شخصياً بتحقيق هذا الاتفاق ومارس الضغط على الجانب الاسرائيلي بعد محاولة نتانياهو عرقلة المشروع، لغايات انتخابية. كما اصدرت وزارة الخارجية الاميركية بياناً جاء فيه ان آموس هوكشتاين سيزور بيروت، ويسلم الجانب اللبناني نسخة عن اتفاق ترسيم الحدود، وسيلتقي بعدها برئيس وزراء اسرائيل ويسلمه نسخة مماثلة.
التوقيع يتم بعد الظهر، ولكن الغموض يلف موعد تسليم نص الاتفاق وموافقة لبنان عليه ولا يزال غير معروف، ولا من سيوقع عن الجانب اللبناني. وقد يكون المسؤولون اللبنانيون ينتظرون لقاء هوكشتاين، ليصار بعدها الى جلاء الصورة.
من المفترض ان يدخل لبنان اليوم نادي الدول النفطية، ولكن ذلك لا يصبح مؤكداً الا بعد العثور على النفط والغاز. فحتى الساعة لا نعرف ما اذا كان البحر يخبىء لنا الثروة، ام انه سيخيب امال اللبنانيين. الاشهر المقبلة، وبعد ان يبدأ التنقيب، ستظهر الحقيقة.
وكان المسؤولون اللبنانيون يأملون بترسيم الحدود مع سوريا ايضاً الا ان دمشق خيبت امالهم، بعدما ارجأت الى اجل غير مسمى موعداً كان متوقعاً ان يعقد امس الاربعاء، لفتح ملف الترسيم. الاسباب وصفت بانها تتعلق بمواعيد سابقة تحول دون تمكن السوريين من استقبال الوفد اللبناني، الا ان التأجيل قد يكون لاسباب اخرى تتعلق بملفات عالقة تتطلب ايجاد حل لها.
انشغال المسؤولين بالترسيم صرف الانظار عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وساهمت في ذلك الانقسامات بين الكتل النيابية وعدم اتفاقها على مرشح كفوء، يكون على مستوى المرحلة الخطرة التي يجتازها البلد، انه دليل واضح على تخلي المجلس النيابي عن مسؤولياته. وهذا ما عودتنا عليه المجالس النيابية السابقة. فما ان يصل النواب الى ساحة النجمة حتى يتناسوا كل ما وعدوا به خلال حملاتهم الانتخابية. يجلسون على كراسيهم ويهتمون بمصالحهم. فلا يحاسبون السلطة التنفيذية ولا يقومون بالدور الموكل اليهم. فعدم انتخاب رئيس في المهلة الدستورية لم يكن لبنان يشهده قبل هذه السنوات، وقبل ان تفقد السلطة قرارها الحاسم.
كذلك فان الخلافات طوت ملف تشكيل او تعويم الحكومة وقد اصبح صعباً جداً ان يتم التشكيل في الايام القليلة الباقية من عمر العهد. وهكذا ابتداء من منتصف ليل الاثنين 31 تشرين الاول يدخل لبنان الفراغ ويصبح بلا رئيس للجمهورية وبلا حكومة كاملة الصلاحيات، ويبدأ الجدل حول شرعية حكومة تصريف الاعمال في تسلم سلطات رئيس الجمهورية. فهل تنجح طاولة الحوار التي يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقدها؟ فتحقق التفاهم ويلتف الجميع حول مصلحة لبنان، ولا شيء غيرها، ام ان الامور ستسير الى مزيد من التدهور والانهيار، وهذا ما تحذر منه الدول الداعمة للبنان والتي تفتش عن مصلحته ربما اكثر من المسؤولين المفترض ان تكون اولويتهم انقاذ البلد. الايام المقبلة حاسمة حمى الله لبنان والهم سياسييه السير في طريق الخلاص والنهوض من الهوة والتقدم الى الامام، ليستعيد هذا البلد دوره الفاعل في المجتمعين العربي والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق