سياسة لبنانيةلبنانيات

لبنان نال نصيبه من الاهتمام في الامم المتحدة والمنظومة هي التي عملت على تدميره

الترسيم قريب والحكومة هذا الاسبوع اما رئيس الجمهورية المقبل فلا يزال مجهولاً

وسط هذا الازدحام في الازمات العالمية، من ازمة الغذاء الى ازمة الطاقة الى العلاقات الدولية المتوترة، الى الحرب الاوكرانية وما يرافقها من تهديدات روسية باستخدام السلاح النووي، وسط هذا كله طرح الموضوع اللبناني على طاولات البحث في الامم المتحدة، وهذا دليل واضح على اهمية هذا البلد، والدور الذي لعبه على مر السنوات. وحدها المنظومة المتحكمة ضربت هذا الدور ودمرت كل القطاعات فيه، القطاعات الاقتصادية والمالية والسياسية والسيادية والمعيشية واوصلت اللبنانيين الى الفقر والبؤس، مما دفعهم الى تفضيل الموت غرقاً في اعماق البحار على العيش في ظل هذه المنظومة.
انطلق الاهتمام بلبنان من خلال المحادثات السعودية – الفرنسية التي تناولت الاوضاع المزرية فيه، وكيفية انهاضه من هذا الجحيم الملتهب. وطالبت بتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري. وحضر لبنان في اروقة الامم المتحدة، فكانت حركة لافتة للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، فعقد اجتماعات مع الرئيس نجيب ميقاتي ومع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، مؤكداً الاهتمام الاميركي الجدي بتوقيع اتفاق نهائي يسمح للبنان باستخراج ثروته البحرية، وهي باب الخلاص الكبير من الازمات المتراكمة. الرئيس ميقاتي اكد ان تقدماً كبيراً انجز في هذا الملف، الا ان الاتفاق النهائي لم يتم بعد.
ترافق ذلك مع بيان اصدره وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية دعوا فيه الى تحقيق الاصلاحات وتشكيل حكومة، ليس اي حكومة، بل تكون قادرة على فرض سلطتها على جميع الاراضي اللبنانية، وتحقيق الاصلاحات ووضع خطة للنهوض الاقتصادي والمالي، وتنفيذ مقررات الامم المتحدة المتعلقة بلبنان. والاتفاق مع صندوق النقد الدولي. كما دعا النواب الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع بين اللبنانيين ويعمل مع الاطراف الاقليمية والدولية الفاعلة للتغلب على الازمة. واكد على الدور الحاسم للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي. واعتبر هذا البيان خريطة طريق للبنان، للنهوض مما يتخبط فيه.
وفي كلمة القاها وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان امام الامم المتحدة، تطرق الى لبنان وطالب بتنفيذ الاصلاحات ومنع ان يكون لبنان منطلقاً لاعمال تسيء الى الدول العربية، وتهريب المخدرات. ولا ننسى ان الامين العام للامم المتحدة دعا بشدة ولا يزال يدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية.
هذا على الصعيد الخارجي اما على الصعيد الداخلي فقد اكدت جهات متعددة ان الحكومة الكاملة الصلاحية ستبصر النور هذا الاسبوع، بعد تذليل العقبات، وتقديم التنازلات، وهي تنتظر لقاء الرئيسين عون وميقاتي للاتفاق على الصيغة النهائية. هل تعوم الحكومة الحالية كما هي، او يدخل اليها بعض التعديلات؟ يسبق ذلك اجتماع لمجلس النواب اليوم يستكمل اقرار الموازنة، بعدما توقف البحث فيها بسبب فقدان النصاب. ولكن هل تكون الاجواء ايجابية فيمر اقرار الموازنة، ام ان العقبات التي اعترضت اقرارها الاسبوع الماضي باقية على ما هي عليه؟ ساعات وتظهر النتائج. الا ان الاوساط النيابية اكدت انه تم تأمين الاصوات اللازمة لتمريرها.
سياسياً عقد اجتماع في دار الفتوى بدعوة من المفتي عبد اللطيف دريان، ضم 24 نائباً من النواب المسلمين السبعة والعشرين، بعدما اعتذر ثلاثة عن الحضور، اذ وصفوا الاجتماع بانه طائفي، وهذا يتعارض مع توجهاتهم. الا ان المفتي اكد في كلمة الافتتاح ان الاجتماع وطني بامتياز، والهدف منه جمع الكلمة وتوحيد الصفوف حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية محدداً مواصفاته، وابرزها الحفاظ على ثوابت الطائف والدستور والعيش المشترك. كما عليه ان يعمل لجمع الشمل حول اهداف وطنية سامية خصوصاً وان الوطن في خطر كبير. ودعا دريان الى عدم المس بصلاحيات رئيس الحكومة والعمل على مساعدة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة وهذه مسؤولية الجميع. ودعا كذلك الى المحافظة على افضل العلاقات مع الدول العربية.
وعقب انتهاء الاجتماع انتقل 22 نائباً من الحاضرين يتقدمهم المفتي دريان الى مأدبة عشاء في دار السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، حضرها عدد من الشخصيات البارزة. وجرى خلالها استكمال البحث في الاوضاع التي تصدرت المحادثات في دار الفتوى.
وعلى الرغم من انقضاء نصف المهلة الدستورية تقريباً المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، لم يدع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة للانتخاب. وتردد انه سيدعو الى ذلك في بداية تشرين الاول المقبل. غير انه حتى الساعة لم يظهر على الساحة السياسية اي ترشيحات للمنصب باستثناء ترايسي شمعون ومي الريحاني، اما الاسماء الاخرى التي يعتقد انها قادرة على قيادة الانقاذ، فلا تزال مجهولة وان كانت الاوساط النيابية تردد بعضها. فهل يتم انتخاب رئيس يكون مؤهلاً لانقاذ البلد، ام اننا سائرون الى الفراغ، ومن هنا الاهتمام بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تتولى سلطات رئيس الجمهورية؟ الانتظار سيد الموقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق