سياسة لبنانيةلبنانيات

لبنان والترسيم الحدودي حضرا بقوة في نيويورك والاتفاق النهائي على بعد خطوات

صندوق النقد الدولي احرص على لبنان من المسؤولين اللبنانيين وهو يحذر من المماطلة

لبنان كان حاضراً امس في اروقة مجلس الامن الدولي في نيويورك، من خلال اللقاء الذي تم بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتناولت المحادثات تشكيل حكومة جديدة في لبنان يصر عليها الفرنسيون والاوروبيون عموماً. كما جرى البحث في ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية. فالفراغ ممنوع ويعود بالضرر الفادح على لبنان، الذي يعاني ازمات تكاد لا تنتهي، وهي تتوسع يوماً بعد يوم. وبالنسبة الى تشكيل الحكومة، بات واضحاً انه تم تذليل العقبات، وان اعادة تعويم حكومة تصريف الاعمال مع تعديلات طفيفة سيتم منتصف الاسبوع المقبل بعد ان يكون الرئىس المكلف قد عاد من نيويورك.
الى جانب التفاؤل بحل قضية الحكومة، ظهر باب امل واعد، توحي التحركات والاحداث، بانه اصبح على النهاية، وهو يتمثل بترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. وتدل التصريحات التي تصدر عن المسؤولين اللبنانيين وكذلك عن الاسرائيليين بان الوساطات والاتصالات وصلت الى نتائج ايجابية، ولا تستبعد الاوساط المرافقة لهذا الملف ان يعلن الاتفاق في ايام قليلة، خصوصاً وان الولايات المتحدة تضغط باتجاه انجاز هذا الملف، حفاظاً على استقرار المنطقة، ونظراً لما لموضوع الغاز من اهمية في هذه المرحلة، وحاجة الدول الاوروبية اليه.
هذا الملف كان مدار اتصالات مكثفة اجراها الوسيط الاميركي اموس هوكستين، الموجود حالياً في نيويورك، مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الذي نقل اليه الرد اللبناني على الاسئلة التي طرحها في زيارته الاخيرة، وكذلك لتوضيح بعض النقاط العالقة. وعلم ان هوكستين اجتمع اكثر من مرة مع بوصعب، كما التقى للغاية عينها مع الرئيس ميقاتي. ويستدل من كل هذه التحركات ان هناك جدية في انجاز هذا الاتفاق سريعاً.
وادلى بوصعب بتصريح الى محطة ام تي في اللبنانية قال فيه «ان الاجتماعات مع هوكستين وضحت الكثير من علامات الاستفهام ونحن بانتظار ان يسلمنا المسودة النهائية، او الطرح الرسمي لكي تدرسه القيادات الرسمية اللبنانية وعلى رأسها رئيس الجمهورية». وشدد على ان الوقت ليس لصالح احد، لكن المؤكد ان هناك تقدماً كبيراً جداً. وموضوع التفاوض في مرحلته النهائية. واوضح ان الخطوة المقبلة ان يتسلم لبنان الطرح الخطي ويدرسه. فاما يقبله او يرفضه لكن مرحلة المفاوضات تقريباً انتهت.
واتصالات هوكستين لم تقتصر على الجانب اللبناني بل اجرى محادثات مماثلة مع مسؤولين اسرائيليين ودلت التصريحات على نجاح هذه الاتصالات التي وصفها المسؤولون الاسرائيليون بانها مثمرة وجيدة.
من النقاط التي كانت عالقة والتي تم التوصل الى اتفاق بشأنها هي المساحة الامنية التي لا تتعدى الخمسة كيلومترات والتي كانت اسرائيل تتمسك بها رغم انها ضمن الحدود اللبنانية. بذريعة حماية منتجعات سياحية اقامتها في المنطقة، فضلاً عن مراكز استخباراتية مهمة لها. وبالطبع رفض لبنان اي وجود اسرائيلي في حدوده. وبعد اتصالات ومفاوضات وافق لبنان على المنطقة الامنية بعد ادخال تعديلات عليها بحيث لا تمس البلوك 10 وتحافظ على النقاط البرية، ويقضي الاتفاق الذي تم التوصل اليه بان تبقى هذه المنطقة تحت السيادة اللبنانية الكاملة، على ان توضع تحت وصاية الامم المتحدة. ويبدو ان هذا الحل لقي قبولاً لدى الطرفين، لذلك، لا تستبعد مصادر متابعة لهذا الملف ان يتم توقيع الاتفاق النهائي في مدة قريبة جداً. وربما خلال ايام.
كذلك علم ان اللقاء بين ماكرون وميقاتي تناول ايضاً قضية ترسيم الحدود البحرية. واكد الرئيس الفرنسي ان شركة توتال ستباشر التنقيب في لبنان فور توقيع الاتفاق، وتقديم الضمانات. وهذا يفتح الباب واسعاً امام لبنان للخروج من الازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يتخبط فيها. كما التقى ميقاتي رئيسة صندوق النقد الدولي التي حذرت من استمرار المماطلة في تحقيق الاصلاحات.
على صعيد اخر تابع وفد صندوق النقد الدولي جولته على المسؤولين وبعض المراجع، فالتقى امس الهيئات الاقتصادية حيث انتقد بشدة تقاعس المسؤولين اللبنانيين، ان في الحكومة او في المجلس النيابي. لقد مرت اشهر عديدة، كان ينتظر ان يتم خلالها التوقيع النهائي مع الصندوق،الا ان عدم انجاز شرط واحد من الشروط التي قدمها لم ينجز، لا الكابيتال كونترول ولا الموازنة ولا اعادة هيكلة المصارف ولا السرية المصرفية التي رفضها الصندوق لانها لا تتناسب مع الشروط فاعادها رئيس الجمهورية الى المجلس. ان صندوق النقد يبدو جلياً انه احرص على المصلحة اللبنانية من المسؤولين اللبنانيين، لذلك فهو يصر ويطالب بالاسراع في اقرار القوانين المطلوبة، لان الظروف الدولية لا تسمح بترف الوقت، وعلى اللبنانيين الاسراع في انجاز الشروط المطلوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق