سياسة لبنانيةلبنانيات

الانقسامات داخل الصف المسيحي تضعف كلمته في اختيار رئيس للجمهورية

الوسيط الاميركي عائد هذا الاسبوع فهل يحمل معه الحل النهائي للترسيم؟

ملف تشكيل الحكومة مقفل، ولا بوادر باحتمال فتحه في المدى المنظور. لذلك ينصرف رئيس الحكومة المكلف الى عقد اجتماعات مكثفة، محاولاً مواجهة الازمات المدمرة التي تضرب البلد، الا ان الحلول لا تزال بعيدة المنال. وهي اكبر من قدرة هذه الحكومة. وبالتالي يواصل المواطن الغرق اكثر فاكثر. بعد ان اصبحت الازمات المعيشية والحياتية واليومية مستعصية على كل الحلول. فالكهرباء ودعت، ولا يبدو ان هناك محاولات لاعادتها ولو بالحد الادنى. والمياه تذهب الى البحر، بدل ان تملأ خزانات المواطنين، والادوية استعصت على كل المحاولات لتأمينها، واصبحت حياة المرضى مهددة. ولن نسترسل في تعداد الويلات التي تصيب المواطنين والتي بات القاصي والداني يعرفها.
في هذا الوقت تشتد حماوة معركة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتتكثف الاتصالات بين الكتل النيابية، محاولة تجميع صفوفها وتوحيد موقفها من مواصفات رئيس، سيتولى الحكم ست سنوات. فاما ان يأتي من يدير الازمة، وتبقى البلاد على حالها، واما ان يتبدل الاسلوب وتسير نحو الحلول. فبعد الخطاب الناري الذي القاه رئيس القوات اللبنانية في القداس الذي اقيم في معراب عن ارواح الشهداء والذي حمل فيه بشدة لافتة على العهد محملاً اياه الانهيار. ها هو رئيس التيار الوطني الحر يستعد لملاقاته في هجوم مضاد مساء اليوم الامر الذي يزيد التشرذم والتفتت. وفي خطوة لافتة لاعادة تجمع الصف السني، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان النواب السنة الى اجتماع للتباحث في مواصفات رئيس الجمهورية الذي يمكن ان يحكم لبنان لست سنوات. وعلم ان اكثرية هؤلاء النواب وافقوا على تلبية الدعوة. الا ان الطرف المسيحي وهو المعني الاول بالرئاسة الاولى، فتعصف في داخله الخلافات الحادة والانقسامات، مما يضعف كلمته في هذا الاستحقاق. فالثنائي الشيعي له الكلمة الفصل في اختيار رئيس مجلس النواب، والنواب السنة يلعبون دوراً كبيراً في اختيار رئيس للحكومة، اما رئيس الجمهورية فموقف المسيحيين هو الاضعف لانه مفكك ومشرذم. ويتولى غيرهم الاختيار.
المهم ان اللبنانيين سئموا هذا التناحر العقيم، وهم يرفضونه بشدة. ويتطلعون الى رئيس يكون بعيداً عن الاصطفافات الحزبية والطائفية، رئيس لا يكون لا من 8 اذار ولا من 14 اذار، بل يكون صاحب شخصية مستقلة، اولويته مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، فهل تتوحد القوى المؤمنة بهذا الطرح وتنجح في ايصال رئيس بهذه المواصفات؟ وهنا لا بد من الاشارة الى ان هذا الرئيس في حال وصوله، عليه قبل كل شيء ان يبتعد عن المنظومة التي دمرت كل شيء واوصلت البلاد الى هذا الانهيار وهذه الفوضى العارمة، بل عليه اختيار مساعديه وفريق عمله من اشخاص يؤمنون بالمبادىء التي يؤمن هو بها وجاء من اجلها، فيعملون معاً على قبع هذه المنظومة المتجذرة في كل زاوية من زوايا الوطن.
وبعيداً عن معركة رئاسة الجمهورية، عاد ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الى الواجهة، بعدما اعلن عن عودة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى لبنان، حاملاً الرد الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية. ماذا يحمل معه هوكشتاين؟ الاجابة صعبة. فكثرة التكهنات التي انتشرت في المدة الاخيرة ان في لبنان او في اسرائيل، تجعل من الصعب التكهن، الا ان جميع الاجواء وبعض التصريحات الاميركية، توحي بالايجابية، وبان الاتفاق بات وشيكاً، والظاهر ان الحكومة الاسرائيلية تماطل وتساوم لتقطيع الوقت، حتى يحين موعد الانتخابات المبكرة في الدولة العبرية، وبعدها يصبح من السهل عليها الكشف عن موقفها. في كل الحالات ومهما يكن من امر، فان لبنان لن يقبل باقل من حقوقه كاملة، خصوصاً وان استخراج ثروته البحرية تساهم في انهاضه من الحفرة العميقة التي اسقطوه فيها. ولن ننجر في اطلاق التكهنات والشائعات بل ننتظر ساعات ريثما تنجلي الحقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق