سياسة لبنانيةلبنانيات

مؤشرات انفراج ظهرت امس ولم تثمر ولكن الحكومة ستشكل ولو بعد حين

بري يحدد مواصفات الرئيس الذي يؤيده ويرفض توسيع الحكومة الى 30 وزيراً

بدأت اليوم مهلة الستين يوماً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبدأت الانظار والنشاطات السياسية كلها تتحول الى هذا الاستحقاق، الا ان ذلك لا يمنعها من المضي في المطالبة بحكومة جديدة، تجنب البلاد الجدال حول شرعية تولي حكومة تصريف الاعمال سلطات رئيس الجمهورية في حال الوصول الى الفراغ. ويوم امس زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي القصر الجمهوري والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، وكانت الاجواء مهيأة للاتفاق على اخراج الحكومة خصوصاً بعد تصريح الرئيس عون وكذلك تصريح الرئيس ميقاتي اللذين اعربا عن رغبتهما في تشكيل حكومة جديدة، الا ان الاجتماع انتهى دون التوصل الى نتيجة، بدليل ان الرئيس ميقاتي خرج من القصر الجمهوري دون الادلاء باي تصريح ولو كلمة واحدة. فكان ذلك مؤشراً كافياً على عدم التوصل الى اتفاق.
هذا الجو لا يمنع القول ان الحكومة ستشكل ولو بعد حين، والجميع مقتنعون بان لا مفر من حكومة كاملة الصلاحيات تتولى ادار البلاد في حال الفراغ الرئاسي.
امس احيت حركة امل الذكرى 44 لتغييب الامام موسى الصدر في احتفال شعبي كبير، القى خلاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري كلمة مطولة تطرق فيها الى الانتخابات الرئاسية والى تشكيل الحكومة، وحدد مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية الذي يؤيده كما تطرق الى مواضيع اخرى سنفصلها في ما يأتي:
يقول الرئيس بري انه يؤيد رئيساً ذا ثوابت قومية ووطنية. ان يكون ذا حيثية مسيحية ولكن اسلامية ايضاً، والاهم حيثية وطنية. ان يجمع ولا يقسم وان يكون قريباً من الجميع. وفي حديثه عن تشكيل الحكومة حمل على المطالبة بادخال ستة وزراء سياسيين الى الحكومة الحالية. وذكر بما حصل مع حكومة الرئيس تمام سلام، اذ تحول 24 وزيراً الى 24 رئيساً وعلى مدى سنتين «فهل يريدون ارجاعنا الى الماضي… يكفينا ما نعاني منه اليوم».
وانتقل الى سلطة «ما خلونا» وسأل لماذا لم تشكل الهيئة الناظمة للكهرباء حتى اليوم، فعدم تشكيلها يحرمنا من الغاز المصري والكهرباء الاردنية ومن مساعدات من هنا وهناك. انهم يريدون تغيير القانون، بدل تشكيل هذه الهيئة. داعياً الى الاهتمام بوضع المواطنين. وفي حديثه عن الودائع الضائعة في المصارف، اكد انه لن يسمح لاي قانون بان يمر في المجلس النيابي اذا كان لا يحفظ حقوق المودعين وهي مقدسة.
وعن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قال بري ان الكرة الان في الملعب الاميركي، ولكن لبنان متمسك بحقوقه والدفاع عنها حتى اخر الطريق وقال اننا لسنا هواة حرب ولكننا لن نتخلى عن حقنا كاملاً في ثرواتنا ومياهنا وارضنا. وسأل: قال الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين انه عائد الى بيروت بعد اسبوعين وها هو شهر بالتمام والكمال يمر ولم يعد، ولم يصدر عنه اي تصريح او خبر. واخيراً دعا الرئيس بري الى عدم المراهنة على خلاف بين حزب الله وحركة امل. فليخيطوا بغير هذه المسلة.
وهكذا بدأت المعركة الرئاسية ترتدي طابع الحماوة، وكلما تقدم بنا الزمن سيزداد الصراع. وفي هذا الاطار عقد بعض النواب التغييريين والسياديين اجتماعاً في المجلس النيابي ضم 14 نائباً، بينهم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، وسليم الصايغ والياس حنكش ونديم الجميل، وميشال معوض واشرف ريفي، وفؤاد مخزومي، وعبود، وعبد المسيح… وغيرهم، وهو الاجتماع الثالث لهذه القوى المعارضة وتم البحث في انتخابات رئاسة الجمهورية. وعلم انه سيتم وضع صيغة ستعرض الاسبوع المقبل لبدء العمل في هذا المجال، وان التقارب بين الافرقاء كان ظاهراً. وستستمر الاتصالات والمساعي لتوحيد قوى المعارضة في كتلة واحدة تواجه مرشح 8 اذار. ورغم كل هذه التحركات لا يزال كثيرون يراهنون على الفراغ. ولذلك لا تزال بعض الجهات تعمل وبقوة للحصول على حصة وازنة في اي حكومة جديدة ستشكل. المهم ان تبقى العيون ساهرة لتمر هذه المرحلة باقل ضرر ممكن، وان يتم انتخاب رئيس جديد يوافق عليه الجميع، فلبنان لا يحكم الا بالتوافق. فمتى يقتنع الجميع بصوابية هذا الرأي؟ اننا حقاً امام مرحلة مصيرية فاما ان نفتح صفحة جديدة مشرقة يعود خلالها لبنان، الى سابق عهده، واما ان نمدد للازمات الراهنة القاتلة ست سنوات جديدة، لا نضمن حينها اذا كان لبنان سيبقى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق