المعارك تتواصل وتسقط 7 قتلى و17 جريحاً في قصف روسي على خاركيف
يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في لفيف بغرب أوكرانيا بعد نحو ستة أشهر من بدء الغزو الروسي بينما أسفرت غارة على خاركيف الأربعاء عن سقوط سبعة قتلى.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القادة الثلاثة سيناقشون الاتفاق الأخير بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية وكذلك «الحاجة إلى حل سياسي لهذا النزاع». واضاف «ليس لدي شك في أن قضية محطة الطاقة النووية (زابوريجيا) وغيرها ستناقش ايضاً».
وفي بيانه المسائي الاعتيادي قال زيلينسكي الأربعاء إن غوتيريش «وصل إلى أوكرانيا وسنعمل معًا لتحقيق النتائج الضرورية لأوكرانيا».
وسيجري الأمين العام محادثات ثنائية مع زيلينسكي. ومن المقرر أن يتوجه بعد ذلك الجمعة إلى أوديسا أحد الموانئ الثلاثة المستخدمة بموجب اتفاق تصدير الحبوب قبل أن يسافر إلى تركيا لزيارة مركز التنسيق المشترك المسؤول عن الإشراف على الاتفاق.
وتقول الأمم المتحدة إنه بين 01 و15 آب (أغسطس) سمح لـ21 ناقلة حبوب بالإبحار. وكانت محملة بـ563 الفاً و317 طناً من المواد الخام الزراعية بما في ذلك 451 ألفاً و481 طناً من الذرة.
لكن أول سفينة إنسانية استأجرتها الأمم المتحدة محملة بـ 23 ألف طن من القمح، لم تغادر أوكرانيا سوى الثلاثاء متوجهة إلى إثيوبيا في إطار الاتفاق الذي وقع في تموز (يوليو) برعاية الأمم المتحدة وبوساطة تركية.
خطر غذائي
أوكرانيا وروسيا من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم. وقد شهدت أسعار الحبوب ارتفاعاً كبيراً منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط (فبراير).
وقال برنامج الغذاء العالمي إن 345 مليون شخص في 82 دولة يواجهون تراجعاً حاداً للأمن الغذائي بينما هناك ما قد يصل إلى 50 مليون شخص في 45 دولة معرضون لخطر المجاعة بدون مساعدات إنسانية.
وواصل الرئيس الأوكراني حالة التعبئة على الجبهة الدبلوماسية. وقال مساء الأربعاء إن «الدبلوماسية لمصلحة بلادنا كانت نشطة جداً في الأيام الأخيرة»، مشيراً إلى مراسم ستجري نهار الخميس لاستقبال السفراء الجدد لإسبانيا وبلجيكا وقرغيزستان ورومانيا.
وقال إن «55 بعثة دبلوماسية استأنفت عملها».
ويسعى زيلينسكي للحصول على مساعدات مالية ومادية لبلده ويدعو أيضاً إلى تشديد العقوبات على موسكو.
ميدانياً تتواصل المعارك وتسبب سقوط ضحايا مدنيين جدد كما حدث في خاركيف ثاني مدينة في أوكرانيا حيث أفادت السلطات بأن صاروخًا أصاب مبنى سكنياً من ثلاث طبقات الأربعاء خلال قصف روسي أدى إلى «حريق كبير».
وقال إيغور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف «في هذه المرحلة هناك سبعة قتلى و17 جريحاً». وهذه حصيلة جديدة بعدما تحدث عن سقوط ستة قتلى و16 جريحاً.
وكان زيلينسكي دان قبل ذلك «الهجوم الدنيء».
وسجلت ضربات جديدة ليل الأربعاء الخميس. وقال تيريكوف إنه وقعت خمس هجمات صاروخية على الأقل اعتباراً من الساعة 04،32 بالتوقيت المحلي على عدد من الأحياء. وأضاف أن «حريقاً كبيراً جداً» يستعر في مبنى إداري.
وتحدث حاكم الإقليم أوليغ سينيغوبوف عن وقوع «حرائق عدة» نتيجة هذه الضربات التي أسفرت عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل بجروح بينهم طفل.
تقع مدينة خاركيف على بعد حوالي أربعين كيلومتراً عن الحدود الروسية وتتعرض للقصف بشكل مستمر من قبل الجيش الروسي الذي لم ينجح في الاستيلاء عليها. وقتل مئات المدنيين في هذه المنطقة، حسب السلطات.
خطر نووي
ما زال الوضع متوتراً حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية وهي الأكبر في أوروبا واحتلها الجيش الروسي منذ بداية آذار (مارس) وتُستهدف بعمليات قصف متكررة. وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بعلميات القصف هذه.
وسقطت قذائف مرة بالقرب من مبنى تخزين مشع، ومرة أخرى تسببت في توقف المفاعل تلقائياً.
وحذر وزير الداخلية الأوكراني ينيس موناستيرسكي خلال زيارة إلى مدينة زابوريجيا التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن المفاعل، الأربعاء من أن أوكرانيا يجب أن تستعد لـ«كل السيناريوهات المحتملة».
واتهم روسيا بأنها «دولة إرهابية»، معتبراً أنه «طالما أن روسيا تسيطر على محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، فهناك مخاطر كبيرة».
من جهته، صرح الامين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الاربعاء أن إجراء «تفتيش» للمحطة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمر «ملح».
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في بلجيكا إن احتلال الموقع من قبل الجنود الروس «يشكل تهديداً خطيراً لأمنه ويزيد من مخاطر وقوع حادث أو حادث نووي».
وأضاف «من الضروري السماح بعملية تفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتوصل إلى انسحاب كل القوات الروسية».
من جهتها، دانت شركة «اينيرغو-اتوم» الأوكرانية المشغلة للموقع هجوماً الكترونياً روسيا «غير مسبوق» على موقعها الثلاثاء، لكنها أوضحت أن عملها لم يتضرر.
جسر غير قانوني
وهددت أوكرانيا الأربعاء بتفكيك جسر كيرتش الذي شيدته موسكو بتكلفة عالية لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، حيث وقعت انفجارات عدة في قواعد عسكرية روسية.
وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على تلغرام «هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف: عمداً أم لا».
يُعد جسر كيرتش الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أيار (مايو) 2018، الممتد على طول 19 كلم، مشروعًا ضخمًا ومكلفًا استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد أربع سنوات على ضمها.
يأتي هذا التهديد المستتر من بودولياك بعد وقوع سلسلة انفجارات في شبه جزيرة القرم التي تستخدمها روسيا كقاعدة خلفية لغزو أوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط (فبراير).
الثلاثاء، استهدف هجوم مستودع ذخيرة في موقع عسكري قرب قرية دجانكوي في شمال شبه جزيرة القرم، قالت موسكو إنه كان نتيجة عمل «تخريبي»، بدون أن تتهم أي جهة بالوقوف خلفه.
في التاسع من آب (أغسطس)، أبلغت موسكو عن انفجار ذخائر في قاعدة عسكرية جوية في القرم، ما أدّى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.
ولم تتبنّ أوكرانيا رسمياً أي هجوم استهدف شبه جزيرة القرم، لكن مسؤولين أدلوا بتعليقات في أكثر من مناسبة تدفع إلى الظنّ أن القوّات الأوكرانية قد تكون منخرطة في هذه الهجمات.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف «لن تتخلى أبدًا» عن نيتها استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا.
ا ف ب