سياسة لبنانيةلبنانيات

احداث بارزة لها تداعياتها على الوضع العام وسط فراغ حكومي قاتل

عاد الوسيط الاميركي فهل يحمل معه ما يحرر ثروة لبنان النفطية؟

احداث مهمة يشهدها هذا الاسبوع لها تداعياتها على الوضعين السياسي والامني، واولها عيد الجيش وما يمكن ان تشهده هذه المناسبة الوطنية من مواقف وربما من لقاءات تكسر الجليد الذي يسود علاقات المسؤولين اللبنانيين، وخصوصاً على الصعيد الحكومي بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد قال في دردرشة مع الاعلام انه اتصل بالرئيس ميقاتي وكلمه عن امكانية عقد اجتماع في عيد الجيش بين الرؤساء الثلاثة او بين رئيسي الجمهورية والرئيس المكلف. وكانت لبري سلسلة مواقف. فعن رئيس الجمهورية المقبل قال: يجب ان يكون لديه نكهة مسيحية ونكهة اسلامية، مشدداً على ان الاهم ان تكون وطنية. وعن موضوع ترسيم الحدود وعودة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين قال: «انشاءالله سيكون الذهاب الى الناقورة احسن ما نروح على مطرح تاني». ورفض التنازل او التطبيع او المساومة على ثروة لبنان مهما بلغت الضغوطات. وعن حقل قانا قال «يا كلو يا بلاه». وايد بري عودة النازحين السوريين، معتبراً ان الامر اساسي للاقتصاد وللوضع اللبناني كما لسوريا.
كذلك يشهد هذا الاسبوع عودة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، حاملاً معه الرد الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية بخصوص ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. هذا الموضوع شهد على مدى الايام الاخيرة سلسلة مواقف وتعليقات وتدخلات، ترافقت مع شائعات وتسريبات، بحيث لم يعد يعرف ما هي الحقيقة، وما هو من نسج الخيال. الا ان تصريحات المعنيين الذين تواصلوا مع هوكشتاين وبصورة خاصة السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، وكذلك نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب، اوحت بان هناك نوعاً من الحلحلة يمكن ان تؤدي الى توقيع اتفاق. فاسرائيل تسعى لاستغلال حاجة اوروبا الى الغاز، بعد تضاؤل الامدادات الروسية، بسبب الحرب على اوكرانيا، ولم يعد من مصلحتها التصلب في مواقفها وعرقلة الاتفاق. لذلك من المتوقع ان يؤدي ما يحمله هوكشتاين الى العودة الى المفاوضات غير المباشرة في الناقورة. لوضع الاتفاق النهائي. وهنا لا بد من ابداء التخوف لان الشياطين تكمن في التفاصيل. هذا الملف هو في عهدة رئيىس الجمهورية المسؤول الاول. والوحيد عن الملف، وهو عازم على انهائه قبل نهاية عهده. فهل تصدق النيات وتسير الامور وفق الاصول وتتوقف العراقيل وتحرر ثروة لبنان النفطية، وهو في امس الحاجة اليها للخروج من الانهيار، الذي يعاني منه الشعب اللبناني باسره.
يوم الخميس 4 آب تحل الذكرى الثانية لجريمة انفجار المرفأ، والتي ذهب ضحيتها اكثر من 230 ضحية بريئة، سقطوا بلا ذنب اقترفوه و6500 جريح بعضهم اصبح يعاني من اعاقات. ورغم فظاعة الجريمة التي وصفت بانها فريدة في التاريخ الحديث، لا تزال هناك فئات تعمل على عرقلة التحقيق، ومنعه من الوصول الى الحقيقة، وقد تمكنت حتى الساعة من تعطيل المضي في تحقيق العدالة. فالقاضي طارق بيطار، تجاوز كل انواع التهديد والترهيب وهو مصر على اكمال مهمته. وقد بات واضحاً انه وصل الى فكفكة الكثير من اسرار هذه الجريمة والا لما كانت هذه الحرب الشعواء تشن ضده.
اهالي الضحايا سائرون حتى النهاية ويضحون بكل ما يملكون لاستئناف التحقيق ودفعه حتى بلوغ الحقيقة كاملة. من فخخ المرفأ بنيترات الامونيوم؟ ومن اغتال 230 بريئاً؟ ومن هم المتدخلون والمشاركون؟ ومن هم الذين على علاقة بهذه الجريمة؟ وهم يحضّرون لمسيرة صاخبة دعوا اليها اهالي المناطق التي تضررت بالانفجار، للنزول الى الشارع يوم الخميس المقبل عند الساعة الرابعة بعد الظهر، للمشاركة في احياء الذكرى. وفي السياق وجهت دعوة الى اهالي المناطق المنكوبة لتقديم شكاوى على المتهمين والمتدخلين وكل من يثبت التحقيق انه على علاقة بهذه الجريمة النكراء. وطالما ان اهالي الضحايا مصممون على متابعة القضية، فلا بد ان تظهر الحقيقة في النهاية، مهما اشتدت العراقيل.
في زحمة هذه الاحداث المتلاحقة يبقى تشكيل حكومة جديدة هو الابرز والاهم. ولكن يبدو ان الجميع اقتنعوا بصرف النظر عن هذا الموضوع، لان ولادة حكومة جديدة في هذه المواقف المتعارضة والمتوترة اصبح ضرباً من المحال ويحتاج الى معجزة، ولسنا اليوم في زمن العجائب. فليقتنع الكل بان حكومة تصريف الاعمال باقية لتشرف على الانتخابات الرئاسية، اذا جرت هذه الانتخابات. ان الدول الداعمة للبنان تراقب بذهول مواقف المسؤولين. البلد ينهار بكل ما للكلمة من معنى والمسؤولون يتلهون بامور صغيرة بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة، وهم يقابلون نداءات الاصدقاء والاشقاء باذان صماء. وكما درجت العادة اللبنانيون يدفعون اثمان المواقف السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق