رئيسي

تقلص عدد مرشحي حزب المحافظين البريطانيين لخلافة جونسون إلى ستة وسوناك الأوفر حظاً

شرع نواب حزب المحافظين في انتخابات داخلية لتقليص عدد المرشحين لتولي رئاسة الوزراء خلفا لبوريس جونسون للحفاظ على مرشحين يتنافسان على المنصب الذي سيعلن الفائز به في أيلول (سبتمبر) المقبل. وبقي في السباق ستة مرشحين في معركة انتخابية سمتها التنافس الشديد وتبادل الإساءات. فيما يبدو وزير المالية السابق ريشي سوناك الأوفر حظاً لتولي المنصب عقب تصدره جولة التصويت الأولى.
وسط تقاذف اتهامات بشأن ممارسات غير نزيهة انطلق حزب المحافظين البريطاني الأربعاء لتقليص عدد المرشحين لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون من ثمانية إلى اثنين تدريجياً.
وتصدر وزير المالية السابق ريشي سوناك قائمة النواب الساعين لخلافة جونسون على رأس حزب المحافظين عقب جولة اقتراع أولى الأربعاء شارك فيها نواب الحزب، حيث تقلص عدد المرشحين إلى ستة مع استبعاد اثنين منهم.
وحصد سوناك الذي استقال من منصب وزير المالية الأسبوع الماضي وساعد في اطاحة جونسون 88 صوتاً، متقدماً على وزيرة الدفاع السابقة بيني موردنت التي نالت 67 صوتاً وحلت ثانية، وعلى وزيرة الخارجية ليز تراس الثالثة بدعم 50 نائباً. 
وتمكن ثلاثة مرشحين آخرين من تخطي عتبة الحد الأدنى من الأصوات البالغة 30 صوتاً، وهم وزيرة المساواة السابقة كيمي بادينوك بـ40 صوتاً والنائب توم تاغندهات بـ37 صوتاً والمدعية العامة سويلا برافرمان التي حصلت على 32 صوتاً.
وأقصى نواب حزب المحافظين من السباق وزير الخارجية السابق جيريمي هانت الذي نافس جونسون في انتخابات عام 2019، إضافة الى وزير المالية المعين حديثاً ناظم الزهاوي بعد فشلهما في تخطي عتبة الحد الأدنى للأصوات.
ومن المقرر إجراء جولة تصويت أخرى الخميس، حيث يحاول حزب المحافظين الحاكم بحلول الأسبوع المقبل تصفية قائمة المرشحين والإبقاء على اثنين منهم فقط، ليتم اختيار رئيس للحزب من بينهما بمشاركة جميع الأعضاء.
وغلبت على المعركة الانتخابية سمة التنافس الشديد وتبادل الإساءات بين المرشحين، ما دفع بجيريمي هانت الخاسر إلى تحذير المتنافسين الآخرين بأن «تلطيخ السمعة والهجمات قد تأتي بانتصارات تكتيكية قصيرة المدى، لكنها ترتد عكسياً دائماً على المدى الطويل».
وسعى حزب العمال الأربعاء إلى فرض تصويت في مجلس العموم لحجب الثقة عن جونسون، معتبراً أن المملكة المتحدة غير قادرة على تحمل تكلفة أسابيع من التنازع الداخلي في حزب المحافظين بسبب الأزمة المعيشية وغيرها من التحديات، على غرار الحرب في أوكرانيا.
لكن الحكومة رفضت إفساح هامش لمناقشة المسعى العمالي، في خطوة وصفها خبراء دستوريون بأنها غير مسبوقة.
وأجبر جونسون الأسبوع الماضي على التنحي بعد انتفاضة كبيرة ضده داخل حكومته، شملت خصوصاً وزير المالية ريشي سوناك، على خلفية سلسلة فضائح أدت إلى تراجع التأييد الشعبي للمحافظين في الاستطلاعات.
وكان سقوط جونسون مدوياً لسياسي حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية التي أجريت في كانون الأول (ديسمبر) 2019 وأخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد شهر من ذلك، إلى أن وصلت جائحة كوفيد إلى بريطانيا.

انتقادات

وفي حين قال جونسون إنه لن يدعم أي مرشح، لم يتوان مناصروه الأوفياء عن توجيه الانتقادات إلى سوناك، المرشح الأوفر حظاً لخلافته، وعمدوا إلى حشد التأييد لوزيرة الخارجية اليمينية ليز تراس.
ونفى معسكر سوناك التخطيط لتعزيز حظوظ مرشحين أقل قدرة على المنافسة في مسعى لقطع الطريق على آخرين حظوظهم أكبر على غرار تراس، قبل التصويت النهائي لأعضاء الحزب.
وتصدى وزير النقل غرانت شابس الذي انسحب من السباق دعما لسوناك لاتهامات وجهت لمرشحه بأنه كان «مستشاراً اشتراكياً» لإشرافه على حزمة دعم كبرى خلال الجائحة.
ويشدد سوناك مذاك على ضرورة إيجاد توازن في المالية العامة في موقف مناقض لحزمة الإعفاءات الضريبية التي يعد بها منافسوه والتي أثارت مخاوف المصرف المركزي وخبراء اقتصاديين.
وفي خطابها الأول بصفتها مرشحة لخلافة جونسون شددت مورداونت الأربعاء على القضايا الوطنية في تسجيل فيديو تم حذفه بعد شكاوى تقدم بها أشخاص ظهروا فيه من دون أخذ موافقتهم.
وقالت عنصر الاحتياطي في البحرية الملكية إن مشاهدتها عندما كانت تبلغ تسع سنوات قوة بحرية تغادر بورتسموث لاستعادة جزر فوكلاند (بحسب التسمية البريطانية ومالوين بحسب التسمية الأرجنتينية) من بوينوس ايرس، شكل إلهاماً لها للالتحاق بالسلك.
وقالت مورداونت «أعتقد أن حزبنا فقد إحساسه بذاته»، مشبهة المحافظين بنجم فريق البيتلز بول مكارتني الذي أشعل الحماس في مهرجان غلاستونبوري الموسيقي الشهر الماضي.
من جهتها نفت بريفرمان التي تعد دخيلة على السباق أن تكون الانتقادات السائدة حالياً تلحق الضرر بالمحافظين على المدى الطويل.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق