سياسة عربية

السيسي يوقع في المانيا عقداً بتسعة مليارات دولار

التقت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في برلين الاربعاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يقوم بزيارة مثيرة للجدل لكنها توجت بعقد ضخم بقيمة تسعة مليارات دولار في مجال الطاقة.

ووقعت شركة سيمنس اكبر طلبية لها على الاطلاق بقيمة ثمانية مليارات يورو حول الغاز الطبيعي وتوليد الطاقة من الرياح مؤكدة انها ستزيد انتاج الكهرباء بنسبة خمسين في المئة.
وقد انتقدت ميركل خلال مؤتمر صحافي تطبيق عقوبة الاعدام في مصر، لكنها تعهدت اقامة علاقات اقتصادية اوثق مع شريكها في الحرب ضد التطرف الاسلامي.
وشددت ميركل على دور مصر المحوري باعتباره «مرتكزاً للاستقرار في المنطقة التي تمزقها الصراعات»، في اشارة الى جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وعدم الاستقرار في ليبيا ونيجيريا.
وقالت ان «مصر احدى الدول المركزية في منطقة تشوبها الاضطرابات وعدم الاستقرار» مضيفة ان علاقات اقتصادية اوثق ستساعد في «“تحقيق الاستقرار من خلال التنمية الاقتصادية».
وادت زيارة السيسي الى برلين، حيث لقي استقبالاً رسمياً حافلاً مع التشريفات العسكرية وكذلك تظاهرة لمعارضين مصريين، الى انتقادات من جانب الصحافة الالمانية بسبب دعم القاهرة لانظمة عربية غير ديموقراطية في اطار مكافحة التطرف الاسلامي.
والسيسي، القائد السابق للجيش في مصر، اطاح الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013 وشن حملة دامية ضد مؤيديه من الاخوان المسلمين فضلاً عن نشطاء علمانيين.
واسفر القمع عن مقتل مئات من أنصار مرسي وسجن آلالاف بينما حكم على عشرات بالاعدام في محاكمات جماعية وسريعة، بما في ذلك مرسي نفسه.
وقالت ميركل ان المانيا «تعارض دائماً عقوبة الإعدام تحت اي ظرف كان حتى في ما يتعلق بالانشطة الارهابية، يجب الا يحكم على الناس بالموت»، مؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة مواصلة الحوار.
وخلال المؤتمر الصحافي، صرخت امراة محجبة بوجه السيسي واصفة اياه بانه «مجرم» ما ادى الى دفاع العديد من الصحافيين المصريين عن السيسي والهتاف «تحيا مصر» بينما قاد رجال الامن ميركل والرئيس المصري بعيداً عن القاعة حيث علا الصخب.
وكان رئيس البرلمان الالماني نوربرت لامبرت الغى في وقت سابق لقاء مع السيسي مشيراً الى «الاضطهاد المنهجي للجماعات المعارضة والاعتقالات الجماعية، والادانات بالسجن لفترات طويلة وعدد لا يصدق من احكام الإعدام».
والتقى السيسي خلال زيارته التي تستمر يومين الرئيس يواكيم غاوك، ومن المقرر أن يعقد محادثات مع نائب المستشارة زيغمار غابرييل ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير.
وذكرت وسائل الاعلام المصرية ان السيسي سيوقع اتفاقيات عدة في قطاعات الطاقة المتجددة والنفط خلال اجتماع مع كبريات الشركات الالمانية.
يذكر ان خمس مجموعات حقوقية بارزة، بينها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، كانت حضت ميركل الاثنين على ممارسة ضغوط على السيسي لانهاء «اخطر ازمة حقوق انسان في مصر منذ عقود».
لكن السيسي قال ان النظام القضائي في بلاده يتمتع بالاستقلالية موضحا ان العديد من احكام الاعدام وضمنها الصادر بحق مرسي ما يزال قيد النظر في المحاكم.
واضاف «نحن ايضاً نحب الحرية والديموقراطية» لكنه شدد على ضرورة تجنيب بلاده مصير الفوضى كما يحدث في سوريا واليمن وليبيا والعراق قائلاً «لا يمكننا السماح بذلك».
وحضر الرئيس المصري توقيع العقد مع سيمنس حول الغاز وتوليد الطاقة من الرياح ما سيرفع قدرات مصر في مجال الطاقة الكهربائية الى 16،4 غيغاوات.
واعلنت سيمنس انها ستبني ثلاثة مصانع للغاز الطبيعي «ستكون الاكبر من نوعها في العالم» كما ستشيد 12 مزرعة في خليج السويس ومناطق غرب النيل لنصب 600 مروحة عملاقة.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق