سياسة لبنانيةلبنانيات

ضبابية سياسية وازمات متفجرة والمنظومة تفتش عن مصالحها ومكاسبها

انقطاع المياه والكهرباء وتصاعد الازمات والاضرابات والاعتصامات والمسؤولية غائبة

على بعد يومين من موعد الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة الجديدة، لا تزال الصورة ضبابية، والطروحات يفوق عددها عدد الكتل النيابية. اسماء كثيرة طرحت من هنا وهناك، وخصوصاً من قبل التغييريين ولم يرسُ طارحوها على اسم، فيما المنظومة باحزابها التقليدية، تراقب بصمت، وان كانت تميل الى اعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وهو حتى الساعة لا يزال يتمتع بالتأييد، وبات من شبه المؤكد انه سيسمى يوم الخميس المقبل للقيام بالمهمة. ويتردد انه سيحافظ على معظم وزراء الحكومة الحالية، باستثناء تغييرات بسيطة عبر ادخال وزراء جدد وتغيير حقائب وزراء اخرين.
امس رعى الرئيس ميقاتي اطلاق خطة لبنان للاستجابة للازمة لعام 2022 – 2023 بدعوة من وزارة الشؤون الاجتماعية، فجر خلالها قنبلة شغلت الرأي العام الدولي واراحت اللبنانيين. قال الرئيس ميقاتي ان لبنان يعيش ازمة غير مسبوقة يعاني منها، من خلال استضافته نسبة كبيرة من النازحين السوريين، قياساً الى عدد السكان، وهذا يتطلب مقومات مالية واقتصادية. فلبنان يتحمل منذ 11 عاماً عبئاً كبيراً ضاغطاً لا يحتمل، بسبب وجود 1،7 مليون نازح سوري ولاجىء فلسطيني يعيشون في 97 بالمئة من البلدات. ودعا ميقاتي المجتمع الدولي الى التعاون مع لبنان لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم، والا سيكون للبنان موقف ليس مستحباً على دول الغرب، وهو العمل على اخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم. هذا الموقف تردد انه متفق عليه بين الرؤساء الثلاثة والا لما اقدم ميقاتي على اعلانه، الا انه اكسبه المزيد من التأييد ورفع اسهمه في تشكيل الحكومة الجديدة.
هذه الضبابية المخيمة على البلاد لم تستطع ان تحجب الازمات اللامتناهية التي تغرق المواطنين في جهنم حقيقي. وتتصاعد الشكوى من كل حدب وصوب.
ففي الاشرفية – الرميل المياه مقطوعة منذ يوم الجمعة الماضي وحتى الساعة، ولا من يخبر الناس عن السبب، ومتى تعود الى المنازل. واذا سألت المسؤول في مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان في الاشرفية يجيبك بتعال واستخفاف، فكأنه هو ولي نعمة المواطنين، متناسياً انه يقبض راتبه من جيوبهم، وعليه ان يكون جاهزاً للرد على اسئلتهم وتلبية طلباتهم. على كل حال لقد ساوت وزارة الطاقة بين الكهرباء والمياه. فغابتا معاً. وهناك اضراب موظفي القطاع العام، الذي يشل كل المؤسسات ويعطل مصالح الناس، وهناك اضراب واعتصام متطوعي الدفاع المدني، ومرضى غسيل الكلي، بعد ان بدأت المستشفيات تفرض عليهم مبالغ بالدولار فريش، الامر الذي يهدد حياتهم. هناك صرخة اصحاب الصيدليات والمواطنين معاً بسبب فقدان الادوية، وهناك ازمة رغيف بدأت تطل، وازمة محروقات وغيرها وغيرها.
كل ذلك والمنظومة المسؤولة عن كل هذا الجو القاتل، تتلهى بالعمل على زيادة مكاسبها، وحصصها، غير مبالية بكل ما يجري. فهي بدل ان تنصرف الى رفع الظلامة عن المواطنين، ومعالجة الازمات المتلاحقة، تدير ظهرها وكأنها غير معنية، دون ان تفكر يوماً بانها هي التي اوصلت البلد الى هذا الانهيار غير المسبوق. على كل حال لن نلوم هذه المنظومة لانها في النهاية منكبة على البحث عن حصصها ومكاسبها وتسعى وراء مصلحتها. ولكن المسؤول الاول في كل ما يجري هو هذا الشعب الفاقد لكل حسن بالمسؤولية. لماذا لا ينهض ويعمل على انتزاع حقوقه من غاصبيها؟ لماذا هذه الميوعة وهذا الخنوع؟ كيف يقبل ان يبقى بلا مياه اياماً بلغت حتى الساعة اربعة، والمياه مستمرة في الانقطاع؟ هل سمع صوت واحد من الشعب يطالب بحقه؟ لقد ضاعفوا الرسم ثلاثة اضعاف بذريعة انهم يريدون تحسين الوضع. فلا تعود المياه تنقطع عن المنازل. فما هو ردهم اليوم. وهل من مسؤول يتنازل ويطل ليخبرنا عن سبب انقطاع المياه؟
ايها الشعب النائم نوم اهل الكهف، انهض وانتزع حقوقك التي سلبوها منك وان بقيت مستسلماً الى هذا الحد، فسيقضى عليك والاتي اعظم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق