سياسة لبنانيةلبنانيات

غادر هوكشتاين حاملاً موقفاً لبنانياً موحداً فهل يعود بالجواب الايجابي الملائم؟

انهى الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين محادثاته في لبنان، وغادر وهو يحمل معه موقفاً موحداً من الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي. وكان قد بدأ نهاره بزيارة قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية، وجرى خلاله عرض لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل واين وصلت المفاوضات، فسلمه الرئيس عون الرد اللبناني الموحد على المقترحات التي قدمها في زيارته الاخيرة. وتضمن تمسك لبنان بالخط 23 المستقيم، لا المتعرج بحيث يصبح حقل قانا كاملاً ضمن الحدود اللبنانية، على ان تستولي اسرائيل على حقل كاريش. وطلب منه العودة سريعاً الى لبنان، حاملاً الرد الاسرائيلي. فان كان ايجابياً تستكمل المفاوضات غير المباشرة بتوقيع الاتفاق، والا فان امام لبنان خيارات اخرى سبق وطرحها وهي تتناول الخط 29. وكان هوكشتاين مستمعاً، وقد صرح في وقت لاحق بانه لم يحمل معه افكاراً جديدة ومقترحات، بل جاء لتسلم الرد اللبناني على افكار سبق وقدمها. وانتهى اللقاء بوعد بالعودة فور تبلغه جواب اسرائيل.
بعد ذلك انتقل الوسيط الاميركي الى السرايا الحكومية حيث استقبله الرئيس ميقاتي بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب واللواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام وهما حضرا ايضاً في لقاء قصر بعبدا. وكذلك السفيرة الاميركية دوروثي شيا. وتابع جولته فزار عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري ووزارة الخارجية حيث التقى الوزير عبدالله بوحبيب. كما اجتمع الى قائد الجيش العماد جوزف عون وسمع منه الكلام ذاته وان الجيش لا يتدخل بالسياسة وهو ينفذ ما تطلبه السلطة السياسية. وكان الختام لقاء مع وفد من قوى التغيير النيابية. وفي كل هذه الزيارات التي قام بها سمع جواباً واحداً وموقفاً موحداً مما جعله يشيد بالاعداد اللبناني الجيد للزيارة. وبعد الظهر زار العماد جوزف عون عين التينة والتقى الرئيس بري، واجاب رداً على سؤال: انا دائماً مرتاح.
وفي حديث الى محطة الحرة التلفزيونية اذيعت منه مقتطفات امس على ان يذاع كاملاً اليوم، قال هوكشتاين، انه جاء الى بيروت لتسلم الرد اللبناني على مقترحات سبق له ان قدمها. وقال انه سمع بعض الافكار من المسؤولين اللبنانيين تشكل اساساً لاستئناف المفاوضات والتقدم بها. وقال انه لم يحمل معه ولم يطرح افكاراً جديدة. وقال ايضاً ان الاتفاق على الترسيم يشكل خطوة اساسية لانهاء الازمة الاقتصادية التي يتخبط بها لبنان.
يستدل من كل ما تقدم ومن حديثه خارج اللقاءات انه كان مرتاحاً للموقف اللبناني الموحد، وانه سيعود سريعاً بالرد الاسرائيلي. فهل يعكس هذا التفاؤل موقفاً ايجابياً يطوي هذا الملف ويبدأ التنقيب لاستخراج ثروة لبنان الدفينة تحت مياه البحر؟
وما ان انهى هوكشتاين جولته حتى اطل على الساحة عدد من الذين نصبوا انفسهم خبراء جيولوجيين، فراح كل واحد منهم يدلي برأيه، فاذا بها مجموعة اراء متناقضة، السير بها يبقي النفط اللبناني مدفوناً عشر سنوات جديدة وربما عشرين وخمسين. في كل الدول التي استخرجت النفط في المنطقة كان قرار رسمي عمل المسؤولون بموجبه واستخرجوا نفطهم، فلماذا عندنا يجب ان تدخل على الخط مئات الاصوات التي لا تتفق على رأي، فتعطل الاتفاقات وتمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته. هذا التناحر جعل العدو الاسرائيلي يقول امس غريب امر اللبنانيين يتلهون بالخلافات بدل استخراج نفطهم لصالح شعبهم. فحبذا لو يكف الجميع عن التدخل وان يتركوا الامر الى المسؤولين الذين اولاهم الدستور صلاحية البت بالموضوع، فنصل الى النتيجة التي نريدها، ويتخلص لبنان من جهنم.
وبعد انتهاء جولة هوكشتاين ومغادرته، بات من المتوقع ان يسارع رئيس الجمهورية ميشال عون الى اجراء استشارات نيابية ملزمة وتكليف الشخصية التي تحظى باكبر عدد من الاصوات، تشكيل حكومة من ذوي الاختصاص، وخصوصاً في الاقتصاد والمال، لمواجهة الازمة التي تعصف بلبنان. فهي ليست ازمة سياسية بقدر ما هي اقتصادية مالية. ولذلك يجب ان تضم الحكومة الجديدة من يملكون الكفاءة لمعالجة الوضع. وكان رئيس الجمهورية قد وعد باجراء الاستشارات خلال ايام فهل حان الوقت للقيام بذلك، خصوصاً وقد مضى على انتهاء الانتخابات شهر كامل. والوضع المعيشي الى تفاقم وقد وصل الى حد الكارثة بعد تفلت الاسعار دون رقيب او حسيب، ووصل سعر صفيحة البنزين الى ما يزيد عن سبعماية الف ليرة لبنانية. فهل يدرك المسؤولون خطورة هذا الوضع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق