سياسة لبنانيةلبنانيات

موقف لبناني واحد موحد: حقل قانا بالكامل مقابل كاريش

هوكشتاين اعاد اطلاق مشروع الكهرباء باستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن

يوم طويل امس من اللقاءات دارت كلها حول قضية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وسبقت وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت. وفي هذا السياق زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري لمدة نصف ساعة ثم خرج دون الادلاء باي تصريح. وعلم ان هذا اللقاء جاء في اطار توحيد مواقف الرؤساء من قضية الترسيم، وسيتولى الرئيس ميشال عون ابلاغه الى الوسيط الاميركي اليوم. وقد اصبح الموقف اللبناني موحداً وراء الرئيس عون.
هوكشتاين وصل الى بيروت بعد ظهر امس والتقى على الفور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. وتناول البحث قضية الترسيم وشؤوناً اخرى كانت عرضت خلال زيارة اللواء ابراهيم الى الولايات المتحدة قبل ايام. ثم انتقل هوكشتاين للقاء وزير الطاقة وليد فياض، وحضرت اللقاءين سفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شيا. اللقاء مع فياض كان ايجابياً وطلب الوسيط الاميركي من لبنان توقيع العقد مع مصر واعداً بالعمل على انجاز رسالة الضمانات التي تعفي مصر من عقوبات قانون قيصر. كما وعد بالعمل مع البنك الدولي لتمويل لمشروع، والتدخل مع الجانب العراقي لتجديد عقد تزويد لبنان بالفيول اويل لمعامل الكهرباء في ديرعمار والزهراني. وكان رد وزير الطاقة وعداً بتوقيع الاتفاق مع مصر هذا الاسبوع وعلى ابعد تقدير يوم الاحد المقبل. وعلى هذا بات من المتوقع احياء مشروع استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن في وقت قريب، بعد تردد او تأخير من البنك الدولي بذريعة دراسة الجانب السياسي بحيث لا يستفيد من المشروع لا سوريا الخاضعة للعقوبات، ولا روسيا وهي ايضاً تخضع للعقوبات بسبب غزوها لاوكرانيا.
بعد انتهاء اللقاء مع وزير الطاقة انتقل هوكشتاين الى دارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، حيث اقيمت له حفلة عشاء حضرها عدد من الشخصيات السياسية المعنية بقضية الترسيم. وكان الجواب الذي سمعه من جميع الذين التقاهم واحداً، وسيبلغه اياه رئيس الجمهورية خلال لقائهما قبل ظهر اليوم. ويبدو ان الموقف اللبناني ثابت وموحد هذه المرة وهذا ما يدعم موقف لبنان. فالجميع يقفون وراء رئيس الجمهورية ويؤيدونه.
وعلم ان الموقف اللبناني هو التمسك بالخط 23 كاملاً، دون اي تعرج، بل خط مستقيم، وهذا يعطيه الحق في كامل حقل قانا، مقابل ان تحصل اسرائيل على حقل كاريش. وقد اثبتت الاعمال انه حقل غني جداً بالغاز. بهذا الخط يكون لبنان قد حصل على حقه في ثروته النفطية ويصبح بامكانه المباشرة في اجراء المناقصات والبدء بالتنقيب. واذا لم يتم الاتفاق يبقى محظراً على لبنان استخراج غازه، وتجدر الاشارة الى ان التنقيب بدأ قبل مدة في الحقل رقم 4 الا ان الضغوط الدولية التي تعرضت لها الشركة المنقبة اجبرتها على وقف العمل. فهل يتم القبول بالعرض اللبناني ويبدأ العمل الجدي لاستخراج الثروة الدفينة؟
وكان لافتاً التصريح الذي ادلى به قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي اكد ان الجيش انجز المهمة التقنية التي اسندت اليه، والقرار اصبح بيد السلطة السياسية، وهو لا يتدخل فيها لا من قريب ولا من بعيد. لا بل انه مستعد لتنفيذ وحماية اي قرار تتخذه السلطة السياسية.
وسيبلغ لبنان المسؤول الاميركي انه يحظر على اسرائيل التنقيب في حقل كاريش، قبل التوصل الى اتفاق نهائي والا تكون تعرض المنطقة للحرب. هذا مع العلم ان اسرائيل ستدعو الى اجراء المناقصة الرابعة وهي تستخرج الغاز فيما لبنان يدعو الى المناقصة الثانية ولم تتقدم اي شركة. وعلى هذا الاساس قال هوكشتاين ان الشركات لن تتقدم قبل الاتفاق.
وفي موازاة ترسيم الحدود البحرية تنشغل الاوساط السياسية بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة تصريف الاعمال، وهي تنتظر دعوة رئىس الجمهورية الى الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة. وتخوفت بعض الجهات من ان يؤثر الخلاف الكبير بين الرئيس نجيب ميقاتي والنائب جبران باسيل على تشكيل الحكومة وندخل في فراغ، مرفوض كلياً في هذه الفترة المهمة من حياة لبنان. فالاحزاب التقليدية تميل الى تكليف ميقاتي فيصبح رئيساً مكلفاً ورئيس تصريف اعمال، غير ان التيار الوطني الحر لا يؤيد بقاء ميقاتي الذي يرفض اعطاءه كل ما يطلبه. بل انه سيعمل على تحقيق المصلحة العامة قبل المصالح الشخصية، خصوصاً وان التجارب السابقة اثبتت الفشل. فهل تتم الدعوة الى الاستشارات الملزمة بعد سفر هوكشتاين، ام ان الامور ستتأخر؟ الرئيس ميشال عون قال امام منسقة الامم المتحدة فرنتسكا انه سيدعو الى الاستشارات خلال الايام القليلة المقبلة وان المسار الديمقراطي سيكمل طريقه. فعسى ان يعمل الجميع لتسهيل تشكيل حكومة جديدة تعمل وبسرعة من اجل مصلحة لبنان، وخصوصاً استكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، الوسيلة الوحيدة المتيسرة للخروج من الازمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق