رئيسيسياسة عربية

نواب الكتلة الصدرية يستقيلون من البرلمان العراقي وسط أزمة سياسية حادة

وافق رئيس البرلمان العراقي الأحد على استقالة نواب الكتلة الصدرية بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بعد أيام من تهديد الصدر بتنفيذ هذه الخطوة. ولم تتضح بعد التبعات الدستورية لهذه الاستقالات لكن يخشى أن تؤدي إلى احتجاجات وتزيد المخاوف من عنف سياسي في بلد تملك فيه غالبية الأحزاب السياسية فصائل مسلحة.
في خضم أزمة سياسية متواصلة منذ الانتخابات التشريعية المبكرة، استقال نواب الكتلة الصدرية بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الأحد من البرلمان العراقي.
وأعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قبوله الاستقالات، قائلاً في تغريدة «قبلنا على مضض طلبات إخواننا وأخواتنا نواب الكتلة الصدرية بالاستقالة من مجلس النواب العراقي».
نزولاً عند رغبة سماحة السيد مقتدى الصدر، قبلنا على مضض طلبات إخواننا وأخواتنا نواب الكتلة الصدرية بالاستقالة من مجلس النواب العراقي. لقد بذلنا جهداً مخلصاً وصادقاً لثني سماحته عن هذه الخطوة، لكنه آثر أن يكون مضحياً وليس سبباً معطِّلاً؛ من أجل الوطن والشعب، فرأى المضي بهذا القرار.
— محمد الحلبوسي (@AlHaLboosii) June 12, 2022
وكانت الكتلة الصدرية الفائز الأكبر في الانتخابات التي جرت في تشرين الأول (أكتوبر) إذ زاد عدد المقاعد التي تشغلها في البرلمان إلى 73 مقعداً. لكن الخلاف السياسي بين الأحزاب عرقل انتخاب البرلمان رئيساً للبلاد وتشكيل حكومة.
وقال الصدر في بيان إنه طلب من رئيس كتلته أن «يقدم استقالات الأخوات والإخوة في الكتلة الصدرية إلى رئيس مجلس النواب». وأضاف «هذه الخطوة تعتبر تضحية مني من أجل الوطن والشعب لتخليصهم من المصير المجهول».
ولم تتضح بعد التبعات الدستورية لهذه الخطوة، لكن يخشى أن تؤدي إلى احتجاجات وتزيد المخاوف من عنف سياسي في بلد تملك فيه غالبية الأحزاب السياسية، فصائل مسلحة.
وينص قانون الانتخابات العراقي على أنه عند استقالة نائب، يتولى منصب النائب المستقيل صاحب ثاني أكبر عدد من الأصوات في دائرته.
وشرح المحلل السياسي العراقي عباس كاظم في مركز «أتلانتيك كاونسل» في تغريدة أن ذلك «يعني توزع مقاعد الصدريين الـ73 على مختلف الأطراف السياسية». وأضاف «يتوقع أن يستفيد الإطار التنسيقي من ذلك بارتفاع عدد مقاعدهم، وكذلك المستقلون».

أزمة فوق أزمة

ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد المشهد السياسي في العراق تعقيداً وضبابية. ولم تتضح بعد التبعات الدستورية لهذه الخطوة، لكن وبحسب المحلل السياسي العراقي حمزة حداد فإنه «رغم قبول رئيس البرلمان للاستقالات، لا يزال على البرلمان التصويت بغالبية مطلقة على ذلك بعد تحقيق النصاب»، لافتاً في تغريدة إلى أن البرلمان في عطلة لشهرين منذ التاسع من حزيران (يونيو).
وبعد ثمانية أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة، لا تزال الأطراف السياسية الأساسية في البلاد عاجزة عن الاتفاق على الحكومة المقبلة، ويدعي كل منها إن لديه الغالبية في البرلمان الذي يضمّ 329 نائباً.
وبسبب الخلاف السياسي وعدم قدرة أي طرف على حسم الأمور، أخفق البرلمان ثلاث مرات في انتخاب رئيس للجمهورية، متخطياً المهل التي ينص عليها الدستور.
وطرحت خيارات لتجاوز انسداد الأفق السياسي منها حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، لكن لا يمكن حل البرلمان إلا بقرار من مجلس النواب نفسه.

خلاف على الأغلبية

وكان الصدر قد قال في كلمة الخميس «إن كان بقاء الكتلة الصدرية عائقاً أمام تشكيل الحكومة، فكل نواب الكتلة مستعدون للاستقالة من مجلس النواب ولن يعصوا لي أمراً».
وأعلن الصدر قبل شهرين أنه سيتجه إلى المعارضة. ودعا خصومه السياسيين في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، إلى أن تشكل الحكومة.
ويريد التيار الصدري الذي يرأس تحالف «إنقاذ وطن» مع كتلة «تقدم» السنية بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، والحزب الديمقراطي الكردستاني، تشكيل حكومة أغلبية، مؤكداً أن كتلته هي الأكبر في البرلمان (155 نائباً).
أما الإطار التنسيقي (83 نائباً) فيدفع باتجاه تشكيل حكومة توافقية تضم جميع الأطراف الشيعية، كما جرى عليه التقليد السياسي في العراق منذ سنوات.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق