سياسة لبنانيةلبنانيات

الاكثرية لم تتعلم الدرس فسيطرت احزاب السلطة على اللجان النيابية

هوكشتاين باي حل يعود وهل وافق لبنان على المقترحات التي قدمها سابقاً؟

جرت امس انتخابات اللجان النيابية. المشهد اختلف هذه السنة بالشكل، على عكس المضمون، الذي حافظ على ما كان عليه في السنوات الماضية. تهافت نواب التغيير على الترشح لعضوية بعض اللجان رفع عدد المرشحين، فاضطر رئيس المجلس نبيه بري الى اجراء انتخابات. وكانت البداية مع لجنة المال والموازنة وهي مؤلفة من 17 عضواً، اما عدد المرشحين فبلغ 21 وحاول الرئيس بري اللجوء الى التوافق اختصاراً للوقت، لان الانتخاب يتطلب وقتاً طويلاً، الا ان التغييرين رفضوا التوافق واصروا على المضي في المعركة، ولكن التشتت منعهم من الوصول، وعاد التقليديون واحزاب السلطة يمسكون بالقرار. وهكذا كان الوضع في بقية اللجان باستثناء تلك التي فازت بالتزكية. وكان لافتاً ترشيحات لجنة الاشغال التي شهدت اقبالاً كبيراً، فبلغ عدد المرشحين 30 فيما عدد مقاعدها 17.
التشتت والانقسامات في الرأي وقلة الخبرة، التي سادت جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه بقيت على حالها، وكان يعتقد ان النواب الجدد سيستفيدون من الدرس، ويعلمون ان عدم تضامنهم افقدهم الاكثرية التي يتمتعون بها، الا ان شيئاً لم يتبدل في انتخابات اللجان. وعلق احد المراقبين المحايدين بالقول ان الخبرة تتطلب وقتاً، وان التغيير لن يحصل بين ليلة وضحاها، والصورة التي ارتسمت خلال انتخاب اللجان شبيهة بتلك التي رسمتها الجلسة الاولى. فبدا التقليديون ممسكين بزمام الامور، واستطاعوا تحقيق الاهداف التي عملوا من اجلها، فيما بدا التغييريون موزعين على تكتلات صغيرة، يعمل كل تكتل منها بمعزل عن الاخرين. وهكذا يتكرر مشهد 14 اذار.
واضاف يقول رغم كل ذلك يمكن القول ان شيئاً ما تبدل، وهو مرشح لمزيد من التطور. وهذا يرغم احزاب السلطة على مراجعة حساباتها وتغيير نهجها وعملها، لان الامر لن يطول وسيعود النواب الجدد الى الواقع، وسيتوحدون، عندها تصبح الكلمة لهم. فاكثرية الـ 65 صوتاً التي يلعب عليها القدامى لن تدوم طويلاً.
خلال الجلسة طلبت النائبة بولا يعقوبيان مناقشة الوضع في الجنوب بشأن ترسيم الحدود البحرية، وتوقيع المرسوم رقم 6433. الا ان الرئيس بري رفض طلبها مذكراً اياها بان النظام الداخلي للمجلس يمنع اي مناقشة او طرح اي موضوع قبل استكمال تشكيل اللجان. وقال على كل حال فان اموس هوكشتاين سيصل الى بيروت يوم الاحد او الاثنين.
لقد استجاب الوسيط الاميركي لطلب المسؤولين اللبنانيين، وقرر العودة وكان قد اعلن في وقت سابق انه لن يعود، الا اذا حصل توافق حول الاقتراحات التي قدمها، مع بعض التعديلات. وكان ينتظر جواب الجانب اللبناني. فهل ان هوكشتاين لمس موافقة لبنانية ولذلك قرر العودة؟
في هذا الوقت لا تزال السفينة انرجي باور راسية قبالة الحدود اللبنانية، وقد كثرت التكهنات حول قدرتها على سحب الغاز من حقل كاريش. وتحول كل انسان في لبنان الى خبير نفطي وراح يدلي بارائه حول الموضوع، حتى ضاعت الحقيقة ولم تعد تعرف الصورة الحقيقية. فيما المسؤولون اللبنانيون يقفون متفرجين، بانتظار عودة الوسيط الاميركي. ان مصلحة لبنان الغارق في ازمة اقتصادية كارثية، ان تحل قضية ترسيم الحدود البحرية، مع الحفاظ على حقوقه في ثروته الطبيعية. وفي حال الوصول الى حل، يبدأ التنقيب عن الغاز، الذي تشير كل الدراسات الى انه موجود فعلاً، ويمكن باستخراجه انهاء الوضع الاقتصادي وانهاض لبنان من الهوة السحيقة التي رمته فيها المنظومة بسوء ادارتها وعدم مسؤوليتها.
هذا الملف الذي وضع على نار حامية يتطلب من لبنان ان يكون مستعداً لاي تطور، سلبياً كان ام ايجابياً. فهو يمر بمرحلة على جانب كبير من الاهمية مما يحتم على المسؤولين الاسراع في تشكيل حكومة، تمسك بزمام الامور وتكون قادرة على الحل والربط لما فيه مصلحة لبنان العليا. لذلك فان الانظار موجهة الى قصر بعبدا مترقبة ان يوجه رئىيس الجمهورية الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار الشخصية التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. والرئيس عون يدرك اهمية المرحلة ولذلك يتوقع ان يوجه الدعوة الى الاستشارات في الساعات المقبلة فالمرحلة لا تحتمل التأخير، على امل ان يسهل الجميع طريق التأليف فلا يبقى التكليف يتخبط في فراغ قاتل كما عودتنا المنظومة على مر السنوات الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق