سياسة لبنانيةلبنانيات

دياب: قرار مفصلي للحكومة في الايام المقبلة

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب أن «الحكومة اختارت أن تحمل كرة النار، وهي تعمل على تخفيف لهيبها، كي لا تحرق التراب، بعد ان أحرقت الاخضر واليابس»، لافتاً الى أن «الأيام المقبلة ستشهد حسم النقاش، لاتخاذ قرار مفصلي لهذه الحكومة، وهو قرار حساس ودقيق، ندرسه بعناية شديدة لأنه يشكل محطة هامة نحو رسم معالم لبنان المقبل».
كلام الرئيس دياب جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في السرايا أعضاء السلك القنصلي الفخري في لبنان برئاسة عميد السلك جوزيف حبيس.
قال دياب: «أهلاً بكم في دار الحكومة، دار الدولة، التي لطالما كنا نتمنى أن يرتقي مفهومها إلى خدمة اللبنانيين، والتخطيط لمستقبل وطنهم، وإدارة شؤون الدولة والناس بمنهجية تواكب التطور الاجتماعي والحضاري. بكل أسف، الدولة اليوم في حالة ترهل وضعف إلى حدود العجز، والوطن يمر بمرحلة عصيبة جداً، واللبنانيون قلقون على حاضرهم ومستقبلهم، والخوف يتمدد من الوضع المالي إلى الأوضاع الاقتصادية والواقع الاجتماعي والظروف المعيشية، وصولاً إلى الهموم الصحية الداهمة».
أضاف: «بكل صراحة، لم تعد هذه الدولة، في ظل واقعها الراهن، قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم. وبكل شفافية، فقدت هذه الدولة ثقة اللبنانيين بها. وبواقعية، تراجع نبض العلاقة بين الناس والدولة إلى حدود التوقف الكامل. اليوم نحن أمام معضلات كبرى، بينما آليات الدولة ما تزال مكبلة بقيود طائفية صدئة، وجنازير فساد محكمة، وأثقال حسابات فئوية متعددة، وفقدان توازن في الإدارة، وانعدام رؤية في المؤسسات».
وقال: «لقد جاءت هذه الحكومة وهي تعلم أن حملها ثقيل، وأن مهمتها معقدة، لكننا مصممون على تفكيك هذه التعقيدات، وعلى الانتقال بلبنان إلى مفهوم الدولة، ومعالجة المشكلات المزمنة. هذه الحكومة اختارت أن تحمل كرة النار، وهي تعمل على تخفيف لهيبها كي لا تحرق التراب بعد أن أحرقت الأخضر واليابس. لا خيار أمامنا إلا السير على طريق الجلجلة، مهما كان الوجع، لأن الخيارات الأخرى هي أخطر بكثير».
وتابع: «إن الأيام المقبلة ستشهد حسم النقاش لاتخاذ قرار مفصلي لهذه الحكومة، وهو قرار حساس ودقيق، ندرسه بعناية شديدة، لأنه يشكل محطة هامة نحو رسم معالم لبنان المقبل. صحيح أنكم تمثلون دولاً عديدة في لبنان، لكنكم لبنانيون أولاً، وهذا ما يجعلنا نطمئن إلى أنكم ستساهمون في ورشة إنقاذ لبنان، كل من موقعه، سواء القنصلي أو الاقتصادي أو الشخصي، فكلنا مسؤولون عن بناء مستقبل أفضل لأجيالنا المقبلة».
وختم: «أدعوكم إلى التشمير عن سواعدكم، فلبنان يحتاج في المرحلة المقبلة لكل جهد وفكرة. لبنان يحتاج إلى كل نقطة عرق جبين، وسيكتب التاريخ عن كل الذين هدموا جدران الفساد وبنوا جسور الثقة وأعادوا الأمل إلى اللبنانيين وساهموا في ورشة الإنقاذ.
إنها ساحة الشرف… فأهلاً بكل من يدخلها مصمماً على العطاء فيها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق