سياسة لبنانيةلبنانيات

المرحلة الاولى من انتخاب المغتربين تبدأ غداً والدعوة شاملة الى التغيير

المعركة في الداخل تشتد حماوتها وبعض الخطب يحمل طابعاً طائفياً مرفوضاً

تبدأ غداً في السادس من ايار انتخابات المغتربين، وهي على دفعتين: الاولى في الدول العربية التي تعتبر يوم الجمعة يوم عطلة لديها، ومنها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين وسوريا وغيرها. والدفعة الثانية تجري يوم الاحد في الثامن من ايار في الدول الاوروبية والغربية التي تعطل في هذا اليوم وكذلك الامارات العربية المتحدة التي تعتبر يوم الاحد يوم عطلة عندها. وقبيل 24 ساعة على الموعد، تحولت السفارات اللبنانية في الخارج الى خلية نحل، تعمل من اجل اجراء هذا الاستحقاق باقل قدر ممكن من العقبات. ذلك ان عراقيل متعددة ظهرت خلال التنفيذ. فهناك ازمة اقلام اقتراع تبعد في بعض الدول، كاوستراليا مثلاً، مسافات طويلة عن منازل المغتربين المسجلين فيها للاقتراع. وهناك ضيق المكان في بعض الدول الذي يصعب ان يستقبل الوف المغتربين الذين تسجلوا للاقتراع. ويعمل موظفو السفارات على حلحلة هذه العقد، بعدما رفضت وزارة الخارجية المعنية اجراء تعديلات تتناسب مع الوضع القائم وتخفف من وطأة العرقلة.
ويستفاد من الرسائل التي تنقلها وسائل الاعلام. ان هناك حماساً لافتاً بين المغتربين، وهم ينتظرون ساعة الصفر للتوجه الى اقلام الاقتراع والادلاء باصواتهم. ومعظمهم صوت صارخ يطالب بالتغيير. فهم لم ينسوا بعد كيف ان ظروف البلد الناجمة عن سياسة المنظومة، والفساد الذي عم لبنان وافقر الشعب، واجبر مئات الالوف على البحث عن مكان في بلدان العالم الواسعة يأويهم ويكون ارأف بهم من ظلم المنظومة الذي دمر حياتهم وشتت عيالهم. من اجل هذا كله يتبين انهم صوت صارخ يرددون الدعوة الى التغيير. لقد اختبروا هذه الطبقة السياسية على مدى سنوات طويلة، واعطوها ثقتهم واصواتهم، فلما وصلت ادارات لهم ظهرها، وسارت وراء مصالحها الخاصة، متجاهلة كلياً مصالح البلد ومصالح الناخبين الذين اوصلوها. وخوفاً من التلاعب بالنتائج، خصوصاً وان صناديق الاقتراع ستحفظ الى 15 ايار، ريثما يتم انتخاب الداخل وتفتح الصناديق كلها دفعة واحدة، وهذه مرحلة يتخوف منها كثيرون من ان يتم خلالها التلاعب – تجند مئات الاشخاص وتطوعوا لمراقبة العملية الانتخابية والسهر على سلامتها وصحتها، فعسى ان يوفقوا في مهمتهم.
اما على صعيد الداخل اللبناني فتشهد المعركة الانتخابية حماوة تشتد يوماً بعد يوم، بين اللوائح المتنافسة. وترتدي خطب البعض طابعاً طائفياً بغيضاً، يعمل العقلاء على تجاوزه. وقد دخل بعض رجال الدين على خط الدعوات الى التغيير، مذكرين الناس، وهم ليسوا بحاجة الى التذكير، بالمآسي التي سببتها المنظومة والتي حان الوقت لقبعها، بعدما تجذرت في الارض وعاثت فساداً وظلماً. اما البعض الاخر فقد دعا الى التمسك بالثوابت، فهي الاساس بالنسبة اليهم. اما الكلمة الاخيرة فهي للشعب الذي سيقترع. فان كان راضياً على الحالة التي وصل اليها، يقف الى جانب المنظومة، واذا كان العكس فانه سيساند التغيير بكل قوة على امل ان تصطلح الامور بعد الانتهاء من الانتخابات، وتتم معالجة الانقسامات التي سببتها، لان انفلاش الامور سيؤدي الى فتنة طائفية تدمر ما سلم من تدمير المنظومة. فهل تحمل الانتخابات التغيير المنشود ويبدأ في 16 ايار وضع جديد ينسي الناس مآسي الوضع الراهن؟
على الصعيد الحكومي يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في السرايا الحكومية وعلى جدول اعمالها عدد من المشاريع الادارية، يسعى الى ايجاد حلول لها قبل ان تتحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال، فور اعلان نتائج الانتخابات. لذلك فان جلسة اليوم قد تكون الاخيرة. لذلك يحاول الرئيس نجيب ميقاتي الاستفادة منها لتمرير بعض المشاريع. ولكن ما هو مصير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ومع البنك الدولي، خصوصاً وان الحكومة لم تنفذ بنداً واحداً من الاصلاحات المنشودة. فلا الموازنة اقرت، بل لا تزال في اللجان النيابية، ولا الكابيتال كونترول، ولا السرية المصرفية ولا هيكلة المصارف وقد نشأت ازمة حادة بين الحكومة وجمعية المصارف تتعلق ببعض القرارات. من المؤكد ان المفاوضات ستتوقف ولن يدخل الى الخزينة ليرة واحدة، طالما ان الاصلاح مجمد وقد عجزت الحكومة عن تنفيذه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق