حوار

ابراهيم كنعان: لم يعد بالامكان تجاوز المسيحيين

«نعد لمفاجأة جديدة قريبة للمسيحيين ولكل اللبنانيين»

ابراهيم كنعان ليس من الرجال الذين يقفون عند الصعاب، واخر انجاز له، اتفاق تاريخي مع القوات اللبنانية، ابصر النور بعد اشهر من المفاوضات التي كانت تستمر في بعض الاحيان حتى ساعات الفجر. بين العماد عون والدكتور سمير جعجع فتحت صفحة جديدة. «الاسبوع العربي الالكتروني قابل نائب المتن وعضو كتلة التيار الوطني الحر ابراهيم كنعان.

حتى اللحظة الاخيرة لم يكن احد يصدق حقاً ان سمير جعجع سيدعم ترشيح العماد عون. فهل كنت من المتشائمين؟
منذ البداية كنت شديد الاقتناع بان وضع المسيحيين لا يمكن ان يتغير بدون ان يتعلم المسيحيون انفسهم التصرف بشكل مختلف. وفي وقت من الاوقات يجب ان نعرف كيف نقلب الصفحة. انا اعلم ان الحرب كانت مؤلمة وتركت جروحاً عميقة. وهذا واقع. فكل الدول عرفت مثل هذا الوضع وانتهى بها الامر الى المصالحة. اليوم نحن نقوم بالحرب من اجل السلام. والقوي هو الذي يعرف كيف يصنع السلام. كل هذه الحرب الكلامية اليوم لا تنفع بشيء. هناك وقت للحرب واخر للسلام. والقائد الحقيقي هو الذي يعرف كيف يصنع السلام بعد حرب. لذلك كنت على قناعة بانني سأصل الى اتفاق. ميشال عون وسمير جعجع لا يكونان القائدين اللذين هما، اذا لم تكن لهم القدرة على الامساك بالرسالة والتصرف، عندما يؤمن عملهما مصالح شعبهما. فقوة المسيحيين ستكون لها انعكاسات عليهم كلهم اينما وجدوا.
هذا الاتفاق ترجم بوسائل مختلفة. البعض رآه في مصلحة المسيحيين، والبعض الاخر رأى انه مناورة من سمير جعجع لابعاد العماد عون وتطويق حزب الله.
هذا الاتفاق نابع من مصلحة بسيطة. انه رؤية جديدة للمسيحيين باتجاه المشروع الوطني. انه تقويم لكل المرحلة الماضية. لقد استخلصنا العبر وترجمناها في اتفاق خاص. هذا الاتفاق متين لانه ليس مبنياً فقط على الاستحقاق الرئاسي. اما الذين يعتبرونه مناورة من جعجع فاعتبر انه منطق متخلف. اذا كان سمير جعجع يدعم الترشيح الذي يدعمه حزب الله منذ اكثر من سنة ونصف السنة فكيف يمكنه ان يطوقه؟ فهو لا يستطيع ذلك الا في حال ان دعمه ليس جدياً. هذا منطق عبثي. في الحقيقة انه سعد الحريري هو الذي طوق حزب الله باعتماده ترشيح سليمان فرنجية. على العكس نحن امام لحظة الحقيقة. سمير جعجع قدم خدمة للمسيحيين بدعمه ترشيح العماد عون. انها المرة الاولى في تاريخ لبنان يدعم فيه مسيحي قوي، مسيحياً قوياً. سليمان فرنجية قال اذا كان عون هو الوحيد القادر على الفوز سادعمه. ان الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها اقصاء عون عن المعادلة الرئاسية، هي اذا كان الذين يزعمون انهم يساندونه لا يفعلون ذلك حقاً. اذا لم ينجح المسيحيون في اثبات وجودهم بطريقة فاعلة، فلن يستطيعوا ذلك ابداً في المستقبل. اليوم والا ابداً.
في ثلاث مقابلات متلاحقة رمى سمير جعجع الطابة في ملعب حزب الله…
سمير جعجع دعم العماد عون لرئاسة الدولة. نحن نثق بموقف حزب الله، الذي عبر مراراً عن دعمه لعون. ولا مرة تلقينا اشارة منه بأنه بدل موقفه.
هذا الاتفاق هل يتمتع بغطاء اقليمي. هل تلقى سمير جعجع ضوءاً اخضر اميركياً؟
لا اعلم. ولكن ما قام به شجاع جداً. هذا الاتفاق هو مبادرة مسيحية لبنانية. سنكون سعداء لتقبل ردات فعل مؤيدة من كل مكان، ولكنني اكرر ان الاتفاق قضية داخلية. نحن نريد ان نطمئن الاطراف الخارجية. ولكن لا نريد ادخالهم في شؤوننا الوطنية.
ما هو موقف المملكة العربية السعودية؟ هل صحيح ان هناك فيتو على العماد عون؟
لا علم لدينا بوجود فيتو على الاقل حتى هذه الساعة. الرئاسة شأن لبناني. ونحن لا نناقش قضايانا الداخلية مع اي طرف خارجي. نريد علاقات طيبة مع كل الناس خصوصاً مع الدول العربية التي نحن مرتبطون معها بميثاق جامعة الدول العربية. لدينا رؤية مشتركة مع القوات اللبنانية لطمئنة الداخل والخارج.
البنود العشرة التي اعلنها سمير جعجع هل اعتمدها العماد عون وهل التزم بها؟
العماد عون لم يقم باي التزام. لقد كان دائماً داخل هذه البنود التي هي سبب قيام التيار الوطني الحر. ماضيه كقائد للجيش ثم كرئيس للحكومة كان وثيق الارتباط بهذه البنود.
برأيك من هو الرابح الاكبر من هذا الاتفاق القوات اللبنانية ام التيار الوطني الحر؟
لبنان والمسيحيون هم الرابحون. المسيحيون سيكون بامكانهم ان يبدلوا تمثيلهم في الادارات العامة. بعد اليوم لم يعد بالامكان تجاوز المسيحيين. بفضل هذا الاتفاق لم يعد بالامكان اللعب على التناقضات في ما بينهم. العماد عون ربح بجذب الاكثرية المسيحية لتأييد ترشيحه بانتظار ان يلتحق بهم الاخرون. نمد يدنا الى الجميع. وسمير جعجع من جهته عزز هذه الدينامية وبدل وضع المسيحيين. الرجلان قلبا الصفحة المؤلمة عن الماضي. صفحة القت بثقلها عليهما وعلى كل المسيحيين. لقد استعادا دور المسيحيين.
ماذا عن قانون الانتخاب؟
من الان وصاعداً هناك ما قبل 18 كانون الثاني (يناير) وما بعد 18 كانون الثاني (يناير). كما خلقنا المفاجأة في ذلك اليوم، نحن نعد مفاجأة جديدة قريباً للمسيحيين ولجميع اللبنانيين لان هدفنا بعد الرئاسة قانون للانتخاب. لدينا مقاربة مشتركة لا تهدد العيش المشترك وتؤمن التكافؤ.
يحكى عن حلف انتخابي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية خصوصاً في الانتخابات التشريعية والبلدية…
كل شيء ممكن ولكن لا شيء نهائياً بعد.
ما رأيك بصمت حزب الله؟
حزب الله كسب ثقة الناس بسبب مصداقيته. فكيف بعلاقاته مع حلفائه؟ لدينا ثقة مطلقة بموقف حزب الله الذي اعلن عنه مراراً ومؤخراً من على منصة بكركي. وله وحده ان يحدد متى يعلق على ما جرى في معراب. لنا معه علاقات طويلة تقوم على الثقة والشفافية.
ماذا سيجري في جلسة 8 شباط (فبراير)؟
قد تكون شاهدة على انتخاب العماد عون للرئاسة. وقد تكون ترجمة للمناسبة. سعد الحريري طالب المسيحيين بان يتفقوا، نبيه بري قال اذا اتفق المسيحيون سيعمل كالبلدوزر لاجراء الانتخاب. سليمان فرنجية اكد اذا تبدلت حظوظ العماد عون فسيقف الى جانبه. لقد حان الوقت لترجمة هذه الاقوال الى افعال. اذا خلصت النوايا فقد يتم انتخابه حتى قبل 8 شباط (فبراير). لا شيء يمنع ذلك. لماذا الانتظار؟ المشكلة ان كثيرين راهنوا على الخلافات بين المسيحيين ولا احد كان يصدق ما حصل.
ماذا ستفعلون في ما يتعلق بسليمان فرنجية؟
سنواصل اتصالاتنا معه ومع الاخرين.
ما رأيك بموقف بري؟
عندما يرفع بري لواء الميثاق الوطني فهذا يعني احترام ارادة المسيحيين. اي رسالة ستوجه الى المسيحيين اذا لم تحترم ارادتهم؟ منذ 25 سنة وهم يطالبوننا بان نتفق. واليوم وقد تحقق هذا الامر لم يعد احد قادراً على تجاوز ارادة المسيحيين. انه خطر جداً الا يؤخذ بهذا الاتفاق. فذلك يكون رسالة سلبية موجهة الى المسيحيين.

جويل سيف

كادر
في كواليس الاتفاق
– قدم النائب ابراهيم كنعان الى الدكتور سمير جعجع ايقونة القيامة ورد على تساولات جعجع فشرح: «هذه الايقونة تمثل قيامة المسيحيين وهكذا فان اتفاقنا سيكون كذلك».
– في نهاية المؤتمر الصحافي اصر سمير جعجع على التقاط صورة مع العماد عون والى جانبيهما ابراهيم كنعان وملحم رياضي كعرفان بجهودهما.
– خلال اجتماع في مكتب سمير جعجع بانتظار وصول العماد عون قدم الوزير جبران باسيل للحاضرين وصفة عجائبية عن فوائد شراب مؤلف من الزنجبيل والعسل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق