رئيسيسياسة عربية

السودان: مقتل ثلاثة متظاهرين في احتجاجات جديدة بشوارع الخرطوم

عاد الآلاف من السودانيين للتظاهر من جديد في العاصمة الخرطوم في احتجاجات منددة باستيلاء الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان على الحكم شهدت مقتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص. ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وعنف منذ الانقلاب الذي أطاح خلاله البرهان المدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير. فيما تحاول واشنطن والأمم المتحدة لعب دور الوسيط لإرساء حوار بين المدنيين والعسكريين.
في خضم محاولات أميركية وأممية للوساطة بين المدنيين والعسكريين، تظاهر الآلاف من السودانيين الاثنين في العاصمة وأحيائها من جديد ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قبل ثلاثة أشهر. وسقط ثلاثة قتلى من بين المحتجين «بالرصاص الحي».
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب على صفحتها الرسمية على فايسبوك في أحدث بيان لها «صعدت قبل قليل روح الشهيد: قاسم محمد إثر إصابته برصاص حي في الرأس والكتف في مواكب مدينة ود مدني بولاية الجزيرة أثناء القمع الوحشي لمليونية اليوم».
وكانت اللجنة قد نشرت بيانين سابقين أكدت فيهما مقتل اثنين في مواكب الخرطوم بدون التعرف على بياناتهما.
وأضافت اللجنة قي بيانها الأخير «بهذا يرتفع عدد الشهداء المؤكدين لدى اللجنة إلى 76 شهيداً».
وتجمع آلاف المتظاهرين في مسيرة إلى قصر الرئاسة وسط الخرطوم، كما خرج محتجون إلى شوارع مدينة أم درمان غرب العاصمة للمطالبة بحكم مدني ومحاسبة المسؤول عن مقتل المتظاهرين الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات ضد الانقلاب.
وقامت قوات الشرطة باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في شارع القصر الجمهوري.
وامتدت الاحتجاجات إلى أبعد من الخرطوم. وفي ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة على بعد 186 كلم جنوب الخرطوم، قال عماد محمد أحد شهود العيان لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف «تجمع حوالي ثلاثة آلاف شخص في وسط المدينة يحملون أعلام السودان وصور الذين قتلوا أثناء الاحتجاجات». وأضاف «هتف المتظاهرون لا لحكم العسكر… مدنية قرار الشعب».

«اعتقال الثوار بكثافة»

وفي بيان الأحد أكد حزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، على وقوفه «بصلابة وعزم مطالبين بتنحي رأس الانقلاب وكامل سلطته الانقلابية فوراً وإزالة جميع آثار انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول)».
وأرجع الحزب ذلك الموقف إلى «ابتداع أشكال جديدة بارتكاب المجازر العنيفة (ضد المتظاهرين) واعتقال الثوار بكثافة وغيرها».
وشهدت شوارع العاصمة على مدار الفترة الماضية توقيف مئات من النشطاء والمتظاهرين من قبل سلطات الأمن خصوصاً خلال أيام الاحتجاجات.
والأحد، أكدت السكرتيرة العامة لمبادرة «لا لقهر النساء» تهاني عباس أن عدداً من الرجال الملثمين المسلحين قاموا باعتقال أميرة الشيخ رئيسة المبادرة من منزلها بعد منتصف ليل السبت.
وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية «تم أخذها لجهة غير معلومة ولم يفصح الملثمون عن الجهة التي يتبعونها».
يشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وعنف منذ الانقلاب الذي أطاح خلاله البرهان المدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
وتقول لجنة الأطباء المركزية التي تشكل مجموعة أساسية في معارضة الانقلاب العسكري، إن 75 متظاهراً قتلوا في احتجاجات، العديد منهم بالرصاص، منذ الانقلاب الذي وقع في 25 تشرين الأول (أكتوبر).
وأطاح البرهان الذي كان يرأس مجلس السيادة المشرف على العملية الانتقالية المدنيين من السلطة، ثم عاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى رأس الحكومة تحت ضغط دولي وبناء على اتفاق مع العسكر، لكن الشارع رفض ما اعتبره تنازلاً، مطالباً بتسليم السلطة كاملة إلى المدنيين، فاستقال حمدوك.
وشكل البرهان الأسبوع الماضي حكومة «لتصريف الأعمال» مؤلفة من موظفين كبار غير معروفين.

وساطة أميركية

في هذا الوقت، يحاول كل من المبعوث الخاص الأميركي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي في إرساء حوار في السودان الذي يضم 45 مليون نسمة، وهو من أكبر دول أفريقيا.
والتقى الموفدان الخميس البرهان في الخرطوم، ووجها دعوة إلى «حوار وطني جامع وحكومة من أشخاص أكفاء يديرها مدني».
وأكد المبعوثان الأميركيان أن واشنطن «لن تستأنف المساعدات للسودان قبل وقف العنف والعودة إلى حكم بإدارة مدنية كما يريد السودانيون»، بحسب ما أفادت السفارة الأميركية في الخرطوم.
وكانت واشنطن قد أوقفت مساعدات بقيمة 700 مليون دولار للسودان، عقب الانقلاب.
وفي العاشر من كانون الثاني (يناير)، أعلن ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرثس رسمياً إطلاق مبادرة يقوم بمقتضاها بلقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة في محاولة لحل الأزمة السياسية في البلاد.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق