دولياترئيسي

بايدن: روسيا ستواجه كارثة في حال غزت اوكرانيا

«الوقت لم يحن بعد للتخلي عن المفاوضات النووية مع ايران»

سعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة ضبط مسار رئاسته خلال مؤتمر صحافي طويل بمناسبة مرور سنة على توليه السلطة في واشنطن معتداً بالنجاحات المحققة ومتحدثا عن «الكارثة» التي تواجه روسيا في حال هاجمت أوكرانيا.
وتحدث الرئيس الأميركي عن احتمال حصول «توغل محدود» لروسيا في أوكرانيا فتعرض لانتقادات فورية من المعارضة لاختياره هذه العبارة ما استدعى توضيحاً من البيت الأبيض.
وعشية الذكرى الأولى لتوليه الرئاسة في 20 كانون الثاني (يناير) 2021، عقد بايدن ثاني مؤتمر صحافي له في ولايته. وفاجأ الجميع ببقائه على المنصة ساعة و52 دقيقة.
ورداً على سؤال حول شعبيته التي تراجعت إلى ما دون 40 % كان بايدن قاطعاً «لا أؤمن باستطلاعات الرأي».
وبدا الرئيس الأميركي في مراحل مختلفة من المؤتمر الصحافي هجومياً وممازحاً وموارباً أيضاً رافضاً الانتقادات بشأن إدارته لأزمة الجائحة والتضخم الجامح.
وسأل بايدن «هل من رئيس آخر حقق ما حققته في سنة واحدة؟» معدداً الجهود الهائلة لمكافحة كوفيد-19 وآلاف مليارات الدولارات المرصودة لانقاذ الاقتصاد الأميركي من تداعيات الجائحة.
واكد الرئيس الأميركي «لا أظن أن أي رئيس جديد آخر اضطر إلى مواجهة ما واجهته. وفي الواقع حققنا الكثير».
وأقر بايدن بأخطاء منذ توليه الرئاسة خلفا لدونالد ترامب متحدثاً عن «سنة من التحديات ومن التقدم الهائل أيضاً».
ومن هذه الاخطاء «عدم توقع» شراسة التعطيل الجمهوري لبرنامجه في الكونغرس.
وعلى صعيد النجاحات، أكد أن 75% من البالغين الأميركيين باتوا ملقحين بالكامل في مقابل 1% عندما تولى الرئاسة. وشدد الرئيس على «استحداث فرص عمل قياسية» وتحقيق «نمو قياسي».
وأكد انه يتفهم «الاستياء» من الارتفاع المتواصل في الاسعار الذي عزاه إلى مشكلة سلسلة التوريد الناجمة عن الجائحة.
وشدد على أن مكافحة التضخم «ستكون شاقة وتتطلب الكثير من الجهود».
وأضاف «سيكون الأمر مؤلماً لعدد كبير من الناس» مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار ينعكس «على أسعار المحروقات والسلع عند البقالين وفي اماكن أخرى».
وأكد الرئيس الأميركي أنه يريد انقاذ «اجزاء واسعة» من مشروع إصلاح اجتماعي ضخم قيمته 1750 مليار دولار لم ينجح بتمريره في الكونغرس بسبب معارضة في الصفوف الديموقراطية.
لكنه اكد انه لم يستنفد «كل الخيارات» بشأن تسهيل تصويت الأميركيين السود هم بغالبيتهم ناخبون ديموقراطيون.
وعلى هذا الصعيد أيضاً، لم يمرر الكونغرس مشروع التشريع الفدرالي هذا بعد ساعات على المؤتمر الصحافي.
وقال بايدن في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد التصويت مباشرة «أشعر بخيبة أمل عميقة لعدم مساندة مجلس الشيوخ لديموقراطيتنا. خاب أملي لكن هذا لا يردعني».
وتسلم بايدن بلداً انهكته جائحة كوفيد-19 وتهزه حركة احتجاج غير مسبوقة على العنصرية فيما أجج الرئيس السابق دونالد ترامب الانقسامات. واعتبر بايدن في مؤتمر الصحافي ان البلاد لا تزال بعيدة عن الوحدة التي ينبغي ان تتمتع بها.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أجراه معهد غالوب ان بايدن يتمتع بشعبية نسبتها 40% مقارنة بـ57% لدى توليه السلطة، ويثير هذا الوضع قلق الديموقراطيين الذين يخشون هزيمة نكراء خلال انتخابات منتصف الولاية المقررة في الخريف المقبل.

كامالا هاريس

رغم ذلك تناول بايدن انتخابات العام 2024 مؤكداً انه سيختار مجدداً نائبته كامالا هاريس لخوضها إلى جانبه.
وعن الانسحاب من أفغانستان المتسرع بعد حرب استمرت 20 عاماً، قال بايدين «لم تكن هناك طريقة للانسحاب بسهولة من أفغانستان بعد 20 عاماً».
وتمحور المؤتمر الصحافي خصوصاً على الأزمة في اوكرانيا حيث تقود الولايات المتحدة الجهود الغربية للتوصل إلى حل دبلوماسي بعد حشد روسيا آلاف الجنود عند حدود جارتها.
وأكد بايدن أنه مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين لكنه حذره من أن روسيا ستواجه «كارثة» في حال غزت أوكرانيا.
إلا أن بايدن أثار سيلاً من الانتقادات عندما بدا وكأنه يشير إلى أن هجوماً روسياً ضيق النطاق سيستدعي رداً أقل من الدول الغربية.
وسارع البيت الأبيض إلى إصدار بيان أوضح فيه «اذا تجاوزت أي قوات روسية الحدود الأوكرانية، أي غزوها مجدداً، فإنه سيُقابَل برد سريع وصارم وموحد من جانب الولايات المتحدة وحلفائها».
وأكد أن ما عناه بايدن هو أن أي غزو عسكري سيقابل برد «صارم» في حين أن هجمات يشنها عناصر مسلحون ولا ترقى إلى عدوان عسكري «ستواجه برد متناسب».
وعن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، قال بايدن إن «الوقت لم يحن بعد للتخلي» عن المفاوضات مع ايران التي تهدف الى إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 مشيراً الى أنه «يتم تحقيق بعض التقدم».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق