سياسة لبنانيةلبنانيات

استسلام كلي شعبياً وحكومياً القى لبنان في نار جهنم

حكومة معطلة ممنوع عليها ان تحكم ما الفائدة من بقائها؟

السلطة في لبنان، لا بل الحكومة اللاحكومة هي في حالة استسلام كامل بأمر احد الاطراف على الساحة بوقف جلسات مجلس الوزراء، فتتوقف فوراً دون مناقشة، ولا حتى اجراءات تعوض هذا الشلل القاتل. هل صحيح ان التعطيل سببه وجود قاض نزيه، وضع القانون نصب عينيه وهو يعمل بوحيه، الامر الذي لم تتعود المنظومة السياسية عليه. فهي تمسك بكل السلطات ومن غير المسموح ان تحصل السلطة القضائية على استقلاليتها. ان يقف قاض متمسك بالحق والقانون ويريد محاسبتها، فهذا مخالف لكل قوانينها هي التي تسنها وفق مصالحها. ثم ماذا لو تطور التحقيق في قضية انفجار المرفأ، وانتقل الى جرائم اخرى وطاول الفساد والاموال المنهوبة والمهربة وغيرها من المعاصي التي تسند الى المنظومة السياسية او الى بعض منها؟ لا نعرف لان التحقيق معها ممنوع. من هنا كانت هذه الحرب الضروس ضد القاضي الذي يحظى بتأييد السواد الاعظم من اللبنانيين طارق البيطار. هذا على الاقل ما هو ظاهر، اما خلفيات التعطيل فعلى الحكومة كشف اسرارها وخباياها.
استسلام للدولار الذي يمسك برقاب اللبنانيين ويتحكم بحياتهم ومصيرهم. تديره غرف سوداء ومافيات اخذت على عاتقها تدمير لبنان واللبنانيين. فانعكست اسعاره الجنونية على اسعار كل السلع، وحولت حياة المواطن الى جحيم، على الحكومة ان تخرجه منه. الا ان الحكومة مستسلمة امام كل الشدائد وكأن الامر لا يعينها، والشعب ليس شعبها، فحولته الى شعب بائس فقير معدم، هو الذي نشر الحرف في العالم، وتترك عبقريته بصمات في كل القطاعات في الدول التي هرب اليها، بعد ان ضاق به العيش في بلاده. ان الشعب اللبناني هو الشعب الوحيد في العالم الذي تدير سلطته ظهرها اليه، ولا تسأل عنه ولا تدافع عن قضاياه، وحولته الى ورقة في مهب الريح. فمن المسؤول؟ طبعاً انه الشعب نفسه الذي يرتضي الذل والهوان ولا يحرك ساكناً. اعلن قبل ثلاث سنوات حركة سماها ثورة، ولكنها كانت بعيدة جداً عن معنى الثورة. اذ كان يكتفي بالنزول الى الشارع لساعات قليلة يلقي الحجارة على القوى الامنية، ويعود الى حياته الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن. لقد كان على هذا الشعب ان يتعلم اصول الثورة ومبادئها، ولو فعل، لما كان يرزح اليوم تحت نار جهنم. اذاً ليست الحكومة وحدها المستسلمة بل الشعب ايضاً.
استسلام للبنك الدولي ولصندوق النقد الدولي دون مناقشة ودون التبصر في النتائج. ارفعوا الدعم عن الدواء فطارت اسعاره واصبح المرض والموت اهون على المريض من الحصول على دواء هذا اذا وجد هذا الدواء. ارفعوا الدعم عن المستلزمات الطبية فارتفع الدعم دون جدل او مناقشة حتى اصبح دخول المستشفى في حال المرض حلم من الاحلام. ارفعوا الدعم عن المحروقات فحلقت الاسعار حتى اصبح من المتعذر على المواطن ان يطالها.
استسلام امام المهربين والمحتكرين والمتلاعبين باسعار العملات، استسلام امام المافيات والغرف السوداء التي فرضت سلطاتها على الدولة وعلى الناس، وبات من المتعذر محاسبتها وردعها. انه استسلام كلي امام كل ما يواجه اللبنانيين من ويلات. فاي سبب اذاً لبقاء هذه الحكومة التي لا تجتمع ولا تحكم، وبات وجودها يشكل عبئاً على البلاد. فالعالم يتعامل معنا على اننا نعيش في ظل حكومة تحكم، والحقيقة بعيدة كل البعد عن الواقع. لقد سئمنا من تكرار هذا الكلام ولكن الحكومة لم تسأم.
اذا كانت هذه الحكومة المعطلة تريد ان تحافظ على ذرة من كرامتها، فلتعمد الى لجم ارتفاع اسعار الدولار. الكل يعلم ان هذا الصعود الجنوني لسعر العملة الخضراء ليس طبيعياً ولا حقيقياً، بل هو نتيجة تلاعب مافيات تديرها غرف سوداء وربما كما يقال انها تتمتع بغطاء سياسي. مهما يكن من امر على الدولة ان تتحمل مسؤولياتها ولو مرة واحدة. وتقف بوجه هذا الفلتان وتضع حداً له. فهل هي فاعلة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق