سياسة لبنانيةلبنانيات

مشاورات لعقد الحوار واللبنانيون لا يأملون خيراً استناداً الى تجارب سابقة

دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون لعقد طاولة للحوار بين الاطراف اللبنانيين، تتفاعل وهدفها تهدئة التوتر المتصاعد داخل المنظومة، وبحث بعض الملفات العالقة وهي تتعلق بحياة المواطنين، الذين لا يبالون لا بالحوار ولا بخلافات السياسيين، بل ان ما يهمهم حياتهم وحياة عائلاتهم التي اصبحت مهددة بالفقر والجوع. ولذلك هم لا يعلقون امالاً كبيرة على النتائج التي يمكن ان يسفر عنها اي حوار يجري بين اطراف المنظومة. فهي التي اوصلت البلاد الى هذا الانهيار، هل يمكن التعويل عليها لاخراجها من المآزق والكوارث التي اوقعتها فيها.
اذا اريد للحوار ان ينجح وكانت نوايا المشاركين صادقة فان اول عمل يجب القيام به، هو عودة الوزراء المقاطعين لمجلس الوزراء لحضور جلساته وتسهيل امور المواطنين. فهم بمقاطعتهم لا يعاقبون الطبقة السياسية وهم منها وهي منهم، بل انهم يعاقبون الشعب، الذي اختارهم ليمثلوه في الحكم. وفي المقابل يدعو رئيس الجمهورية الى عقد دورة استثنائية لمجلس النواب. وفي حال تنفيذ هاتين الخطوتين، يصبح الامل كبيراً بنجاح الحوار. اما اذا استمرت الخلافات على ما هي عليه اليوم، فانها ستكون مرشحة للتصاعد، وينتهي الحوار الى عكس ما اريد له.
على كل حال تفيد المعلومات ان رئيس الجمهورية مستمر في اجراء المشاورات حول دعوته، اولاً لاختيار الاشخاص الذين سيشاركون في طاولة الحوار، والجهات التي تتمثل فيها. وعلى هذا الاساس توجه الدعوات. كما يجري التشاور حول المواضيع التي ستطرح امام المشاركين، والتي يمكن ان تخفف من حدة التراشق الحاصل حالياً.
ولكن ما هو موقف اللبنانيين من هذا الطرح وماذا يقولون؟
لقد اصبح واضحاً ان المواطنين لم يعودوا يؤمنون بانه يمكن ان يصدر عن هذه المنظومة نتائج ايجابية. لقد عقدت طاولات حوار في الماضي وصدر «اعلان بعبدا» وقد اصبح وثيقة رسمية وقع عليه الجميع. فماذا كانت النتيجة؟ لقد سقط قبل ان يجف حبر التواقيع، وبعض الذين ايدوا ووقعوا انسحبوا منه. فهل يكون حوار الساعة افضل مما سبقه؟ ان الجميع يدركون ان لا نتائج مهمة يمكن ان تصدر عنه، ولكن الامل في ان تخف حدة الخلافات التي تدمر البلد.
وما يغضب المواطنين اليوم هو هذا الفلتان الحاصل. فكأن لا دولة في لبنان، وكل فريق يعتبر نفسه السلطة المقررة. فمثلاً كيف ان ازمة مع دول الخليج، ادت الى قطع العلاقات منذ اكثر من شهرين وحتى الساعة، لم يجد المسؤولون حلاً لها. ويزيد الطين بلة تلك الحملات المسيئة الى لبنان قبل الاخرين والتي تشن من وقت لاخر في ظل صمت قاتل، يبرز بصورة فاضحة عجز المسؤولين، عن استرداد سلطة الدولة والتمسك بها. فاوساط الرئيس نجيب ميقاتي سألت هل ان الحملات ضد السعودية تخدم لبنان ام اطرافاً اخرى؟ وكان عليها ان تسأل الرئيس ميقاتي نفسه اين سلطته في ضبط الامور ومنع كل ما يسيء الى لبنان؟ ومحاسبة الجميع الذين يفترض ان يكونوا تحت سلطة القانون.
على كل حال لقد علمتنا التجارب السابقة الا نثق بأي امر او تدبير او اجراء يصدر عن هذه المنظومة. ولذلك فان املنا ليس كبيراً في نجاح طاولة الحوار، اذا انعقدت، استناداً الى التجارب السابقة… ونتمنى ان نكون مخطئين هذه المرة وينجح الحوار وسيكون الشعب اللبناني كله مباركاً. فهل هذا حقيقة ام حلم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق