علوم

السيارة الهوائية… حلم يتحقق

كانت عوادم السيارات اضافة الى دخان المصانع وستظل هي المصادر الرئيسية لتلوث الهواء. ولذا ستظل السيارة النظيفة التي لا تنتج ملوثات للبيئة هي حلم كل المهتمين بشؤون البيئة.

مرت فكرة السيارة النظيفة تلك بمراحل متعددة، بدءاً من محاولات تخفيض عوادم السيارات وجعلها اكثر تآلفاً مع متطلبات البيئة النظيفة عبر استخدام محركات افضل او استخدام انواع اكثر نقاء من البنزين، وصولاً الى السيارة الكهربائية التي يدور حول فائدتها الحقيقية للبيئة الكثير من الجدل.
اما الفكرة الجديدة عن سيارة تعمل فقط بدفع الهواء، فهي الفكرة الاكثر نفعاً للبيئة حتى الآن، لكنها كذلك الأغرب والاكثر جنوناً حتى ان كثيراً من المتخصصين يشككون اصلاً في امكان تحقيقها.
السيارة المثالية لدى الكثيرين هي تلك السيارة ذات الشكل العصري الحديث والقيادة الممتعة. فاذا اضفنا الى ذلك عدم تلويثها للبيئة تصبح تلك هي مواصفات السيارة الحلم.
هذه السيارة التي تعد ثورة في مجال تقنيات المحركات والسيارات اجرت عليها بعض الشركات في دول  عدة مختلفة ابحاثاً بالفعل، ومنها احدى شركات تطوير المحركات في لوكسمبورغ.
والنموذج الذي نجحت الشركة في تحقيقه حتى الآن اطلقت عليه اسم Airpod  ويتسع لثلاثة أو اربعة ركاب ويتم التحكم فيه عن طريق عصا بدلاً من عجلة القيادة المعهودة.

بيئة نظيفة
وعندما يكون خزانها الوحيد مملوءاً بالهواء المضغوط، يستطيع السائق قطع مسافة تصل الى 220 كيلومتراً بسرعة تصل الى 70 كيلومتراً في الساعة من دون اي عوادم ضارة بالبيئة.
يصنع هيكل السيارة بالكامل من الالومنيوم المطعم بالزجاج المقوى، ويتم لصقهما معاً وليس لحامهما حتى تكون السيارة اسهل واسرع في التصنيع.
والهواء المضغوط يعمل في تلك السيارة كمصدر الطاقة الوحيد لمساعدة المحرك على العمل، والمحرك لا يختلف كثيراً عن المحرك العادي ذي السلندرات الاربعة والفارق الاساسي بينهما يكمن في ان الطاقة المستخدمة في عملية الدفع لا تنتج عن طريق حرق الوقود الاحفوري مثل الغاز او البنزين، وانما تكون مختزنة بالفعل في الهواء المضغوط الذي يندفع في السلندرات الاسطوانية في المحرك ويتمدد بحيث يحرك المكابس التي تحرك العجلات كما في السيارات العادية.
وتتكرر هذه الخطوة اربع مرات حتى يبرد الهواء مع انخفاض الضغط ويتم التخلص منه عن طريق اسطوانة العادم. ويتم ضغط الهواء المستخدم اولاً عن طريق ضاغط متعدد المراحل ثم يتم دفعه بعد ذلك الى خزانات السيارات.
وتعد تلك هي اكبر نقيصة يراها المختصون في السيارة الجديدة فهي تحتاج الى ضاغط للهواء لتزويدها بالطاقة كل مئة كيلومتر، بما يتطلب بنية اساسية مهولة تجعل من الصعوبة بمكان تحقيق الحلم بمثل هذه السيارة.

حل مشكلة
لكن الشركة المنتجة نفت تلك المخاوف قائلة انه في حال عدم توافر ضاغط للهواء فانه يمكن للتيار الكهربائي العادي والمتوافر في اي كاراج اداء المهمة نفسها، حيث سيتم ادخال ضاغط محمول للهواء يعمل بالكهرباء على كل سيارة عند الضرورة او عند الطلب.
لكن مخاوف المختصين لها ما يبررها، لأن عملية اعادة التموين بهذه الطريقة تستغرق وقتاً يبلغ بين ساعة ونصف الساعة وحتى اربع ساعات ونصف الساعة، كما ان ادخال ضاغط محمول للهواء على السيارة سوف يزيد من وزنها.
والابحاث تجرى حالياً في الشركة لتفادي بعض تلك العيوب، فمثلاً يمكن استغلال الحرارة الناجمة عن ضغط الهواء لتسخين المياه في المنازل او استخدام طاقة الرياح او الطاقة الشمسية عند وجود فائض فيهما لتشغيل ضواغط الهواء ما يجعل تكاليف تشغيلها مثالية بالنسبة الى الاسواق الفقيرة.
لكن تبقى لسيارات ضغط الهواء مميزاتها الاساسية التي تميزها عن غيرها من السيارات خصوصاً في اسواق معينة، وهي في الاساس سهولة تصنيعها حتى على العامل غير المدرب اضافة الى رخص ثمنها.
وعلى الرغم من ان السيارة ستبقى مقصورة على اطار السير لمسافات قصيرة، فانها تتفوق على مثيلتها الكهربائية ذات الثمن المرتفع جداً بالنسبة الى مستوى المدخول في دول العالم الثالث.

طنوس داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق