رئيسيسياسة عربية

إسبر ينفي وجود خطط للانسحاب من العراق والرسالة عن الانسحاب «مسودة» ارسلت خطأ

قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر يوم الاثنين إن بلاده ليست لديها خطط لسحب قواتها من العراق وذلك في أعقاب تقارير نشرتها رويترز ووسائل إعلام أخرى عن رسالة من الجيش الأميركي لمسؤولين عراقيين حول إعادة تمركز للقوات استعداداً لمغادرة العراق.
تأتي التطورات بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في ضربة جوية في بغداد أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة. ويعد سليماني على نطاق واسع ثاني أقوى شخصية في إيران بعد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وبكى خامنئي (80 عاماً) حزناً مع احتشاد مئات الألوف من المشيعين في شوارع طهران يوم الاثنين للمشاركة في جنازة سليماني.
ووردت أنباء الرسالة الأميركية للعراق بعد يوم من اكتساب مطالبة إيران بانسحاب القوات الأميركية من المنطقة للزخم عندما أصدر البرلمان العراقي قراراً يدعو كل القوات الأجنبية إلى مغادرة البلاد.
وجاء في الرسالة أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة سيستخدم طائرات الهليكوبتر في الإجلاء. وسُمعت أصوات تحليق طائرات هليكوبتر فوق بغداد مساء الاثنين لكنه لم يتضح على الفور إن كان هذا التطور ذي صلة.
وقال إسبر لصحفيين في البنتاغون رداً على سؤال بشأن الرسالة «لا يوجد قرار على الإطلاق بالانسحاب من العراق»، مضيفاً أنه لم تصدر حتى خطط للاستعداد للانسحاب.
وأضاف «لا أعرف ما هذه الرسالة… نحاول معرفة من أين أتت وما صفتها. لكن لم يُتخذ أي قرار للانسحاب من العراق. انتهى».
وأثارت الرسالة بلبلة بخصوص مستقبل القوات الأميركية في العراق حيث يوجد نحو خمسة آلاف جندي أميركي.
وأكد مصدر عسكري عراقي لرويترز صحة الرسالة الموجهة إلى نائب قائد قيادة العمليات المشتركة-بغداد.
وأشار إسبر إلى أن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق مع حلفاء واشنطن وشركائها.
وجاء في الرسالة التي تحمل توقيع البريغادير جنرال بمشاة البحرية الأميركية وليام إتش. سيلي الثالث القائد العام لقوة مهام العراق «سيدي العزيز، احتراماً لسيادة جمهورية العراق، وحسب ما طلب من قبل البرلمان العراقي ورئيس الوزراء، ستقوم قيادة قوة المهام المشتركة.. عملية العزمة الصلب بإعادة تمركز القوات خلال الأيام والأسابيع المقبلة».
وأضافت الرسالة «إننا نحترم القرار السيادي والذي طالب برحيلنا».
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي في بيان إنه التقى مع السفير الأميركي في بغداد يوم الاثنين وإنه أكد «ضرورة العمل المشترك لتنفيذ انسحاب القوات الأجنبية حسب قرار مجلس النواب العراقي ولوضع العلاقات مع الولايات المتحدة على أسس صحيحة». لكن البيان لم يذكر أي جدول زمني.
ووافق إسبر وميلي ومسؤولون أميركيون كبار آخرون على تقديم إفادة سرية لأعضاء مجلس الشيوخ يوم الأربعاء لبحث الأحداث في العراق بعد أن اتهم بعض المشرعين إدارة ترامب بالمجازفة بالدخول في صراع أوسع نطاقاً دون وجود استراتيجية.
وقال ميلي إن التهديد الذي انطوى سليماني عليه كان وشيكاً حتى إنه لم توضح معلومات المخابرات الأميركية على وجه الدقة «من وماذا ومتى وأين» في ما يتعلق بالهجمات التي قال إن سليماني كان يخطط لها.
وأضاف «لو لم نتخذ القرار الذي اتخذناه لكنا أهملنا في حق الشعب الأميركي بصورة تستحق العقاب».
وتوعد ترامب يوم السبت بضرب 52 هدفاً إيرانياً بما في ذلك مواقع ثقافية إذا ردت إيران على مقتل سليماني بالهجوم على أميركيين أو أصول أميركية وتمسك بوعيده يوم الأحد لكن مسؤولين أميركيين سعوا للتخفيف من إشارته إلى إمكانية استهداف مواقع ثقافية. وذكر ترامب أن الرقم 52 اختير للإشارة إلى عدد الأميركيين الذين احتُجزوا رهائن في السفارة الأميركية بطهران لمدة 444 يوماً بعد الثورة الإسلامية عام 1979.
ورداً على تهديد ترامب، كتب الرئيس الإيراني حسن روحاني على تويتر يوم الاثنين «إياك أن تهدد الأمة الإيرانية»، في حين تعهد خليفة سليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة انتقاماً.
وكتب روحاني على تويتر قائلاً «أولئك الذين يشيرون إلى رقم 52 عليهم أن يتذكروا أيضاً رقم 290» في إشارة إلى إسقاط سفينة حربية أميركية لطائرة إيرانية عام 1988 مما أودى بحياة 290 شخصاً.
وكتب ترامب على تويتر يقول «إيران لن تملك سلاحاً نووياً أبداً» لكنه لم يقدم تفاصيل.
وتحمل واشنطن سليماني مسؤولية هجمات على القوات الأميركية وحلفائها.
وقال الجنرال إسماعيل قاآني القائد الجديد لفيلق القدس، الوحدة المسؤولة عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري «أعد بأن أواصل قضية الشهيد سليماني بالحزم عينه وبعون الله وفي مقابل استشهاده نهدف إلى طرد أميركا من المنطقة».
وأضاف في تصريحات للتلفزيون الرسمي «الله وعد بالثأر لدم الشهيد سليماني، وبالتأكيد ستكون هناك بعض الإجراءات».
ووجه قادة عسكريون وسياسيون تهديدات مشابهة دون الخوص في تفاصيل. ويمكن لإيران، التي تقع على ممر شحن نفط الخليج، أن تستخدم وكلاءها في المنطقة للتحرك.
وتزايد التوتر بعد إعلان إيران أنها سترفع جميع القيود عن تخصيب اليورانيوم في خطة أخرى لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 مع ست قوى كبرى، وهو الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن فحوى الاتفاق تتلاشى ببطء وإن القوى الأوروبية ستقرر خلال الأيام القليلة المقبلة ما إذا كانت ستطلق آلية لفض النزاع مما قد يؤدي إلى إعادة عقوبات الأمم المتحدة على إيران بعد رفعها بموجب الاتفاق النووي.

مسودة أرسلت خطأ

أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي أنّ الرسالة التي أرسلتها القيادة العسكرية الأميركية لنظيرتها العراقية الإثنين لإبلاغها بأنّ الجنود الأميركيين سيبدأون بالانسحاب من العراق هي «مسودّة غير موقّعة» وقد أرسلت «عن طريق الخطأ».
وقال الجنرال ميلي للصحافيين «إنّها مسودّة غير موقّعة» أرسلت إلى بعض القادة العسكريين العراقيين لأنّ تحرّكات القوات الأميركية في العراق زادت في الأيام الأخيرة.
وأضاف «ما كان يجب أن تُرسل»، مشدّداً على أنّ ما حصل «كان خطأ ارتُكب بحسن نية».
وفي الرسالة الموجّهة إلى قيادة العمليات المشتركة العراقية يقول الجيش الأميركي إنّ قوات التحالف التي تقودها واشنطن بصدد تنفيذ عمليات «إعادة تموضع» بهدف «الانسحاب من العراق بصورة آمنة وفعّالة».
ولكنّ الجنرال ميلي قال إنّ هذه الفقرة بالتحديد «صيغت بشكل سيّء» لأنها «تعني انسحاباً، وهذا ليس ما يحدث».
بدوره نفى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن تكون بلاده قد قرّرت إخراج قواتها من العراق. وقال «ليس هناك أيّ قرار على الإطلاق بمغادرة العراق… لم يتّخذ أي قرار بالخروج من العراق. نقطة على السطر».
وإذ شدّد إسبر على أنّ القوات الأميركية بصدد عملية إعادة تموضع لا غير، شدّد على أنّ «الرسالة لا تتوافق مع موقفنا الحالي».
وتنتشر في العراق قوة أميركية يبلغ عديدها 5200 جندي تعمل على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام 2014، وذلك بناء على طلب من الحكومة العراقية. وأضيف إلى هذه القوة الأميركية الأسبوع الماضي بضع مئات من الجنود لحماية السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تعرضت قبل أسبوع لهجوم من فصائل موالية لإيران.
وأتى نشر مسودة الرسالة غداة تصويت البرلمان العراقي على تفويض الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية في العراق في أعقاب اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة جوية أميركية في بغداد الجمعة.
لكنّ التفويض الذي أقرّه البرلمان برفع الأيدي بإجماع النواب الحاضرين وعددهم 168 نائباً فقط من أصل 329 ليس قراراً ملزماً ولم تتّخذ الحكومة العراقية حتى الآن أيّ إجراء تنفيذي بناء عليه.
والإثنين شكّك وزير الدفاع الأميركي في شرعية التصويت الذي حصل في البرلمان العراقي.
وقال إسبر إنّ جلسة التصويت «لم يشارك فيها أيّ نائب كردي، ولم يشارك فيها السواد الأعظم من النواب السنّة، والكثير من النوّاب الشيعة شاركوا تحت التهديد».
وأضاف الوزير الأميركي «العراقيون لا يريدوننا أن نغادر. هم يعلمون أنّ الولايات المتحدة موجودة لمساعدتهم على أن يصبحوا دولة سيّدة ومستقلّة ومزدهرة. هذه ليست نوايا إيران. إيران تريد السيطرة على العراق وجعله دولة تابعة».
غير أنّ إسبر نأى بنفسه، من جهة ثانية، عن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرب مواقع ثقافية إيرانية.
وقال وزير الدفاع الأميركي ردّاً على سؤال عما إذا كان البنتاغون مستعدّ لاستهداف أيّ من هذه المواقع الثقافية «سنحترم قوانين النزاعات المسلّحة».
وعندما سألته صحافية عمّا إذا كان جوابه «يعني كلا، لأنّ استهداف موقع ثقافي يُعدّ جريمة حرب؟» أجابها إسبر «هذا هو قانون النزاعات المسلّحة».

رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق