سياسة لبنانيةلبنانيات

اهتمام عالمي واضح بلبنان فهل تكون النتائج على قدر التمنيات؟

المجلس الدستوري يصدر قراره بشأن الطعن بين اليوم وغداً فهل يحفظ حقوق المغتربين؟

احداث مهمة ينتظرها اللبنانيون هذا الاسبوع وقد بدأت بزيارة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي وصل الى بيروت امس الاحد وتستمر زيارته حتى يوم الاربعاء ظهراً. وقد سبق وصوله نداء وجهه الى اللبنانيين مؤكداً انه يقف الى جانبهم. داعياً السياسيين ان يستحقوا شعبهم ويتخلوا عن مصالحهم الخاصة من اجل لبنان. وقد بدأ جولته على المسؤولين بزيارة قصر بعبدا واجتمع الى رئيس الجمهورية، وقال ان الانتخابات ستكون مفصلية وباباً الى التغيير.
كل المسؤولين الغربيين الذين يزورون لبنان او الذين يصرحون من بلدانهم يقولون انهم مع الشعب اللبناني، فان كانوا حقاً صادقين فليعملوا بما لهم من قدرة على انقاذنا من طبقة سياسية، اوصلت لبنان وشعبه الى ما هما عليه اليوم من ازمات مدمرة وفقر وجوع. التصاريح لم تعد تفيد ولا تعطي اي نتيجة في ظل منظومة سدت اذانها واغمضت عيونها وهي لا تسمع ولا ترى، بل انها منصرفة الى مصالحها الخاصة بعيداً عن مصالح الشعب، وقد وصل فسادها الى مختلف انحاء العالم والى مراكز القرار فيه.
فبعد مسؤول وزارة الخزانة الاميركية الذي تحدث عن الفساد في لبنان (راجع الافتتاحية)، جاء دور البيت الابيض الذي قال ان المؤشرات تدل على ان لبنان يسير نحو ان يصبح دولة فاشلة، بسبب فساد الطبقة السياسية، وان الولايات المتحدة تنسق مع فرنسا، لتحديد الفاسدين وفرض عقوبات عليهم في لائحة جديدة ستصدر قريباً. واضاف البيت الابيض ان هناك عملاً كثيراً يجري وراء الكواليس من اجل لبنان. لان الدولة الفاشلة يتسلمها متطرفون وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة للبنان.
واستكمالاً للاهتمام الاميركي بالوضع الخطير في لبنان افادت الانباء ان وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، ومسؤول الطاقة العالمية في الوزارة سيزور لبنان للبحث في الاوضاع الراهنة والازمات التي تعصف بالبلد. فعسى ان تكون وراء هذه الحركة نتائج ملموسة، خصوصاً وان الولايات المتحدة مهتمة كثيراً بتأمين الكهرباء للبنانيين، للتخفيف من الامهم، وهي تجري الاتصالات وتعمل من اجل وصول الغاز المصري وبكمية وافرة والتيار الكهربائي من الاردن. لقد وُعدنا بان التيار سيعود الى المنازل قبل نهاية السنة الا ان المؤشرات لا تدل على ذلك، بسبب عجز المنظومة، او لامبالاتها. المهم ان الكهرباء بدل ان تؤمن اخذة في التراجع بشكل لافت جعل الناس يتساءلون عن السبب.
هذا على الصعيد الخارجي من اجل لبنان، اما في الداخل فلا شيء يؤشر الى ان مجلس الوزراء المعطل منذ اكثر من شهرين، سيعود الى الاجتماع بل ان جميع الطرق مقفلة امامه. فالرئيس نبيه بري قال في تصريح صحافي يجب الاسراع في حل الازمات والا فان النتائج ستكون خطيرة. والرئيس بري يستطيع ان يساعد على الحلول. فلو انه يعيد وزراءه الى طاولة مجلس الوزراء، ويترك القضاء يعمل عمله، فان الكثير من المشاكل قد تشهد الحل. ونحن نعلم ان الرئيس بري راغب في الحلول.
اليوم او غداً سيصدر المجلس الدستوري قراره بالطعن المقدم من التيار الوطني الحر بتعديلات قانون الانتخاب. مع العلم انه استهلك المدة كلها المنصوص عليها في القوانين، ولم يتمكن من الاتفاق على قرار. فاما ان يقبل الطعن، واما ان يقبل ببعض بنوده واما لا يصدر اي قرار وعندها يصبح قانون الانتخاب بتعديلاته نافذاً. فعلى اي قرار سيرسو؟ في كل الحالات الامل بان يحافظ على حقوق المغتربين فيلغي الدائرة 16 المخالفة للدستور.
تجري محاولات كثيرة لمنع الانتخابات، الا ان اللبنانيين ومعهم المجتمع الدولي مصرون على اجرائها، على امل ان تحمل معها التغيير فتنزع القرار من هذه المنظومة وتنقله الى كفاءات قد تحملها الانتخابات الى المجلس النيابي فهل يتحقق هذا الحلم للبنانيين؟
الازمات كثيرة ومتراكمة على رؤوس المواطنين فهل تجد ما تخفف من وطأتها، ام انها سترحل الى العام الجديد؟ الكل ينتظرون فحبذا لو تتحقق الاحلام، ويحدث التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق