سياسة لبنانيةلبنانيات

التعطيل يستهدف الشعب ولا وجود لمنقذين فاستعينوا بالامم المتحدة

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الفاتيكان، وسيقابل البابا فرنسيس صباح اليوم. ورئيس الجمهورية ميشال عون في قطر الاثنين. اي ان رأسي السلطة التنفيذية خارج البلاد. فما هو تأثير هذا الفراغ على الوضع العام؟
غياب الرئيسين لن يؤثر، طالما ان البلد مشلول كلياً بفعل التعطيل الذي يمارسه الثنائي الشيعي منذ حوالي الشهر ونصف الشهر. فضلاً عن ان لبنان اعتاد على الفراغ، اذ ان 40 بالمئة من ولاية العهد كانت في فراغ، اذ ان تشكيل الحكومات في كل مرة يستغرق اشهراً طويلة، بسبب خلافات المنظومة على المحاصصة التي كانت السبب في عدم وصول ذوي الكفاءات العالية الى سدة الوزارات. وها نحن اليوم نجتاز التعطيل في اسوأ مرحلة يمر بها لبنان، واللبنانيون الذين اصبحوا في اكثريتهم الساحقة فقراء وجياعاً، كما قال عنهم مقرر الامم المتحدة للجوع والفقر، وكما ورد في تقرير لليونسيف حذر من استحالة العيش في لبنان بعد اليوم، محملاً الطبقة السياسية وكذلك فعل مقرر الامم المتحدة، كامل المسؤولية عن هذه الاوضاع الكارثية غير المسبوقة، بسبب الفساد المستشري في كل مكان. وهذه ليست المرة الاولى التي يتحدث العالم فيها عن فساد الطبقة السياسية التي اوصلت البلد والشعب الى هذا الانهيار.
ولكن لماذا هذا الاصرار على التعطيل، وضد من موجه؟ هل هو ضد القضاء؟ بالطبع لا. فالقضاء يتابع عمله رغم سيل الدعاوى الكيدية التي رفعها عدد من المتهمين بانفجار المرفأ، لا هدف منها سوى عرقلة التحقيق الذي وان توقف لايام معدودة، فلا يلبث ان يستأنف عمله. اذاً القضاء لا يتأثر بالتعطيل. ولكن هل هو ضد الطبقة السياسية؟ بالطبع لا! ان احداً من المنظومة لا يبالي ان سارت الامور بصورة طبيعية ام لا. فامورها ميسرة وهي كما قال عنها مقرر الامم المتحدة تعيش في الخيال تدير ظهرها للناس ولا تبالي بهم. وهذا توصيف من اعلى مرجع في العالم. فهل بعد ذلك نتأمل خيراً من هذه المنظومة؟
اذاً التعطيل ضد من؟ ان الجهة الوحيدة التي تتأثر به هي الشعب اللبناني باسره. فهو وان كان لا يأمل ولا ينتظر الكثير من هذه المنظومة، فانه على الاقل يتمسك ببعض القرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء لحل بعض العقد التي تصعب حياته اكثر فاكثر. فهل ان المعطلين يستهدفون الشعب؟ الجواب عندهم. وان كانوا حقاً لا يريدون ضرب الشعب، عليهم المسارعة الى فك اسر الحكومة، فيعود مجلس الوزراء الى الانعقاد ويتخذ بعض التدابير التي تساعد المواطنين، بعدما اصبحت حياتهم جحيماً لا يطاق.
هل تعلم المنظومة ان التعطيل والفراغ والمافيات اوصلت الدولار الى 25 الف ليرة؟ وهل يدركون مدى تأثير ذلك على الاسعار التي جعلت حياة الناس مستحيلة؟ ان لبنان بحاجة الى منقذين وطالما انهم غير موجودين في الداخل والا كنا وجدنا الحلول لكل هذه المآسي، فما عليهم الا التطلع الى الامم المتحدة، التي من مهامها الاساسية حفظ حياة الناس. وهذا اصبح الحل الوحيد الذي ينقذ لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق