سياسة لبنانيةلبنانيات

الحكومة معطلة والادارة مشلولة والمواطنون ورقة تتلاعب بها المنظومة

لماذا هذا الاصرار على ازاحة البيطار ونتائج التحقيق باتت معروفة؟

الحكومة محكومة بقرار الثنائي الشيعي المعطل لجلسات مجلس الوزراء. والذريعة «قبع» المحقق العدلي القاضي طارق بيطار. وقد ربط الثنائي ازاحة البيطار بازاحة جورج قرداحي الذي تحول الى قضية، طبعاً ليس هو الهدف بل الوسيلة للتعطيل. في خضم هذا الصراع الشعب يدفع الثمن ويكتشف يوماً بعد يوم ان احداً من الاطراف المتصارعة لا تهمه مصلحة المواطنين، بل مصالح المنظومة ومن يقف وراءها.
في هذا الوقت تقف الحكومة المعطلة متفرجة، عاجزة عن القيام باي خطوة تخفف من وطأة الشلل الذي يصيب الدولة بكاملها، بدءاً من مجلس الوزراء وصولاً الى الادارة المشلولة بفعل اضراب الموظفين. الكل يواجه الكل، والصراع على اشده، ليس من اجل مصلحة الوطن والمواطنين، بل من اجل مصالح خاصة واقليمية. اما الناس الذين يدفعون الثمن، فلا احد يفكر بهم او يهتم لامرهم. وقد اصبحوا على قناعة بان التصريحات التي تتوجه اليهم كلها كاذبة، وباتوا يشعرون انهم تحولوا الى ورقة في ايدي زعمائهم يلعبونها خدمة لمصالح لا علاقة لهم او للوطن بها.
والغريب في الموضوع هذا الاصرار على قبع البيطار. فهل يعتقدون انهم برحيله عن الملف يطمسون الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت، جريمة العصر كما يسمونها؟ لا! ان الحقيقة باتت معروفة وواضحة وضوح الشمس، وسواء صدر قرار ظني بها ام لم يصدر، لقد بات اصغر مواطن يعرف من جاء بالنتيرات ومن خزنها ومن استعملها الى اخر المسلسل. فلماذا كل هذا الصراع؟ لقد طرأ جديد امس من شأنه ان يزيد القضية وضوحاً. فقد اعلنت وكالة الفضاء الروسية انها قررت تزويد لبنان، بناء على طلبه بالصور الفضائية لانفجار مرفأ بيروت، ما قبل الانفجار وما بعده. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اعلن قبل ايام انه سيساعد لبنان على جلاء الحقيقة. ان من شأن هذه الخطوة ان تزيد التحقيق وضوحاً، وتدعم نتائج ما توصل اليه. ويقال انه اصبح كافياً لاعلان كل الحقيقة امام الرأي العام.
كل ذلك والحكومة معطلة وقد شلت قبل ان تبدأ عملها، وعلى ايدي الذين جاءوا بها، فعطلوا معها مصالح الشعب وزادوا من فقره وجوعه، لانهم سدوا الطريق امام التوصل لاي حل يمكن ان تجترحه الحكومة. فهل بعد ذلك نصدق ان المنظومة كلها تفكر بمصلحة الناس. الرئيس ميقاتي يجهد بصدق لايجاد مخرج يعيد مجلس الوزراء الى الاجتماع. صحيح انه يعقد الاجتماعات المتواصلة مع الوزراء ويجمع اللجان، الا ان كل ذلك يبقى بلا فعالية، اذا لم يتوج بقرار من مجلس الوزراء. وطالما ان هذا المجلس معطل فان الحركة ستبقى بلا بركة.
في هذا الوقت تتواصل الازمات تنصب على رؤوس المواطنين. فالكهرباء مقطوعة وكذلك المياه. الاسعار الى جنون وكان ينقصها رفع الدعم عن الادوية حتى اكتملت صورة خنق الناس. فكأن المنظومة تخطط لتحييد هذا الشعب، فتستريح من المطالب والنق، لذلك حولت الحياة الى نقمة واصبحت مستحيلة، وفوق قدرة المواطن المنكوب. ان تعنت المنظومة يكشف بما لا يقبل الشك، النوايا وما يدبر لهذا الشعب، ويؤكد انهم حولوه الى رهينة وورقة في يد الخارج يتلاعب بها وفق مصلحته، حتى اذا ما حقق مبتغاه رماها جانباً. ابعد كل هذا هل يجوز الا يحصل التغيير؟ وهل لهذا السبب يحاولون نسف الانتخابات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق