تحقيق

كارمن زغيب ممثلة لبنان في «مجلس سيدات الأعمال العرب»: «نادراً ما نعثر على امرأة تصعد السلم الإقتصادي بقدراتها الذاتية»

سيدات الأعمال اللبنانيات قادرات على مساعدة نساء بلدنا الضعيفات في مشاريع منتجة لهن
 

مع أن عدد التجمعات النسائية في لبنان ليس بقليل على الإطلاق، بين جمعيات خيرية يُشهد لها، وأخرى لا تنطبق عليها هذه الصفة إلا بالإسم، وبين حركات نسائية تعمل لحقوق المرأة في مختلف المجالات القانونية والطائفية والأُسرية وغيرها، وأخرى كأنها حلقات إجتماعية لزوجات رجال أعمال وسياسيين ووجهاء، أو سيدات يحملن لقب سيدات أعمال نراهن في غالب الأحيان يتصدرن صور السهرات والحفلات في المجلات الإجتماعية، تُرى ماذا يمكن أن تضيف السيدة كارمن زغيب، الخبيرة في مجال الإتصالات، لسيدات الأعمال في لبنان بعدما تم انتخابها أخيراً عضوة من قبل الهيئة العامة في «مجلس سيدات الأعمال العرب» لتمثل لبنان في الهيئة الإدارية للمجلس في دورته الإنعقادية 2014 – 2018؟

نبدأ بسؤال السيدة زغيب عن «مجلس سيدات الأعمال العرب»، ما هو هذا المجلس، ومن ينضوي تحت لوائه؟ وما هي أهدافه؟
باقتضاب شديد تخبرنا ان «مجلس سيدات الأعمال العرب» هو جمعية اقتصادية عربية غير حكومية لا تهدف الى الربح، تعمل تحت رعاية جامعة الدول العربية، وتضم في عضويتها سيدات أعمال ومستثمرات واقتصاديات من خبراء ومستشارين في المجالات الاقتصادية والمالية والاستثمارية، يبلغ عددهن 117 سيدة من 19 دولة عربية، يمثلن بدورهن أكثر من 1500 سيدات أعمال عربيات من الجمعيات والهيئات  ومؤسسات أعمال في بلادهن.

الى الرازحات تحت عبء الفقر او الجهل او البطالة
وعن تطلعات المجلس الاساسية توضح زغيب ان المجلس يلتفت الى المرأة الرازحة تحت عبء الفقر او الجهل او البطالة في العالم العربي ويسعى الى مساعدتها وتحويلها الى امرأة منتجة من خلال مشاريع صغيرة ومتوسطة.
تأسس المجلس في 29 أيلول (سبتمبر) 1999 في مقره الرئيسي في القاهرة، وقد احتفل هذه السنة بمرور 15 سنة على تأسيسه. ترأسته منذ تأسيسه الشيخة حصة سعد العبدالله الصباح من الكويت، التي أعيد انتخابها للدورة الخامسة هذه السنة لنشاطاتها الواسعة وديناميكيتها التي تفتح فيها كل الأبواب المؤدية الى تأمين تمويل لمشاريع منتجة في عدد من الدول العربية. وكذلك أعيد انتخاب السيدة خيرية الدشتي من البحرين أمينة عامة للمجلس لقدراتها المميزة في إدارة المجلس على امتداد العالم العربي.
ما أهمية وجود ممثل عن لبنان في هذا المجلس، من كان يمثله في السابق؟ وما هي المشاريع التي تمكّن من تحقيقها حتى الآن؟
تؤكد كارمن زغيب انه  من المهم جداً وجود لبنان في هذا التجمع المميز لسيدات الأعمال العرب لما يمثله من قوة مالية واقتصادية وخدماتية لافتة، وقد سبق وتحدثَت الشيخة حصة في مقابلات صحافية عن أهمية القدرة المالية لسيدات الأعمال الخليجيات والسعوديات التي يبلغ مجموع رأسمالها النقدي والعقاري 13 مليار دولار، والتي يمكن أن تُوظَّف في خدمة المرأة العربية، وهذه القدرة المالية تغطي كل القطاعات المالية والعقارية والاستثمار والتجارة والبورصة والمصارف وغيرها.
 
طاقات نسائية كبيرة

وتتابع زغيب مشيرة الى أن لائحة النساء الاكثر ثراء في العالم على لائحة مجلة «فوربس» لمئة أمرأة هن من دول الخليج. وتستشهد بتصريح آخر للشيخة حصة تقول فيه: «إن طاقاتنا كبيرة ونرغب في وضعها بتصرف المشاريع المنتجة، ونرحب بكل مشروع مدروس جيداً يعرض علينا من هيئات نسائية منتظمة في أي دولة عربية من الدول المنتمية الى المجلس».
من هنا، تظهر زغيب اسفاً كبيراً لأن لبنان لم يعرف حتى الآن الاستفادة من هذه الفرصة، فهو حتى اليوم لم يعرض مشروعاً قابلاً للتنفيذ بسبب الخلافات السياسية والمذهبية التي لم تمكّن النساء فيه من تنظيم هيئة منسجمة موحدة لسيدات الاعمال تلعب دوراً فاعلاً في دعم المرأة اللبنانية الضعيفة وتشكل حضوراً قوياً في مجلس سيدات الأعمال العرب.
ويذكر ان المرأة اللبنانية كانت موجودة في مجلس سيدات الاعمال العرب وقد مثلّتْه في دورة سابقة السيدة ليلى كرامي، ثم السيدة غنى الحريري التي اعتذرت عن المتابعة لانشغالاتها الكثيرة. وبحماسة لافتة تقول زغيب: «وها انا انضممتُ هذه السنة الى الهيئة العامة للمجلس الذي انتخبني عضواً في هيئته الإدارية، كما كلّفني تنظيم ناديين لسيدات الأعمال والمهن العالميين من سيدات لبنانيات هما «سيدات الأعمال والمهن» BPW، وسيدات الأعمال العالمي FCEM Femmes Chefs d’Entreprises Mondiales.
وعن مسؤولياتها الجديدة والمشاريع التي تتحضر لاطلاقها تروي زغيب: «أنا حالياً بصدد تقديم مشاريع صغيرة ومتوسطة الى المكتب التنفيذي للمجلس لدراستها قبل نهاية هذه السنة، حتى إذا تمت المواقفة على احدها أو أكثر من واحد، نبدأ العمل بها فوراً». وبثقة لافتة تؤكد ان «سيدات الأعمال اللبنانيات اللواتي يتميّزن بالجدّية قادرات على مساعدة نساء بلدنا الضعيفات ومساعدتهن في مشاريع منتجة لهن، تساعدهن على تحسين دخل عائلاتهن وتطويرها الى الأفضل».

نساء الاعمال في لبنان
نسأل كارمن زغيب عن موقع  المرأة اللبنانية في سوق العمل عموماً، وعن مجالات العمل الاكثر استقطابا لسيدات الأعمال اللبنانيات؟
تجيب: «المرأة اللبنانية العاملة موجودة بقوة في القطاع الزراعي، وفي قطاعات التعليم والتمريض والتجميل. وكلما ازداد مستوى المرأة التعليمي كلما تقدمت في الوظائف والمهن مثل قطاعات المصارف والصيدلة والطب وإدارة الأعمال. والمشكلة أن صورة سيدات الأعمال التي تروّجها وسائل الإعلام في المجلات الإجتماعية ومحطات التلفزيون، تظهرها مشغولة بشكلها وأناقتها وعمليات التجميل أكثر من الأعمال التي تقوم بها. وفي الوقت نفسه، نرى السيدات اللواتي ينتمين الى عائلات سياسية من زوجات أو بنات أو شقيقات السياسيين أو رجال المال والأعمال هن البارزات في مجال الأعمال، وبالكاد نعثر على امرأة تصعد السلم الإقتصادي في البلد بقدراتها الذاتية، لأن العقد والمعوقات التي تجدها أمامها كثيرة، وكلها مرتبطة بالمشاكل الداخلية والخلافات السياسية والطائفية والمذهبية، فضلاً عن المحاربة التي تواجهها خصوصاً من النساء الأكثر تأثيرا في مجتمعنا، اللواتي يعرقلن تقدم اللواتي لا يصنّفوهن من مستواهن المالي والإجتماعي والسياسي.
وهل تتوقع زغيب بحكم موقعها الجديد بأن تتمكن من تحقيق  نجاحات في هذا المجال؟
تقول: «أنا جاهدت في كل الأعمال التي قمت بها منذ حصلت على شهادة مخابر لاسلكي في الثمانينيات وعملت في مصلحة إدخال البواخر الى مرفأ جونية خصوصاً في زمن الحرب اللبنانية عندما تحول مرفأ جونية الى مرفأ أساسي لدخول بواخر الركاب والشحن والخروج منها، حتى وسط العواصف في أيام الشتاء الصعبة. وأعرف معنى أن يجاهد الإنسان وسط كل الظروف لتحقيق الخير العام مهما كانت العوائق التي تواجهه. أنا لست تابعة لأي حزب سياسي أو طائفي ولست مدعومة من مصادر قِوى في البلاد ولا أستند إلا على تعبي وجهادي في العمل، والذين يعرفون مسيرتي المهنية رغم العراقيل الكثيرة التي واجهتني يعرفون أيضاً ما قدمته للبلد ويقدّرون عطاءاتي، وقد فرحوا معي في الموقع الجديد الذي أشغله الآن في مجلس سيدات الأعمال العرب، وفي تنظيمي التحضيرات المرتقبة للتجمعين العالمين BPW و FCEM في لبنان. وأنا آمل خيراً بانتمائي الى هذه المنظومة العربية الراقية «مجلس سيدات الأعمال العرب» التي تحمل شعار «نرتقي بمستوى المرأة العربية» في قلوب أعضائها وعلى موقعها الإلكتروني www.abwoc.org
وأنا أشكر رئيسة المجلس الشيخة حصة والأمينة العامة السيدة خيرية الدشتي وأعضاء المكتب التنفيذي على ثقتهم بي لتحقيق ما سأعمل على تحقيقه بإذن الله على صعيد تقديم مشاريع منتجة للمرأة اللبنانية قابلة للتنفيذ، وعلى صعيد تنظيم تجمُّعَي الأعمال العالميين.
 
اجتماع القاهرة
ونسأل زغيب اخيراً عن اجتماع القاهرة الأخير الذي شاركت فيه كممثلة عن لبنان في المجلس وانتخابها عضواً أساسياً في هيئته الإدارية، فتخبرنا ان «أكثر من مئة امرأة من سيدات الأعمال والمهن في العالم العربي حضرن اجتماعات الهيئة العامة «لمجلس سيدات الأعمال العرب» في مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي في القاهرة، وكان هناك أيضاً ممثلات عن المنظومتين الدوليتين BPW و FCEM. وفي افتتاح أعمال المجلس تم انتخاب الهيئة الإدارية الجديدة للدورة الجديدة الخامسة 2014 – 2018 التي فزت بعضويتها عن لبنان، وكذلك تم انتخاب أعضاء الشرف والمنسقين والمستشارين، ومن بينهن، الصحافية مي ضاهر يعقوب من لبنان التي تم تكليفها مهمة المستشارة الإعلامية للمجلس».
ويتألف المكتب التنفيذي في الهيئة الإدارية الجديدة من الشيخة حصة سعد عبدالله سالم الصباح رئيسة (الكويت)، ليلى المبروك الهادي الخياط نائباً للرئيس الأول (تونس)، عائشة بنت علي السيار نائباً للرئيس الثاني (الإمارات العربية)، ياسمينة رياض الأزهري نائباً للرئيس الثالث (سوريا)، خيرية عبدالله الدشتي اميناً عاماً (البحرين -الكويت) ، مريم بنت حمد آل خليفة امين المال (البحرين)، شاهيناز أحمد خيري أمين السر (مصر)، نجلاء أدور عاوز رئيس العلاقات العامة واللجان (مصر).
وتروي زغيب ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل السيدات أعضاء الهيئة الإدارية الجديدة في قصر الإتحادية الرئاسي في القاهرة، واستمرت الجلسة نحو ساعة ونصف الساعة تناول فيها مع الحاضرات والوزراء المعنيين في الحكومة المصرية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن يشارك فيها المجلس. وتقول «كان لهذه الزيارة أطيب الأثر في نفسي للإهتمام الشديد الذي يبديه الرئيس السيسي نحو المرأة المصرية، وهو يعيد اليها فضل وصوله الى سدة الرئاسة بنزولها بكثافة وقوة الى الشارع رغم كل القهر والإرهاب التي كانت تواجهه، واستطاعت بصبرها وتصميمها تغيير المسار السياسي التكفيري المتشدد في البلاد الذي كانت تسير نحوه مصر مع جماعة الإخوان المسلمين، الى الموقع المعتدل والمريح الذي وصلت اليه اليوم».
وتختم زغيب بأمنية وهدف ستسعى من موقعها الجديد الى تحقيقهما من خلال الاستفادة من الطاقات الكبيرة  التي يملكها مجلس سيدات الأعمال العرب لوضع واطلاق المشاريع المنتجة لمساعدة المرأة اللبنانية ونشلها من براثن الفقر والجهل والبطالة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق