سياسة لبنانيةلبنانيات

مبادرة الراعي – بري اسقطتها الخلافات ومجلس الوزراء بقي معطلاً

تحرك واسع لمنع التحقيق مع جعجع… والعاصفة التي اثارها قرداحي تتصاعد

مبادرة البطريرك الماروني بشاره الراعي التي لاقاه فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي وصفت بانها مفتاح الحلول للتشنج الحاصل، اصطدمت بالخلافات السياسية فخف مفعولها وبقيت كثير من الامور معلقة، تتجاذبها الاطراف السياسية التي لم تتفق يوماً في ما بينها، الا اذا اقترب الخطر وهدد طرفاً منها، عندها سرعان ما تتضامن وتقف بوجه اي تغيير او اصلاح يمكن ان يزحزها من مكانها.
على الصعيد القضائي لم يحضر قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى مديرية المخابرات في اليرزة للتحقيق معه، بعد تحرك شعبي واسع سد الطرقات من الساحل الى بكركي فمعراب، وقد اعلن المشاركون تضامنهم مع جعجع، وقدموا انفسهم كلهم للتحقيق اذا اصر القاضي عقيقي على دعوته. غير انه، وبعد هذا التحرك الواسع ادرك المعنيون ان الامور ليست بالسهولة التي كان يمكن ان تكون عليها، فطلب عقيقي من المخابرات ختم التحقيق واعادة الملف اليه. بانتظار الخطوات المقبلة.
اما على صعيد التحقيق في قضية المرفأ، فيتابع المحقق العدلي مسيرته دون الالتفات الى ما يدور حوله لتطويقه، ورغم فشل كل جهود المعطلين في تبديل الامور، لم يتغير شيء. واخر ما قام به المشتبه بهم اقامة دعاوى من قبل رئيس الحكومة السابق حسان دياب والوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ضد البيطار لازاحته عن الملف.
على الصعيد السياسي استبشر اللبنانيون خيراً، بالاعلان الذي صدر اثر جولة البطريرك الراعي بان الحلول وضعت وان مجلس الوزراء سيعود الى الاجتماع قريباً. الا ان فألهم خاب عندما اصرت الجهات المعطلة على مواقفها، حتى «قبع» المحقق العدلي. العناد في هذه الحالة يوجه اقسى ضربة الى لبنان والى اللبنانيين ككل، بمن فيهم المعطلون وانصارهم. فالحكومة التي قيل انها بدأت تسير على طريق الانقاذ ولو ببطء تعطلت حركتها بفعل هذه المقاطعة، التي تؤثر بشكل قاتل على المفاوضات مع الصندوق الدولي، الذي يعلق عليه السياسيون كل الامال، بانقاذ الاقتصاد واخراج لبنان من الهوة ومساعدته على النهوض. فهل ان التحقيق في قضية انفجار المرفأ التي ليس فيها متهم واحد حتى الساعة، والمشتبه بهم يقولون انهم ابرياء، هل ان هذا التحقيق على اهميته القصوى يستحق ضرب البلد والمواطنين معاً. يكفي ان الانفجار وجه ضربة لا تحتمل الى مجموعة عائلات فجعت باعز ما عندها، فهل يمكن لاي طرف ان يساهم بضربات اخرى اشد وادهى عندما يشل البلد ويوقف كل التحركات نحو الحلول؟
الشعب يعاني ويصرخ فهل من مغيث. ان عودة مجلس الوزراء الى الاجتماع ومعالجة امور الناس خطوة طيبة تحسب للمعطلين في حال تراجعهم عن مواقفهم، ويكسبون بها شعبية، ونحن على ابواب الانتخابات، فهل يطلقون مجلس الوزراء من قيودهم فتعود الامور الى مجراها الطبيعي؟ لقد بشر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بان مجلس الوزراء سيعود الى الاجتماع قريباً. فهل هذا صحيح ام انه من باب تهدئة النفوس المعذبة من تواصل انهيار الازمات والكوارث فوق رؤوسهم؟ فالناس بحاجة الى كهرباء سريعاً، الوضع لم يعد يحتمل، واصحاب المولدات يهددون ويتوعدون فاما ان يستمروا في ابتزاز الناس، والسطو على اموالهم بفواتير ملغومة توضع عشوائياً وفق مزاج صاحب المولد، واما انهم سيطفئون محركاتهم. بالطبع قد ينفذون تهديدهم، لان تركيب العدادات سيكشف للمشتركين المؤامرة الكبرى التي كانت تمارس على جيوبهم. فالفواتير ذات الارقام الخيالية بالملايين سيسقطها العداد وتصبح بضع مئات، وعندها ينكشف اصحاب المولدات. لذلك من الصعب عليهم لا بل المستحيل تركيب العدادات. الابتزاز مستمر حتى الساعة فلمن تكون الغلبة؟
ولم يكن ينقص الحكومة وهي لم تقلع بعد سوى العاصفة التي اثارتها تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي والتي دافع فيها عن الحوثيين وحمل على المملكة العربية السعودية والامارات. وبات يخشى ان ينعكس الغضب الخليجي على اللبنانيين في الدول الخليجية، وخصوصاً العاملين في حقل الاعلام. وكانت السعودية والكويت والبحرين قد استدعت الدبلوماسيين اللبنانيين في سفاراتهم في تلك الدول وسلمتهم رسائل احتجاج شديدة اللهجة. ان الدول الخليجية تتطلع الى ما سيكون عليه موقف الحكومة خصوصاً بعد ان رفض قرداحي الاعتذار والاستقالة. فما هي التدابير التي ستتخذها الحكومة لمعالجة الوضع، خصوصاً في ظل تعطيل مجلس الوزراء. ان الرئيس ميقاتي في موقف لا يحسد عليه وكذلك الحال بالنسبة الى الحكومة. فكيف سيخرجان من هذا المأزق؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق