سياسة لبنانيةلبنانيات

هل كتب على اللبنانيين عدم الخروج من الازمات والى متى يبقى مجلس الوزراء معطلاً؟

هل كتب على لبنان البقاء في الازمات المستعصية الحل، وهل كتب على اللبنانيين ان يعانوا العذاب الى ما لا نهاية؟ فبعدما لاحت بوادر انفراج ولو صغيرة من خلال تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي، واستبشر المواطنون خيراً بامكانية ايجاد حلول مقبولة للازمات القاتلة التي تعصف بحياتهم اليومية، برزت مشكلة التحقيق في انفجار المرفأ التي يرفضها فريق من اللبنانيين لا يريد الوصول الى الحقيقة، فكانت الاشتباكات التي وقعت في محلة الطيونة، فاثارت الاحقاد وبددت تباشير الحلول وعطلت سير المؤسسات، بما فيها مجلس الوزراء. وحده التحقيق بقي متحركاً من خلال القاضي طارق بيطار، الذي تسلح بالقانون ويمضي في مهمته وهو مصمم على الوصول الى كشف الحقيقة، والرد على كل الاسئلة التي طرحت حول هذا الموضوع.
اذاً مجلس الوزراء معطل ولن ينعقد قبل الوصول الى حل مع الفريق الذي يطالب بازاحة البيطار… ويأتي هذا التعطيل متزامناً مع تحرك على صعيد صندوق النقد الدولي واستئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية برعاية اميركية، وفي عز الاتصالات الجارية لتأمين الكهرباء التي انهكت اللبنانيين وكبدتهم ما لم يعد لهم قدرة على تحمله.
وسط هذه التعقيدات والمناكفات وبعد التصعيد الخطير الذي برز من خلال حديث الامين العام لحزب الله واستعداد رئيس حزب القوات اللبنانية للرد، انعقد مجلس النواب في بداية عقده واثمرت جلسته، التي سادها الهدوء الكامل، باستثناء مناوشات صغيرة لم تؤثر على الجو الذي ساد الجلسة، نتائج لافتة منها تعديل طفيف لقانون الانتخاب، وتقديم موعد الانتخابات من 22 ايار الى 27 اذار. كما اعطي المغتربون حق انتخاب كل نواب المجلس المئة والثمانية والعشرين. واسقط اقتراح الكوتا النسائية واحيل الى اللجان. مسكينة المرأة في لبنان فالمنظومة تريد ان تستأثر بكل شيء، ولا تريد ان تفسح لها المجال للمشاركة في الحياة السياسية والتشريعية. فها هي حكومة ميقاتي لا تضم سوى امرأة واحدة، وها هو المجلس النيابي يقطع الطريق عليها.
ومن التحركات المهمة هذا الاسبوع وصول موفد اميركي الى بيروت للمساعدة على استئناف المفاوضات غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل. وتردد انه يحمل افكاراً جديدة قد تساعد على التوصل الى اتفاق. فهل تنجح المهمة هذه المرة ويحتفظ لبنان بحقوقه كاملة؟
كل هذه التحركات بحاجة الى حكومة تواكبها وترعاها. فهل من المعقول ان يبقى مجلس الوزراء معطلاً، ويضيع الفرص السانحة والتي تساعد اللبنانيين على النهوض من ازماتهم؟ ان المطلوب العمل سريعاً على انهاء هذه المشكلة القاتلة، وعودة مجلس الوزراء الى الاجتماعات المكثفة والاسراع في ايجاد الحلول للازمات التي تعصف بالبلد، وخصوصاً تأمين الكهرباء للمواطنين. فهل يسود العقل وتصحو الضمائر فتفتح الطريق امام الحكومة للعمل السريع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق