بعد توقف قسري بسبب الازمات والمصائب المختلفة التي يواجهها لبنان بشكل عام، وبيروت بشكل خاص، كسرت غاليري «اكزود» البيروتية – نزلة وزارة الخارجية – حاجز العتمة والخوف والقنوط، وفتحت ابوابها امام عشاق الفن التشكيلي، وعشاق الحياة.
على مدى قصير، وفي ظل الوقاية التامة، ومراعاة التدابير الضرورية، عرضت الفنانة ريتا الجميّل، الآتية من باريس، مجموعة كبيرة من لوحاتها التشكيلية التي اعادت الحياة الى المكان والنشوة الى القلوب.
في هذا المعرض، تقوم الرسامة بتجربة فنية فريدة من نوعها، عبر بلدان وحضارات وثقافات مختلفة… امامنا مثلاً، قرية لبنانية تحوط بها الطبيعة الساحرة، كما في الاحلام. وفي لوحة اخرى، يبرز شراع فينيقي على مرمى مرفأ مدينة صور. بالاضافة الى مناظر خلاّبة ومعبّرة من بلدان عدة… كمرفأ مدينة مرسيليا الفرنسية بين البحر والجبل، وغيرها من المدن، من بورما، وافريقيا، الخ…
وذلك من دون ان تنسى وطنها لبنان، فتعود اليه مرة اخرى، من خلال جريمة العصر، اي انفجار مرفأ بيروت، في لوحات عدة… وهي الشاهدة على هذه الكارثة الرهيبة، من منزلها الواقع بالقرب من المكان، وقد نجحت في تجسيد هذا المنظر الموجع.
وبعد، لا يسعنا الا ان نردّد مع فيروز:
إرجعي يا بيروت
بترجع الايام.
اسكندر داغر