سياسة لبنانيةلبنانيات

ميقاتي الجمعة في الاليزيه ضيفاً على ماكرون فهل تكون الزيارة التالية خليجية؟

حلول صغيرة وسريعة لازمات كبيرة فهل تلجأ الحكومة اليها لتخفيف الاعباء؟

من الطبيعي ان يبدأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد نيل حكومته ثقة المجلس النيابي، زياراته الى الخارج بفرنسا لشكرها على الجهود التي قامت بها، وخصوصاً رئيسها ايمانويل ماكرون الذي زار بيروت مرتين، ساعياً الى تشكيل حكومة انقاذ. ومنذ ذلك الحين وهو يبذل كل ما بوسعه لاخراج لبنان من ازماته التي قادته الى الانهيار. وسيبحث الرئيس ميقاتي مع الرئيس الفرنسي الدعم الذي يمكن ان تقدمه فرنسا للحكومة اللبنانية، لمساعدتها على الانطلاق في مهمتها الصعبة.
البداية في عمل الحكومة على الصعيد الخارجي جيدة، ولكن الجولة لا تكتمل الا اذا كانت المحطة التالية دول الخليج العربي، التي ابتعدت عن لبنان بسبب الفساد والهدر اللذين اضاعا كل شيء، ودمرا الاقتصاد والنظام المالي، هذا فضلاً عن ان تحركها باتجاه لبنان ومده بالمساعدة، قوبل بحملات دأبت بعض الفئات لاغراض سياسية واقليمية على شنها ضد دول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، التي آثرت ان تبتعد علّ الطبقة السياسية تبدل هذا النهج المدمر. لقد اصبح واضحاً ان الحكومة اذا ارادت ان تنهض بالبلد، عليها ان تكسب ثقة المجتمعين العربي والدولي، وهما باب الخلاص للخروج من هذه الهوة السحيقة التي نتخبط فيها. وطبعاً يبقى في طليعة هذا التحرك، انجاح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لاستجلاب الاموال والبدء بحركة النهوض.
هذا على الصعيد الخارجي. اما على الصعيد الداخلي فعلى الحكومة ان تسرع في ابتكار حلول سريعة لازمة الكهرباء والمحروقات والمياه والدواء وضبط الاسعار، خصوصاً بعد انخفاض سعر صرف الدولار دون ان يقابله انخفاض مماثل في سعر المواد الاستهلاكية، على عكس ما يردد اصحاب السوبرماركت والمستوردون وغيرهم من المعنيين. وزيارة واحدة الى اي سوبرماركت تؤكد صحة ما نقول. والغريب ان بعض وسائل الاعلام تستصرح هؤلاء، وتنقل اقوالهم دون مناقشتهم، وكشف عدم صحة ادعاءاتهم، فكأنها متضامنة معهم.
الكهرباء هي ام العلل ومصدر كل تدهور وتخبط، فما هي الخطة التي ستعتمدها الحكومة لتأمين التيار الى الناس، وتجنيبهم ظلم فواتير المولدات التي فاقت كل الحسابات. وعندما يسأل اصحابها عن السبب في هذا الارتفاع الجنوني، يتذرعون بالسوق السوداء التي يلجأون اليها لتأمين المازوت. وعندهم الكثير من الذرائع، دون ان يجدوا من يواجههم بالحقيقة. ومشاكل وزارة الطاقة لا تتوقف عند الكهرباء، بل تتعداها الى المياه المقطوعة في منطقة الرميل بالاشرفية وغيرها من الاحياء، منذ اكثر من اسبوعين، ولا من يسأل ولا من يدرك اننا في عز الصيف وقطع المياه جريمة.
ثم ماذا ستفعل الحكومة لتأمين الدواء للمرضى، وقد اصبح كثيرون مهددين بالموت بسبب فقدان الدواء، وقد قضى بعض الاطفال، والمسؤولون غائبون عن السمع. نحن نعلم ان الازمات اكثر من ان تحصى وتعد، ونعلم ايضاً انه ليس لدى الحكومة عصا سحرية، ولكن الاسراع ببعض المعالجات المتوفرة تنبىء بالنوايا الطيبة، فيرتاح المواطنون. على امل ان تحمل الايام المقبلة بشائر حلول تريح الناس، فلنتفاءل بالخير ولكن عسى الا تكون الصدمة كبيرة في حال الفشل. فمثلاً تستطيع الحكومة ان تجعل صفوف الذل امام محطات المحروقات تختفي وذلك برفع الدعم واطلاق الاستيراد وتأمين البنزين والمازوت للمواطنين، فلا يبقى الهاجس الدائم تأمين ليترات قليلة من المحروقات للتنقل والذهاب الى العمل. فهل كثير ما يطلبه المواطن. انه يطلب اضاءة لياليه السوداء التي زادت من سوادها الطبقة السياسية التي هي السبب وراء كل هذه المآسي. ان ما نشهده يعيدنا الى زمن العصر الحجري، فهل هذا معقول في نظر وزارة الطاقة وشركة الكهرباء؟ ونحن نريد ان نسألهما اين بددت المليارات الخمسة والاربعين التي انفقت على الكهرباء حتى وصلنا الى العتمة؟ هل يجرؤ احد على الاجابة؟ وهل يبدأ التحقيق الجنائي من هنا؟
ثم اليست الحكومة قادرة على ان تطلق مفتشيها للكشف على فواتير المشتريات وتحديد الارباح الخيالية التي يجنيها بعض المستوردين والتجار واصحاب السوبرماركت. فهل هذا كثير؟ الشرط الوحيد الا يتفق المفتشون مع المعنيين ويشاركوهم في تزوير الحقائق. وعندها نصبح بحاجة لوضع مفتشين على المفتشين. الحلول السريعة وان كانت صغيرة فهي متوفرة ويمكن ان تريح المواطن. فهل تلجأ الحكومة اليها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق