سياسة لبنانيةلبنانيات

ظهرت ايجابيات فتحرك المعرقلون وعدنا بتشكيل الحكومة الى شد الحبال

مثلما ظهرت الايجابيات في مسار تشكيل الحكومة فجأة، تراجعت فجأة وبالسرعة عينها. وما ان لاحت بوادر حلحلة للعقد التي منعت الحكومة من ان تبصر النور، حتى هب المعرقلون ينشطون وبقوة. فهم يريدون حكومة وفق مصالحهم، بعيداً عن مصلحة البلد والمواطنين وما عدا ذلك لن يسمحوا بتشكيل حكومة. لقد تحركوا منذ اللحظة الاولى لاستقالة حسان دياب وتكليف مصطفى اديب وكان يمكن يومها ان تنتهي هذه الازمة المستعصية، خصوصاً وان اديب لقي تأييداً واسعاً في الداخل وفي الخارج. رفض ان يساوم على قناعاته وان يخضع للمعرقلين فاعتذر وغادر وبقيت الازمة تجرجر في مسار طويل.
اين نحن الان من ولادة الحكومة التي بشرونا بانها ستبصر النور اليوم الاربعاء؟ لقد تبدلت الامور بسحر ساحر، وعادت العقد تظهر من جديد لتسد طريق الحل. ودخلت البلاد في مرحلة عض الاصابع، فمن يصرخ اولاً؟
في هذا الوقت استمرت الوساطات الداخلية والضغوط الخارجية التي تلح على الاسراع في تشكيل حكومة قبل الانهيار الكامل. وواصل اللواء عباس ابراهيم تحركاته في كل الاتجاهات على امل الوصول الى حل، ينتشل البلد من اتون النار الذي رمته فيه المنظومة السياسية. ويترافق ذلك مع الترويج لازمات قاتلة اولها المحروقات التي بعد ايام قليلة ستختفي من الاسواق كلياً وذلك لان هناك من يضغط لرفع الدعم ورفع الاسعار بارقام قياسية بحيث سيبلغ سعر صفيحة البنزين فوق الثلاثماية الف ليرة، والمازوت حوالي 280 الف ليرة، ومع هذه الهبة الجنونية سترتفع اسعار النقليات وفواتير المولدات واسعار السلع المعيشية وهي اصلاً فوق القدرة الشرائية للسواد الاعظم من المواطنين، كل ذلك يجري والمسؤولون يتصرفون وكأنهم غير معنيين، فلا البلد من مسؤوليتهم ولا الشعب كذلك. فمصالحهم لها وحدها الاولوية، والا ما كنا قضينا سنة وشهراً عاجزين عن تشكيل حكومة تدير شؤون الناس وترعى مصالحهم.
نحن الان في مرحلة الكباش وشد الحبال. فلا ايجابيات سقطت كلياً ولا السلبيات سيطرت، بل ان الاتصالات قائمة بين مختلف الاطراف للوصول الى خاتمة سعيدة. فاما ان تظهر النتائج على الارض، واما نقول وداعاً لأي حكومة حتى اخر العهد. فهل هذا ما يريده المعرقلون؟ وماذا سيكون موقف الدول الكبرى كالولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي وكلها دخلت على الخط للمساعدة في تشكيل حكومة؟ وما هي الخطوات المقبلة التي ستتخذها اذا فشل التشكيل. ان المنظومة تتسلى بعذاب الناس وقهرهم وهم وحدهم يدفعون الثمن الباهظ على كل الاصعدة ولذلك اخذ البلد يفرغ من اهله. فشكراً لهذه المنظومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق