سياسة لبنانيةلبنانيات

فاجعة جديدة تضرب عكار وتسقط 28 قتيلاً وعشرات الجرحى

المهربون حولوا المناطق الى قنابل موقوتة… والحكومة لم تشكل

فاجعة جديدة تضرب اللبنانيين بعد مجزرة انفجار مرفأ بيروت. وهذه المرة في عكار حيث انفجر خزان للمحروقات اودى بحياة 28 شخصاً من العسكريين وابناء المنطقة وحوالي مئة جريح نقلوا الى المستشفيات في طرابلس وبيروت وغيرها. فكأن عكار لم يكفها الحريق الهائل الذي ضربها قبل ايام وقضى على مساحات واسعة من الاشجار والمزروعات وحول الجبل الاخضر الى رماد.
وهذه المرة ايضاً المنظومة السياسية المتحكمة هي المسؤولة. عجزت او فشلت او تغاضت عن مواجهة المهربين الذين حولوا الشوارع والطرقات والمنازل الى قنابل موقوتة. يمكن ان يحدث انفجار في مكان ما في اي لحظة. فالخزان الذي انفجر في عكار كان يحتوي على الاف الليترات من المحروقات المعدة للتهريب الى سوريا. وعلم به اهالي المنطقة فوضعوا يدهم عليه وسلموه الى الجيش. الذي فتحه وبدأ بتسليم محتوياته الى الاهالي الذين حرموا منذ اشهر من المحروقات ومن كل شيء.
تعددت الروايات حول سبب الانفجار. فمنهم من قال انه وقع نتيجة اطلاق نار. واخرون قالوا ان احد الموجودين اشعل ولاعة، الى اخر ما تردد من شائعات وتبقى الحقيقة رهن التحقيق ليكشف عن اسباب هذه المجزرة.
لماذا لم تعمد الدولة الى وقف التهريب رغم الخسائر التي سببها للبنانيين، وهي بملايين الدولارات. فكان مصرف لبنان يدعم المحروقات وبدل ان يستفيد منها اللبناينون استفاد المهربون وجنوا الاموال الطائلة على حساب الشعب اللبناني. هل ان هذا الهروب من المسؤولية هو نتيجة عجز ام فشل ام تغاض؟ الجواب عند المسؤولين.
كيف واجهت الدولة الكارثة؟
بعد الفشل في حمل رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب على دعوة مجلس الوزراء في جلسة استثنائية لمواجهة الازمات المتراكمة، دعي مجلس الدفاع الاعلى الى الاجتماع، واتخذ مقررات يبدو ان من بينها ملاحقة المحتجين وكم افواههم بالقوة. فعلى الشعب ان يتلقى الضربات وممنوع عليه ان يصرخ او يعترض. انها سياسة القمع المطلق وظهر ذلك جلياً بعد ظهر ذلك اليوم المشؤوم عندما تجمع اهالي ضحايا انفجار المرفأ امام منزل الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، قوبلوا بعنف مفرط لم يشهد اللبنانيون مثله من قبل، وتحولت القوى الامنية الى قوة ضاربة لاسكات المحتجين وحماية المنظومة السياسية المتحكمة. فهل نسي عناصر القوى الامنية انهم من هذا الشعب وان الظلم اللاحق به، لاحق بهم ايضاً. لماذا هذا الافراط في استخدام القوة؟ الم يكن من الافضل ان يتعاطفوا مع الناس وهم منهم برفق بدل ان يتحولوا الى متاريس لحماية المتحكمين بالعباد؟ لقد اصبح واضحاً ان الثوار واهالي ضحايا مرفأ بيروت وسينضم اليهم اهالي ضحايا انفجار عكار قرروا المواجهة وعدم الاستسلام وان الدولة قررت استخدام القوة لكم الافواه. فايهما الاقوى الشعب ام السلطة؟
هنا يسأل اللبنانيون والمراقبون في الخارج. الم يكن من الافضل بدل الاستعانة بحكومة تصريف الاعمال ومجلس الدفاع الاعلى الذي لا يمكنه باي شكل من الاشكال ان يحل محل مجلس الوزراء. الم يكن من الافضل عقد لقاء سريع واعلان تشكيل حكومة قادرة تسارع الى مواجهة الكوارث التي نتجت عن سياسة المنظومة الفاشلة؟ هل هذا يبشر بقرب تشكيل حكومة؟
اللبنانيون لم يعودوا يصدقون، حتى يتحول الكلام الى واقع. فمتى يحدث ذلك؟ وهل يمكن ان يحدث؟ ان علم الغيب وما يدور في اذهان المنظومة هو عند الله وحده. فعسى ان تعود الى رشدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق