سياسة لبنانيةلبنانيات

هل دقت ساعة الاعتذار الثالث؟ وهل نحن في اسبوع الحسم؟

ماذا يجري في البلد، ومن يعمل على تدميره وقتل شعبه؟ اسئلة تطرح على كل لسان وخصوصاً في الاوساط الدبلوماسية التي لا تصدق ما يجري، وكيف ان الطبقة السياسية التي يفترض فيها ان ترعى حقوق المواطنين، تساهم بالحصة الاكبر في التدمير، وتمنع تشكيل حكومة تتولى معالجة الازمات التي باتت اكثر من ان تحصى وتعد.
غرق لبنان في ظلام دامس وعتمة لم يشهد مثيلاً لها حتى ولا في ايام القصف الاسرائيلي. فالمازوت مقطوع الا في السوق السوداء. فهل بعد ذلك نصدق ان العتمة ليست مفتعلة امعاناً في تدمير البلد. لقد اطفأ اصحاب المولدات النور عن المواطنين متذرعين بعدم وجود المازوت وفي مقابل العتمة التي ينشرونها في كل مكان، رفعوا ارقام فواتيرهم حتى اصبحت خيالية في ظل غياب تام للمسؤولية، وبات المواطن يظن وربما يكون على حق ان الجميع متواطئون مع الجميع من اهل المافيات والنفوذ امعاناً في التدمير والوصول الى الانهيار التام.
ويا ليت الامور متوقفة عند المازوت، بل ان الازمة تشمل جميع المحروقات وقد عادت طوابير الذل امام المحطات تسد الطرقات وتقطعها، ومعامل الكهرباء في الطريق الى التوقف رغم كل ما طبلوا وزمروا حول مليون طن من الفيول قدمها العراق. فاين اصبحت هذه الصفقة ولماذا لم يأت الترياق من العراق. وعبثاً نفتش عن مسؤول يشرح لنا ما يجري.
دخل التقنين جميع القطاعات، فبعد الكهرباء جاء دور المولدات ثم شمل المياه، بحيث تمضي الساعات والحنفيات في جفاف تام، غير عابئين بموجة الحر التي تضرب البلد والناس بحاجة الى المياه للتخفيف من لهيبيها. وننتقل الى الغاز الذي هو ضروري لحياة الناس مثل المياه والكهرباء لا بل اكثر لانه بدونه يصبح من المستحيل تحضير الطعام. وهنا ايضاً بتنا نرى صفوفاً طويلة يسعى كل من يقف فيها للحصول على قارورة غاز.
ثم يأتي دور المتاجرين بلقمة المواطن والمحتكرين والمهربين، وتدعمهم الطبقة السياسية بغيابها عن المسؤولية للقضاء على ما تبقى، بعيداً عن اي حس وطني او اخلاقي.
يقابل هذا الفلتان لا مبالاة مطلقة من قبل الذين يسمونهم مسؤولين وهم ابعد الناس عن المسؤولية. ولا نرى تحركاً واحداً من قبلهم لمواجهة هذا المصير الاسود الذي يضرب البلد.
كل هذه الويلات تسقط على رؤوس المواطنين ولم تحرك ساكناً. فالاجتماع السابع الذي كان متوقعاً امس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل حكومة لم ينعقد، ولم تصدر كلمة واحدة تشرح ما جرى… فكأن الناس لا يستحقون ان يعرفوا ماذا يجري عند الكبار. على كل حال لم يكن صعباً ان يدرك القاصي والداني ان الامور لا تسير على ما يرام وان العقد التي ادت الى اعتذارين الاول من قبل مصطفى اديب وحسناً فعل بالاسراع في الرحيل. والثاني من قبل سعد الحريري بعد تسعة اشهر من الاخذ والرد في محاولة لتفكيك العقد. ولكن كل الجهود التي بذلت في الداخل والخارج للوصول الى صيغة حكومية تتولى الانقاذ باءت جميعها بالفشل. والان جاء دور نجيب ميقاتي وقد وعد بان التكليف ليس مفتوحاً وانه عندما يصل الى طريق مسدود سيعتذر. فهل دقت الساعة؟ وهل ان الرئيس ميقاتي اصبح على وشك الاعتذار؟ وفي حال كان الجواب ايجابياً نسأل ماذا بعد؟ هل يبقى لبنان بلا حكومة الى اخر العهد، ام تأتي حكومة على غرار حكومة حسان دياب، فلا تحظى لا بثقة الداخل ولا بثقة الخارج. فهل هذا المطلوب؟ هذا الاسبوع يجب الا يشارف على نهايته الا وتكون الامور قد حسمت. فاما الاعتذار واما التشكيل فلمن تكون الغلبة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق