سياسة لبنانيةلبنانيات

اجتماع بعبدا الرابع حمل نصف اعتذار… فمتى يكون الاعتذار الكامل؟

انزلوا الى الشارع بكثافة وعبروا عن غضب يكاد يفجر الصدور

تحل غداً 4 آب الذكرى الموجعة الاولى لجريمة انفجار مرفأ بيروت، والمواطنون في اخر درجات الغضب واليأس من هذه الطبقة السياسية التي تهتم بمصالحها دون الالتفات الى مصالح من حملها الى تولي امورهم. تحل هذه الذكرى والقضاء الذي سار في الطريق الجدي والصريح اصطدم بعقبات وضعتها امامه الطبقة السياسية اياها. فابتدعت قضية الحصانات مع العلم ان كل الحصانات تسقط امام الجريمة، واي جريمة؟ لقد حصدت مئات القتلى والاف الجرحى ومئات الاف المشردين.
كان المواطنون يعللون النفس بان الاجتماع الرابع بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سيخرج بحل لجميع الخلافات التي تعصف بينهما. ويعلن عن التوصل الى تشكيل حكومة ينتظرها الداخل والخارج وتكون هدية اولاً للبنانيين عموماً ولاهالي ضحايا انفجار المرفأ خصوصاً تخفف من الامهم وتعوض عليهم العرقلة في التحقيق. فضلاً عن التجاوب مع رغبة الدول الصديقة المهتمة بلبنان. الا انها لم تمر اكثر من 25 دقيقة خرج بعدها الرئيس ميقاتي متجهم الوجه وقد غابت البسمة التي اشتهر بها والتفاؤل الذي عرف به. فادرك من كان حاضراً في القصر الجمهوري من الصحافيين، بان الاوضاع على حالها، والتمسك بالمحاصصة والمكاسب الشخصية لم تتبدل وان طريق تشكيل الحكومة مقفل. واكد هذه النظرة التشاؤمية التصريح الذي ادلى به الرئيس ميقاتي الذي قال طريق التكليف ليس طويلاً وليفهم من يفهم. فكان واضحاً انه كلام يحمل في طياته نصف اعتذار على ان يكتمل في الاجتماع المقبل.
هذه السوداوية التي سادت بعد الاجتماع الرابع في بعبدا، كان يمكن ان يقلبها المعنيون الى فرح وامل للشعب اللبناني كله، ولكنهم فضلوا التمسك بمواقفهم ولو على حساب المواطنين المقهورين.. وعلى الفور قفز سعر الدولار من 18 الف ليرة الى 21 الفاً في جو يوحي بالمزيد من الارتفاع. وقد بات معلوماً انه مع صعود الدولار تقفز الاسعار قفزات جنونية اصبحت معها عصية على السواد الاعظم من اللبنانيين. لقد تحولت الدولة الى دكاكين يفرض كل طرف الاسعار التي يريدها دون رقيب او حسيب، ودون اي تدخل من الدولة التي يفترض فيها حماية شعبها ووضع ضوابط للفلتان. فقد قيل لوزير الاتصالات ان شركات الانترنت سترفع الاسعار، فاجاب فلتفعل ما تشاء ولكن نحن لن نرفع. هل هذا جواب معقول من مسؤول؟ الا يفترض فيه ان يضبط الامور حماية لمصالح الشعب؟ ويكون قرار الزيادات خاضعاً للقوانين؟
ولانهم يخشون على انفسهم من غضب الشعب انصرفوا الى التودد للجيش والقوى الامنية بعدما كانا عرضة للسهام السياسية في مناسبات عدة وقد اكد ذلك قائد الجيش العماد جوزف عون نفسه هذا الكلام عندما اتهم «مسؤولين غير مسؤولين» بانتقاد اداء الجيش وكان يصح بالعماد جوزف عون ان يقول لهم
                                                    اذا اتتني مذمتي من ناقص            فهي الشهادة لي بأني كامل.
انهم يريدون من الجيش والقوى الامنية ان يؤمنا لهم الحماية من غضب الناس وقد غاب عن بالهم ان الجيش هو من هؤلاء الناس وان القهر والتجويع يصيبانه كما يصيبانهم. مع العلم ان اهالي الضحايا اعلنوا عن معركة كسر عظم، وهذه الطريقة الوحيدة التي تنفع مع هذه الطبقة السياسية. فاقدموا ولا تتراجعوا مهما كانت العقبات وحتى لو تعرضتم للقمع. فالاهداف التي تناضلون من اجلها تستحق التضحية. ثوروا ولا تتراجعوا. ونقول لجميع المواطنين ان يوم غد يجب الا يبقى شاب او شابة عجوز او طفل في منزله. فلينزل الجميع الى الشارع للتعبير عن هذا الغضب الذي يكاد يفجر الصدور ويجب ان تستمر الاحتجاجات حتى تحقق اهدافها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق