سياسة لبنانيةلبنانيات

هل تتغلب الوساطات على المعرقلين فتبصر الحكومة النور؟

لا يزال تشكيل الحكومة المنتظرة منذ اكثر من سنة يتأرجح بين التقدم والتباطؤ والمراوحة، فيما الازمات المعيشية والاجتماعية والسياسية تتزاحم مخلفة جواً من القلق الدائم لدى المواطن. فعسى ان تثمر الاتصالات وتبصر الحكومة النور وتكون قادرة على معالجة كل هذه الويلات التي اصبحت العنوان اليومي لحياة اللبنانيين. ووفق المعلومات المتداولة فان اللواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام الذي دخل على خط المعالجة حقق في اتصالاته مع الاطراف المعنية بالتشكيل تقدماً ملموساً بات يوحي بقرب ولادة الحكومة، اذا صدقت النيات واذا لم يدخل على الخط المعرقلون وينسفوا كل ما تحقق.
وفيما كانت الاتصالات والوساطات قائمة، اجتمع نواب طرابلس في مكتب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في رسالة دعم وتأييد للاسراع في تشكيل الحكومة ورفع الازمات المتلاحقة التي ثقل كاهل الشعب. الا ان كل هذه التحركات والوساطات لم تسفر حتى الساعة عن نتيجة ايجابية جدية، والا لكان اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قد عقد. فماذا ينتظر المسؤولون وما هي هذه العقد المستعصية على الحل؟ هل ان حقيبة وزارية مهما كانت اهميتها تستحق ان تُحرق البلاد من اجلها. يتحدثون عن ان هذه العقدة هي في الثلث المعطل. فلماذا الاصرار على هذه الصيغة. ان اي فريق من اللبنانيين قادر على التعطيل ساعة يشاء، ولكن الخلافات والمناكفات لا تزال تتحكم بمصير البلاد. على امل ان تصل الاتصالات الى نتائج حاسمة، فيزور الرئيس المكلف بعبدا، وتبصر الحكومة النور، خصوصاً وان التحرك الداخلي البعيد نوعاً عن الاضواء يرافقه تحرك خارجي داعم للتشكيل. وفي هذا الاطار، وصل الى بيروت امس على متن رحلة تابعة لسلاح الجو الاميركي وليام بيريز مدير المخابرات الاميركية، الا ان مصادر نفت هذا النبأ. في كل حال فان الزيارة في حال كانت قائمة فهي لدعم الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وتتزامن مع زيارة وفد الكونغرس الاميركي لاجراء محادثات اليوم مع كبار المسؤولين حول الوضع العام ودعم الجيش اللبناني.
في هذا الوقت تتواصل الازمات المدمرة لحياة المواطن ويجري الحديث عن ازمة رغيف تلوح في الافق بسبب فقدان المازوت في المطاحن كما يتم الحديث عن عودة سريعة لازمة البنزين، وتظهر معها مجدداً الصفوف الطويلة للسيارات امام محطات المحروقات، وهو مشهد بات مألوفاً لدى اللبنانيين في غياب مسؤولين يعالجون المشكلة. فهذه مهمة الحكومة وبما ان حكومة تصريف الاعمال غائبة عن السمع والرؤية، وبما ان تشكيل حكومة جديدة متعثر، تفلتت الامور وتكررت الازمات المتلاحقة. فهل يدرك المسؤولون عن تشكيل حكومة، خطورة ما يجري، وهل يعون ان مصير البلد والشعب اهم من كل الحقائب والاشخاص؟
امام هذا المشهد السياسي المؤلم يتطلع المواطن الى قصر بعبدا هل يعقد اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وتبصر الحكومة النور اما اننا سائرون وبسرعة الى الانهيار التام والانفجار الكبير؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق