سياسة لبنانيةلبنانيات

الاستشارات اليوم… فاما التشكيل السريع واما الاعتذار

اذا سارت الامور وفق ما هو متوقع تبدأ عند العاشرة من صباح اليوم الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية شخصية سنية تتولى تشكيل الحكومة الجديدة. الطريق حتى الان تبدو سالكة وقد اصبح شبه مؤكد ان الاكثرية ستسمي الرئيس نجيب ميقاتي لهذه المهمة الصعبة. فهل يسير كل شيء على ما يرام؟ وهل تسهل طريق التأليف كما سهلت طريق التكليف؟ تفيد اخر الانباء بان الرئيس ميقاتي سيكلف باكثرية تقارب السبعين نائباً، وليس مهماً العدد بقدر ما هو النجاح في ان تبصر الحكومة، المنتظرة منذ اكثر من تسعة اشهر، النور، فتعيد الامل الى قلوب اللبنانيين.
معظم الافرقاء كما يظهر يرحبون بالسرعة في تشكيل الحكومة لانها الطريق الوحيد الى الانقاذ، ولو كانت الطبقة السياسية غيورة على مصلحة البلد ومصلحة اللبنانيين لاقدمت منذ اليوم الاول على تعبيد الطريق امام الرئيس المكلف سعد الحريري، والذي اضطر بعد مخاض عسير الى الاعتذار، اذ وجد ان الطرق كلها مقفلة في وجهه. من هنا فان الافرقاء مدعوون لنبذ خلافاتهم ووضعها جانباً، والمساعدة على ان تولد الحكومة خلال ايام قليلة، فتفك العقد التي خنقت الشعب اللبناني واوصلته الى جحيم حقيقي، لم يشهد لبنان مثيلاً له حتى في زمن الحروب والاحتلالات التي تعرض لها على مر العصور.
بالطبع هناك كتل نيابية تنظر الى موضوع الحكومة من منظار اخر، كل حسب مصلحته واهوائه. فالبعض لا يريد تسمية احد، لمزيد من الضغوط علها توصل الى التغيير. وهذه خطوة جيدة لو اتخذت في ظروف طبيعية وليس في وضع يئن فيه الشعب من كثرة الالم، وهو يتطلع بفارغ الصبر الى حكومة تعمل على انتشاله من هذه الهوة السحيقة التي اوقعوه فيها. ان الاحرى بهذه الفئة ان تسهل تشكيل الحكومة وتساعد علىيها، مع الاستمرار في العمل على التغيير. لان التغيير يستلزم اشهراً فهل يتحمل الشعب هذه المدة الطويلة وهو يختنق. وهناك اطراف اخرى لن تسمي احداً، من باب المصلحة الشخصية. وهذه الفئة ايضاً مدعوة للمساعدة على تشكيل الحكومة ودعمها، لكي تنجح في انقاذ الشعب، مع العمل من خلالها على خدمة مصالحها التي لها الاولوية عندها.
ولكن ماذا عن الرئيس المكلف؟
اذا صدقت النيات وسار كل شيء على خير، فان الاكثرية النيابية ستسمي الرئيس نجيب ميقاتي. فماذا عنه هو؟ هل هو مستعد لخوض هذه المغامرة وبأية شروط؟ لقد اجرى الرئيس ميقاتي على مدى الايام الماضية سلسلة اتصالات داخلية وخارجية، وصمم على تلقف كرة النار ولكن ضمن شروط:
اولاً: ان تسهل رئاسة الجمهورية المعنية الاولى بهذا المسار، فتقدم التسهيلات وتساعد على فكفكة العقد، بحيث لا يقع الرئيس المكلف في المطبات التي وقع فيها الرئيس سعد الحريري.
ثانياً: ان تسهل الكتل النيابية والاطراف السياسية العمل، وتساعد على ازالة المطبات من امام التشكيل، فتتنازل عن مطالبها ومصالحها من اجل لبنان واللبنانيين، والا عبثاً يحاول الرئيس ميقاتي.
ثالثاً: ان الرئيس ميقاتي ليس امامه ترف الوقت ليأخذ مداه في التشكيل. فالاوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية ضاغطة جداً، وقد وصلت الى حد الانفجار. والشعب ينتظر نتائج هذه الخطوة، فان ابصرت الحكومة النور انفرج، وان تعقدت فلا يبقى امامه سوى الانفجار غضباً وعنفاً. لذلك فان الرئيس ميقاتي سيعمل للوصول الى نتيجة حاسمة خلال ايام معدودة وربما حتى الرابع من آب، الذكرى الاولى لانفجار المرفأ، فان فشل في مهمته وواجهته العراقيل اياها فانه سيقدم فوراً على الاعتذار، لان مستقبله السياسي على المحك وهناك انتخابات نيابية اصبحت على الابواب.
وقبيل بدء الاستشارات اجتمع رؤساء الحكومة السابقون سعد الحريري، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام. وقد اكد المجتمعون دعمهم لتكليف ميقاتي والعمل على تسهيل مهمته. بعد كل ما تقدم هل ينجح ميقاتي في مهمته؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق