سياسة لبنانيةلبنانيات

الفاتيكان والعالم مهتمان بلبنان والمنظومة عندنا لا تبالي

عيون اللبنانيين شاخصة اليوم الى الفاتكيان حيث يعقد اجتماع وصف بانه استثنائي ونادر، يحضره رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان للصلاة من اجل البلد المعذب والتداول في الحلول الممكنة لاخراجه من هذه المأساة التي وصفتها المراجع الدولية بانها الاسوأ في العالم منذ 150 سنة.
يقابل التحرك الفاتيكاني اهتمام اوروبي واميركي مما يدل على الاهتمام العالمي بهذا البلد الصغير. وحدهم زعماء المنظومة السياسية لا يبالون ولا يهتمون ويتصرفون في ابراجهم العاجية وكأن الامور على احسن ما يرام وما يجري لا يعنيهم. والسؤال هل هم حقاً مقتنعون بسياستهم التي يمارسونها؟ لو انهم اهتموا بلبنان بنسبة واحد بالمئة مما يهتم به العالم لتبدل الوضع ولكنهم لا يسمعون ولا يرون.
حذرنا مراراً ولسنا وحدنا بل الكثيرون، من خطورة ان تتحول الاحتجاجات الشعبية الى فوضى وعنف، وعندها لا يمكنهم مهما عقدوا من اجتماعات واتخذوا من قرارات، ان يسيطروا على الوضع، لان الجوع لا يرحم. وبما انهم يعيشون في رغد عيش وبحبوحة ويتمتعون بثروات خيالية، لا يمكنهم ان يصدقوا ان هناك اناساً عاجزين عن تحصيل لقمة العيش ولا يملكون ثمن رغيف. لقد سدوا بسياساتهم ابواب العمل فتعطلت المؤسسات واقفلت الشركات وصرفت عمالها بالالاف فاصبح اكثر من نصف الشعب اللبناني عاطلين عن العمل.
ان ما حدث في طرابلس امس خطير وخطير جداً. فظهر السلاح واطلقت النيران وقد بذل الجيش جهوداً جباراً لضبط الوضع، وبقي الجمر تحت الرماد لان التدابير القمعية التي اوصوا بها اعجز عن وضع حد لثورة الجياع.
من قال ان هذه الفوضى لن تصل الى مناطق اخرى. فقد اصبح لبنان كله ناقماً على سياسة المنظومة التي خربت كل شيء واطاحت فرص العمل، فكثر عدد الجياع. ماذا فعلت هذه المنظومة هل استطاعت ان تنهي صفوف الذل امام محطات المحروقات فاحترقت اعصاب المواطنين ولا من يبالي؟ هل امنت الدواء للمرضى، وهناك كثيرون مهددون بالموت بسبب فقدان الادوية؟ هل امنت حاجات المستشفيات فعادت تستقبل المرضى وتداوي امراضهم؟ هل امنت الكهرباء والناس يعيشون في عتمة شاملة فيما قصورهم تشع بقوة؟ هل امنت فرص العمل للشباب وسدت طريق الهجرة التي اصبحت على وشك ان تفرغ لبنان من طاقاته.
ان البلاد لا تحتاج سوى الى وقفة ضمير، ولكن الضمير في سبات عميق والمصالح الخاصة اهم من اي امر اخر. فهل بعد ذلك نأمل الحلول؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق